العجرمي إذ يتطاول على شرع الله

هنادي نصر الله

[email protected]

لن أخوض في كتابة مقدمات حول ما سأتطرق له في السطور القادمة سوى القول"لم أتفاجأ ولم أستغرب على الإطلاق عندما عُين أشرف العجرمي وزيرًا في حكومة فياض ـ اللاشرعية ـ التي جاءت تلبيةً لمطالب بوش ولزيارات رايس ولخطط دايتون!

نعم لم أتفاجأ أبدًا عندما نقلت وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها وتوجهاتها أسماء من يُسمون أنفسهم ـ وزراء لفلسطين ـ وهم في الحقيقة أدنى من أن يكونوا آدميين إذ أن همهم الوحيد إرضاء شهواتهم وأهوائهم ومصالحهم الشخصية ضاربين عرض الحائط قضية فلسطين وشعب فلسطين أيضًا..!!

بصراحة وفور سماعي نبأ تعيين العجرمي ـ ذلك الصعلوك الهارب من غزة إلى رام الله مأوى أحفاد دايتون ـ وزيرًا؛حتى خطر في بالي ما قاله ذات مرةٍ لنا يوم أن كنا في دورةٍ تدريبيةٍ كانت تتحدث عن حقوق الإنسان حضرها عشرات الطلبة من مختلف الجامعات الفلسطينية وكنتُ أنا من بينهم. 
الدورة مرت سريعًا وفي اليوم قبل الأخير طلّ علينا ـ العجرمي ـ مع العلم أن توقيت هذه الدورة التدريبية كان بعد الفوز الساحق الذي أحرزته حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس ـ في الإنتخابات التشريعية وكانت وقتها تبذل مساعيها الجادة والمخلصة لإقناع حركة فتح ـ الخاسرة في الإنتخابات ـ مشاركتها في حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على مجابهة التحديات والمؤامرات والضغوطات. 
لكن ـ العجرمي ـ المحلل الذكي ـ قال وقتها لنا"أنا متأكد من أن فتح لن تُشارك في حكومة تترأسها حركة حماس،وقد حددتْ موقفها وسترونّ ذلك في الأيام القليلة المقبلة،حماس ستشهد حصارًا مشددًا من الخارج،ولن تنجح في أداء مهامها على الوجه الأمثل،كما أنها لن تتمكن من تنفيذ برنامجها الإنتخابي الذي انطلق تحت شعار"التغيير والإصلاح"..

هكذا أخذ يتنبأ العجرمي وهذا بالطبع إن دلّ على شيء فإنما يدل على مدى الحقد الدفين الذي يكنه هذا الرجل لهذه الحركة العملاقة كما يًُدلل على أن نية عرقلة أعمال حكومة ـ حماس ـ العاشرة كانت مبيتة ومعد لها مسبقًا !!

ليس هذا فحسب بل إن العجرمي زاد في تبجحه وتابع طغيانه وجحوده بقوله"يجب فصل الدين عن الدولة والسياسة،ليفجرّ بعدها قنبلةً داخل قاعة التدريب قائلاً بغباءٍ عجزت كلمات اللغة العربية عن وصفه"القرآن ليس صالحًا لكل زمان ومكان"!!!

وتمادى في تطاوله أكثر مُظهرًا حقده الأعمى للشريعة الإسلامية الغراء حين أخذ يبرر جحوده بقوله"سأعطيكم دليلاً واحدًا يثبتُ لكم صحة ما أقول،هناك آية في القرآن الكريم تقول"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما.."هذه الآية لا تصلح لزماننا؛فلو قطعت الحكومة يد أي سارق فإنها ستواجه حملةً من الاستنكارات والإدانات واسعة النطاق من مختلف بلدان العالم وحتى من الدول العربية،والسبب في ذلك وفق كلام العجرمي وتبريراته السخيفة أنها بفعلها هذا ـ أي بقطعها ليد السارق ـ قد انتهكت حقوق الإنسان"!!!

ويأبى الوزير في حكومة ـ قليلي الدين ـ إلا أن يًُواصل حربه على شريعة الإسلام قائلاً"ربنا لم يقصد من قطع يد السارق تشويه جسده بل تأديبه،وفي عصرنا الحديث يُمكن أن نؤدب السارق بأكثر من وسيلةٍ عصرية دون أن نقطع يده ونشوهها له،ليختتم تبجحه بنظريته الغبية"القرآن ليس صالحًا لكل زمان ومكان"!!!

ما أن انتهى ـ العجرمي ـ صاحب النظريات الحديثة! بل مفتي القرن! وصاحب القرار في أيهما يصلح لحاضرنا وأيهما لا يصلح،حتى قُوبل باستياءٍ كبير من المشاركين في دورة حقوق الإنسان الذين عبروا عن غضبهم واحتجاجهم لوجود مثل هذه الشخصية في الدورة ورغم هذا لم يتراجع ـ العجرمي ـ عن أقواله الغبية...عندها انتهزت الموقف وقلتُ له"هل أنتَ مستعد لنشر ما تقوله عبر وسائل الإعلام؟! صمتَ وقال"هذا ليس وقته"!!

والآن لا يسعني أيها ـ العجرمي ـ المتعجرف الخائن الجاحد إلا أن أقول لكَ لقد جاء الوقت المناسب؛ليتعرف الشعب الفلسطيني أكثر على نجمك اللامع في عالم الخيانة والجحود..! 
آن الأوان أن يعرفَ أسرانا وأسيراتنا من هو هذا الصعلوك الذي نصبّه ـ دايتون ـ وزيرًا عليهم كمكافأةً لتطاوله على الدين الإسلامي الحنيف!

فالعجرمي وللأسف ليس فقط من مروجي ومؤيدي الإتفاقات المذلة كاتفاق جينيف بل هو من ألد أعداء الدين والقرآن الحنيف؛فكيف يكون ناصرًا لشعبنا وقضيته العادلة؟!ّ بل وكيف لا يُعادي حركة حماس التي تستمد قوتها من شريعتنا الإسلامية الغراء؟!

وأختتم حديثي بالقول"إن من اعتاد على تشويه صورة الإسلام الناصعة وتشويه صورة المقاومة أيضًَا لا يخجل من تشويه صورة الأبطال المجاهدين القابعين خلف قضبان الحديد ـ ولعلّ افتراءات العجرمي على الوزير المعتقل ـ وصفي قبها ـ حين اتهمه بسرقة مخصصات الأسرى ونهبها لخير دليل على ذلك؛فالذي اعتاد على مثل هذه الوقاحة لا يهمه إلا إرضاء مصالحه الدنيئة ..فلا عليكَ شعبنا ولا عليكم أسرانا إن انقلبتْ في دنيانا المفاهيم فهي غيمة صيف وستنقشع كما انقشعت عن غزة بإذن الله،قاتلهم الله وأخزاهم يُحرفون الكلم عن مواضعه يؤمنون ببعض آيات القرآن، ويكفرون ببعضها أولئك هم المنافقين الذين وصفهم القرآن، حسبنا الله ونعم الوكيل.