قصّة المعارض السوري الأستاذ عبد الرحمن أبا زيد

قصّة المعارض السوري الأستاذ عبد الرحمن أبا زيد

في الإمارات وقضية تسليمه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

الإستاذ عبد الرحمن ومشاركة مؤمن كويفاتية

دولة الامارات العربية المتحدة . العدالة وحقوق الانسان بيان للحقيقة والتاريخ ...وقصته من قصة رجل فقير بنى خيمة بجانب أحد البيوت وصاحب البيت ينظر ولا ينكر وصار أولاد الفقير يجلبون الماء من البيت وصاحب البيت يراهم ولا يمنعهم وبعد أيام قامت ربة البيت بتمديد سلك كهربائي إلى الخيمة للإنارة ، وصاحب البيت لم يعترض ، وبقي الحال على ما هو عليه عدة شهور ، وفجأة هجم صاحب البيت على الخيمة وأشعل فيها النار وخرج الرجل وعياله من الخيمة هرباً من النار وصاحب البيت يقول لهم هذه أرضي لماذا وضعتم خيمتكم فيها ، هيا اخرجوا من أرضي ، بهذا المنطق يقول الأُستاذ العزيز عاملتني دولة الإمارات العربية المتحدة

ثُمّ يقول "كان على صاحب البيت ان يمنع صاحب الخيمة من نصبها في البداية، واذا صبر عليه مدة من الزمان أن يقول له : أنا بحاجة إلى هذه الارض ، أرجو ان تنقل خيمتك ولك مهلة كذا يوم – أما بهذا الاسلوب غير الانساني ، فلا ..."

ثُمّ يسرد قصّته الكاملة مع الإمارات فيقول : جئت الى دولة الامارات عام 1976م وعملت فيها مدة ربع قرن (25 سنة) معلماً في وزارة التربية والتعليم حتى عام 2001 حيث أنهيت خدماتي لعامل كبر السن ، وحيث أنني لا استطيع العودة الى بلدي سوريا فقد تقدمت بطلب لجوء الى مكتب الامم المتحدة في أبوظبي – وبعد تحقيقات استمرت ما يقرب من سنة ونصف تخللها مراجعات واتصالات ومقابلات عدة اتصلت بي مسؤولة شؤون اللاجئين وقالت لي بالحرف الواحد : مبروك وصلتك رسالة قبول طلبك ، وعندما ذهبت في اليوم التالي لاستلام الرسالة والتي صدرت من المكتب الاقليمي بالرياض المسؤول عن المكاتب في دول مجلس التعاون كررت المسؤولة علي القول : مبروك هذه الرسالة هي حماية لك ما دمت في دولة الإمارات حتى لو انتهت اقامتك ، وانت بموجب هذه الرسالة تحت رعايتنا حتى نستطيع إيجاد حل دائم لك ولعائلتك ، وبناءً على ذلك بقيت في دولة الامارات وأنا مطمئن إلى انني غير مخالف لقوانين الهجرة والاقامة في الدولة ، ولم أبق عناداً واصرارا على مخالفة القوانين ، وعشت عدة سنوات وانا أقوم بتدريس الأولاد في بيوتهم ، ولقد مرت بي أيام عصيبة من الناحية المادية.

لولا ان بعض الاصدقاء مدوا إلي اياديهم البيضاء وأنا على يقين أن لا أحد منهم يريدني أن أذكر اسمه في هذا المقال،

ولكني أعلم أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، فلذلك لهم مني جزيل الشكر والثناء ، وبيض الله وجوههم يوم القيامة.

وامتدت بي الحياة حتى يوم الثلاثاء 6/5/2008 عندما خرجت من بيتي قاصدا المسجد لاداء صلاة العصر ، فوجئت بثلاثة شباب يقفون على بعد عدة امتار قليلة من باب بيتي وتقدموا مني وكلموني وأظهر أحدهم بطاقته وقال : نحن تحريات وانت مطلوب ، وأركبوني سيارتهم إلى مركز شرطة هيلي في مدينة العين ، هناك قاموا بأخذ كل ما في حوزتي من مال وهاتف وأوراق ، حتى المسبحة لم يسمحوا لي بها ، حتى 3 مناديل ورقية "كلينكس" صغيرة لم يسمح بها الشرطي ورمى بها في سلة الزبالة، حتى بخاخ الربو "فنتولين" أراد أخذه مني فقلت له هذه رفيقتي منذ 30 سنة لا أستغني عنها ولكن رفض تركها معي فرفعت صوتي وقلت له هذه ضرورية لي ليل نهار ولا أستغني عنها، فسمعنا شرطي آخر وجاء يستطلع الأمر وعرف المشكلة فقال لزميله اتركها معه، هذه دواء وبقيت حتى صباح اليوم التالي حيث نمت ولم انم على بلاط قاس يفصله عن جسمي بطانية رقيقة كالورق وتألمت كثيراً في كل انحاء جسمي ، حيث هذه أول مرة يحصل لي هذا الموقف طيلة عمري (65 سنة ) وفي الساعة الحادية عشر صباحاً اقتادوني الى المحقق وفي أرجلي خلاخيل لم ألبس مثلها قط ، وللعلم الطريق الى غرفة المحقق لا يتجاوز 15 متراً وهي مغلقة باحكام ولا يمكن لعصفور أن يهرب منها ، فلماذا هذه الخلاخيل ، لا ادري.

وشرحت للمحقق كل حكايتي وقلت له أنا لست مذنباً لأني لم أتعمد مخالفة القوانين ولكن بناء على هذه الرسالة من مكتب الأمم المتحدة ، وكان معي صورة منها فقام المحقق بتصويرها وارفاق الصورة مع التحقيق ، وكان المحقق لطيفا حيث سمح لي بالاتصال بزوجتي التي كانت ولمدة عشرين ساعة لا تعرف أين أنا ، وبعد يومين طلب مني شرطي بناء على أوامر المقدم حمد الكتبي مسؤول المركز أن أحضر جواز سفري وتذكرة سفر مفتوحة ، فقلت له أنا أريد مقابلة المقدم ، ولكن المقدم رفض مقابلتي وطلب مني إحضار المطلوب ( جواز وتذكرة).

فقلت للشرطي أنا أطالب أن تعاملوني بالقوانين السارية في الدولة وهي تنص على من هو مثل حالتي

1- إحالتي الى النيابة العامة ثم المحاكمة وذلك خلال مدة لا تزيد عن 48 ساعة .

2- ترحيلي إلى مكان أقامتي ، واقامتي مسجلة في دبي ، فيجب ترحيلي إلى دبي .

ولكن المقدم المتغطرس رفض هذين الطلبين وأصر على إحضار الجواز والتذكرة باقصى سرعة ولقد ماطلت بضعة أيام لعل هذا المسؤول يعاملني بالقانون ولكنه رفض وبشدة وإلى الان "لا أدري سبب هذه العداوة التي عاملني بها" لقد خالف القانون بان اعتقلني لأكثر من 48 ساعة بدون تحويلي الى النيابة وكذلك خالف القانون حيث رفض تحويلي الى دبي.

 

ثم خالف مرة ثالثة عندما هدد بتسفيري إلى سوريا على نفقته الخاصة اذا لم نحضر له الجواز وتذكرة السفر ، عندها شعرنا بالخوف وقمنا بإحضار الجواز وتذكرة سفر مفتوحة (بدون تحديد موعد السفر كما طلب).

وبعد وساطات سمح لي بالخروج من المعتقل بكفالة لمدة 4 أيام لقضاء حوائجي ، وخرجت يوم الخميس 15/5/2008 الساعة 12 ظهراً، وكان الجمعة والسبت عطلة ، وبدأت العمل يوم الاحد بمراجعة وزارة التربية لانهاء بعض الاجراءات ثم الانتقال بعدها الى جوازات دبي لإنهاء إجراءات اخرى ، لم استطع انهاء كل ما اريد وتأخرت يوم عن العودة فما كان منه إلا أن اعتقل الشخص الذي كفلني بجواز سفره يوم خرجت من المعتقل ، ولم يكتف بهذا بل خالف القانون للمرة الرابعة واعتقل شخصين من آقاربي كانوا على صلة بمركز الشرطة خلال مدة اعتقالي للأطمئنان علي ، واتصلت بي زوجتي يوم الثلاثاء 20/5/2008 الساعة 11 صباحاً وكنت في دبي وقالت لي يجب عليك الحضور الى مركز الشرطة فقد اعتقلوا فلان وفلان وفلان لا أدري بأي حق وبأي قانون يعتقل غير الشخص الذي كفلني.

وهذه مخالفة يعاقب عليها القانون في الدول التي يكون فيها السيادة للقانون وعدت الى المعتقل في نفس اليوم 20/5/2008 الساعة الخامسة عصراً وبقيت معتقلاً عند هذا الضابط حتى يوم الثلاثاء 27/5/2008 عندما تم ترحيلي الى سجن الصدر ، وما أدراك ما سجن الصدر ، ثم ما أدراك ما سجن الصدر هذا السجن الكئيب ، وما اظن كلمة كئيب إلا أنها وجدت في اللغة العربية من أجل هذا السجن ، فهو يضم في حنباته من الحالات والمآسي الانسانية المفجعة والتي تدمي القلب، وخاصة في عنبر 3 وأنا اتسائل عن منظمات حقوق الانسان أين هي من هذا ، أم أن هذه المنظمات تجامل الدول (الغنية) ثم تقوم بالكلام عن الدول الفقيرة ؟

عندما تم ترحيلنا من معتقل هيلي الى سجن الصدر ، تم تقييدنا بالايدي والارجل وكان الباص الذي ركبناه مغلفاً بالحديد بحيث يستحيل الخروج منه ، وكنت اجلس خلف السائق ( بيني وبينه حاجز حديدي شبك متين جداً) وهذا سمح لي برؤية عداد سرعة السيارة وكانت 160 كم/ساعة فقلت له يا أخ معك أرواح بشر لو انقلب الباص واشتعلت النيران فيه من يخرجنا منه ، أرجوك خفف السرعة ولكنه لم يلتفت لقولي حتى كسرت المرآة الجانبية من السرعة ومقاومة الهواء ، عندها خفف السرعة الى 120 كم/ساعة .

في سجن الصدر للأمانة والحقيقة فقد كان المسؤول عنا الرائد خالد السويدي لطيف المعاملة معي ، وأنا أشكر له ذلك ، جزاه الله خيراً.

 

وصل الى سجن الصدر جواز سفري وتذكرة السفر وكانت محاولة السفر الأولى بتاريخ 29/5/2008 ورجعت الى السجن حيث رفضت شركة الطيران سفري بحجة أني مبعد (مجرم) ثم المحاولة الثانية بتاريخ 2/6/2008 وبعد تذليل العقبات وثم وزن الحقائب واجراءات السفر ولم يبق الا الدخول الى منطقة ختم الجوازات حيث كان معي شرطي بلباس مدني وفوجئنا بوجود تعميم (بلاغ) ينص على إلقاء القبض علي ومنعي من السفر ، وهذا البلاغ صادر بتاريخ 26/5/2008 وأنا معتقل منذ 6/5/2008 أي منذ عشرون يوماً وعندما سمعت زوجتي بذلك البلاغ وبأننا لن نسافر انهارت على مقعد مجاور وهي تبكي وتقول : ياويلي والله باين عليهم بدهم يسفروك الى سوريا.

والله لن اسامح من كان السبب في ذلك ، لن أسامحه بكل دمعة حرى نزفت من عيون زوجتي الوفية الصابرة المحتسبة التي شاركتني آلام الاغتراب لأكثر من 30 سنة .

ورجعت مرة ثانية الى السجن أنتظر مصير التعميم الذي لم نعرف من أين صدر وماذا يريدون مني ، وبقيت في السجن من يوم 2/6 - 11/6/2008 وأنا لا اعرف ما يراد بي حتى استدعاني المسؤول يوم الاربعاء 11/6/2008 وقال لي قل لأهلك أن يقوموا بالحجز للسفر في أقرب فرصة واتصلت بهم وكان الحجز يوم الجمعة 14/6 الساعة الثانية عشر ليلاً ثم تم تأجيلها الى الساعة السابعة صباحاً لليوم التالي ، وهكذا سافرت وأنا اجهل قصة هذا التعميم

بتاريخ 5/6/2008 حضر الى السجن في الساعة الخامسة عصراً، وكيل نيابة ابوظبي واستمع الى اقوال بعض المساجين وكنت من الذين استمع اليهم وعندما شرحت حكايتي تعجب وقال لي كان عليهم في مركز هيلي تحويلك للنيابة العامة ، وقال لي اكتب ما قلته لي في ورقة وأنا سأعود يوم الأحد 8/6/2008 كما قال لعدد آخر من المساجين أن يكتبوا شكاواهم على الورق ولكن جاء يوم الاحد والى الجمعة والسبت حيث سافرت صباحاً ولم يأت وكيل النيابة كما وعد؟

عندما جاء وقت خروجي من السجن للسفر أخذوني الى غرفة فيها شرطيان يقومان بأخذ بصمة العين ، وكل من تؤخذ له بصمة العين يكون ممنوع عليه العودة الى الامارات مدى الحياة وكذلك اخذوا لزوجتي بصمة عين في مطار أبوظبي ، وهكذا اصبحت أنا وزوجتي في عداد عتاة المجرمين ومهربي المخدرات الذين يمنعون من العودة الى الامارات مدى الحياة .

نقطة أخيرة :

حين ذهبت بتاريخ 19/5/2008 الى وزارة التربية والتعليم بدبي للمطالبة بمستحقاتي ( مكافأة نهاية الخدمة ) وهي حوالي مئة الف درهم فوجئت بالموظف المسؤول يخبرني بأني قد فقدت حقي بهذه المكافأة لأنه مضى عليها أكثر من 5 سنوات ولم أطلبها ، أنا اعلم أن الاموال والحقوق المالية هي ذمم وامانات لا تسقط بالتقادم ، أنا لا ادري من اين جاء هذا القانون من أي شريعة هذا القانون غير شرعي إسلاميا وغير منطقي وغير انساني .

وعلى المسؤولين في هذه الدولة اذا كانوا يخافون يوم الحساب العظيم ، يوم يعض الظالم على يديه ، على كبار المسؤولين تدارك هذا الامر واعادة النظر في هذا القانون وإلغائه بل ومحاسبة من وضع القانون الظالم ، وكذلك على علماء المسلمين ورجال الفتوى أن يقوموا بدورهم في مراقبة وترشيد القوانين التي تخالف الشريعة ، أطالب السلطات بدولة الامارات في اعلى مستوياتها بالأمر بصرف مستحقاتي ، واني لن اسامح بها ابداً ، وسأطلبها يوم الحساب من كل مسؤول له علاقة بهذا الامر حتى من رئيس الدولة . "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"

هذا بيان للحقيقة والتاريخ وأنا مسؤول عن صحة كل كلمة جاءت به .

عبد الرحمن طعمة الله ابازيد سوري – عائش في الامارات 32 سنة