تركيا تودع عام 2005

ومتفائلة بإنهاء قضاياها المعلقة

طه عودة / اسطنبول

رحل عام 2005 لكن ذكراه ستبقى طويلا راسخة في اذهان الاتراك فهو العام الذي خطت فيه تركيا خطوة الى الامام في طريق تحقيق هدفها المنشود منذ عقود طويلة وهو الدخول الى الاتحاد الاوروبي.
وحفل عام 2005 فى تركيا بالعديد من الأحداث السياسية والاقتصادية والاسلامية والرياضية مما يسترعى الانتباه والخوض في أعماقه من جديد.
ولعل من اكثر الاحداث الهامة التي ما زالت محفورة في عقول الاتراك هو تاريخ الثالث من اكتوبر لعام 2005 اذ اقر زعماء دول الاتحاد الاوروبى فى قمة لوكسمبورغ بدء مفاوضات العضوية مع تركيا بعد مسيرة انطلقت عام 1963 حيث اعتبر هذا القرار مرحلة جديدة من العلاقات بين انقرة والاتحاد الاوروبي.
فخلال عام 2005 عاد الدور القيادى لتركيا فى المجالين السياسى والاقتصادى على الصعيدين الاقليمى والعالمى من خلال استضافتها للكثير من الاجتماعات والمنتديات الاقتصادية على أراضيها.
ففي خطوة تركية لجمع الشمل احتضنت اسطنبول في شهر ابريل الماضي قمة اقليمية لوزراء خارجية دول الجوار العراقي وهم تركيا وايران وسوريا والاردن والمملكة العربية السعودية ومصر والكويت والبحرين.
وفي شهر يوليو عقدت قمة اخرى لوزراء داخلية الجوار العراقي حيث حاولت تركيا عبر استضافتها تلك الاجتماعات للدول المجاورة للعراق التوصل الى حلول للمشاكل التى يعانى منها العراق بهدف تجنبيه التفتت وواصلت في الوقت ذاته مساعيها لحل القضية الفلسطينية.
وفى عام 2005 حدث تقارب حقيقي بين تركيا والدول العربية والاسلامية من خلال الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان خصوصا التي قام بها الى دولة الكويت في اكتوبر الماضي التي وصفت بالتاريخية وهي واحدة من الحركات الدبلوماسية لانقرة لعام 2005 والتي شكلت امتدادا لحركة واسعة بدأت مع وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة.
أما على صعيد العلاقات التركية الامريكية فقد شهدت تطورا ملحوظا بعد الزيارة التي قام بها اردوغان الى واشنطن في يونيو الماضي ولقاءه المسوءولين الامريكيين وفي مقدمتهم الرئيس بوش والتي ساهمت في ترطيب الاجواء بين البلدين الحليفين.
اما على الصعيد الاقتصادى فقد شهد و للمرة الاولى في تاريخه هذا العام تحسنا هاما حيث تراجعت نسبة التضخم وحققت الصادرات التركية الى الخارج ارقاما قياسية وزادت نسبة الاستثمارات الاجنبية وخصوصا العربية في تركيا.
وانطوى العام 2005 على عناوين مفصلية في تاريخ تركيا الحديث فيما ينتظر العام الجديد عناوين أخرى مهمة كالقضية الكردية ومسالة قبرص والقضية الارمينية والتطورات المتعلقة بعضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي.