وصفة طبية سريعة جدا

إبراهيم الحمداني *

ibrahimalhamdani@yahoo.com

اخذا القلم طريقه لوحده ليرسم ويحكي لنا صورة لمظلومية شريحة من شرائح المجتمع العراقي الأ وهم المهجرون الذين

اجبروا علئ ترك بلدان لهم باتجاه مجهول وغربة سنين وقعوا تحت رحمة مغامرة مجهولة منهم من كان في معسكرات ومن من كان للحظ منه نصيب ليرحل الئ بلدان اوربية ودول غربية لتاخذ الغربة منه ماخذ ولتترك السنين بصمة علئ وجوه اتعبتها الغربة واحالتها الئ رماد وذكريات طفولة واحلأم اصبحت مجهولة حتئ بالنسبة لهم وفي اراضي واماكن غريبة في الدين والشكل واللون ولدت خبرات وتدربت طاقات لتاخذ لها طريق عجز الوطن عن استيعابها ليقف اليوم جزء من ابناءه منتظرين ساعة الرجوع وزوال حجر كبير جاثم علئ صدورهم وضوء اخضر نقي يسمح لهم بالدخول ام يتحولون الئ اوراق بيضاء وسوداء تستغل من قبل جهات ومجاميع سياسية تلوح بحقوقهم المسلوبة منهم في ظل نظام سابق عانوا من بطشه ليقعوا في ظل نظام حالي وروتين قاتل وعراقيل معروفة للجميع من اجل عدم عودتهم لتبقئ ويبقئ نار مستعرة وقضية ساخنة وتفتح وزارات ومكاتب عديدة باسمهم وهم كمن ابيه يمتلك المال والعائلة والأبناء في ظنك الحال ربما لو حلت قضيتهم ستكون وبالأ علئ مجموعة اخرئ كما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد هنا يدرك الجميع بوجود حق لمثل هذه الشريحة من المجتمع كما يوجد غيرهم الكثير

كل الكفاءات والخبرات لم تكن وليدة يوم وليلة لتكون في خدمة بلدان غربية عنهم في الشكل واللون والدين وفرت لهم مايحتاجونه من سبل العيش والبحث ليكونوا في خدمتهم وكان من الأجدر ان تعود هذه الكفاءات لوطن يتعطش علئ قدرات وخبرات جاهزة بدل من ان تكلف الدولة ملأين الدولأرات من اجل تدريبها وتطويرها ليكونوا في مصافي الدول المتقدمة  فمنهم من كان شابا ترقب زوال نظام سابق عانئ منه ليقع ضيحة لنظام وروتين قاتل يستغرق منه الوقت والجهد المتبقئ من الهمة ويستنفذ طاقة كان مدخرها لنصرة ومساعدة من هم بحاجة لذلك  هل يعود ليجلس علئ رصيف غادره منذ سنين ويزاحم غيره في جلوسه ونشر معاناته

ان المهجرين قنابل بيضاء في ايادي وجهات عديدة اعدت لهم وجبة وطبخة سريعة ظننا منهم انهم اعتادوا الهمبركر والوجبات الخفيفة ناسين ومتناسين شوق العديد منهم الئ الدولمة والباجة العراقية والطبخات الدسمة التي تسهم في رفع معنويات العديد منهم وتصبح كبسولة مضاد حيوي من اجل البقاء والتمسك في ارض الوطن فالعراق يزخر بخبرات وطاقات تامل من الحكومة فتح الضوء الأخضر بالرجوع والبقاء والمساهمة في بناء عراق حظاري ومتطور ينعم الجميع بامكانياته وخبراته ان انصاف المهجرين والمهاجرون هو عمل انساني قبل ان يكون عمل سياسي وقانوني  فعند تصفح مواقع السفارات العراقية المنتشرة في الخارج هناك ترحيب بالعودة الطوعية لأارض الوطن الذي يجد رصيف يتسع له بالجلوس والتحسر علئ الماضي وشعور بالعجز وعدم القدرة علئ المزيد من اللفات علئ دوائر عجيبة غريبة وقوانين اعدت لهم في مطابخ ووصفات طبية سريعة جدا.