تقييم مختصر لمؤتمر موسكو

اختتمت فعاليات مؤتمر “موسكو٢” يوم الجمعة بعد أن “عقد بمن حضر” دون التوصل إلى نتائج حقيقية بخصوص الأزمة السورية، وسط غياباتٍ لأبرز قوى المعارضة والتي تكون وفدها من ٣٠ شخصيّة غاب عنها “الائتلاف الوطني لقوى الثورة”، إضافة لغياب ممثلين بارزين عن “المعارضة الداخلية” كتيّار بناء الدولة، الذي قاطع المؤتمر بعدما رفض النظام السوري رفع حظر السفر على رئيسه “لؤي حسين”.

وبمجرد انتهاء المؤتمر، أصدر “منبر النداء الوطني” أحد قوى المعارضة التي حضرت الاجتماع بعضوان برئاسة “سمير العيطة”، بياناً قالت فيه أن السلطة السورية تتحمل مسؤولية “الفشل الذريع” لمؤتمر موسكو، إذ أن ممثلي النظام برئاسة “بشار الجعفري” حاولوا خلال المؤتمر انتاج وثيقة سياسية تقوض مضمون بيان جنيف١، كما رفضوا الخوض بأي إجراءات بناء ثقة برفضهم باستلام قوائم بـ٨٨٨٤ معتقلاً ومفقوداً عن بعض مناطق سوريا والكشف عن مصيرهم.

بالمقابل، اعتبرت بعض قوى المعارضة التي حضرت الاجتماع، وخصوصاً “جبهة التغيير والتحرير” على لسان “قدري جميل”، أن الطرفان (المعارضة والموالاة) توصّلا لأول مرة إلى ورقة مشتركة سيتم اعتمادها في حال بدأ النظام بإجراءات الثقة، إلا أن هذه الورقة فعلياً كانت هزيلة وتستند شكلياً على “جنيف١” لكنّها تركّز على بند “مكافحة الإرهاب” وتطالب بممارسة ضغوط على ما أسمته “دولاً راعية للإرهاب” وباحتكار السلاح بأيدي “الدولة السورية”.

نتائج المؤتمر:

عقد المؤتمر بدعم خفي من بعض الدول الغربية بما فيها الادارة الامريكية وبعض الدول العربية الخليجية اضافة لمصر. وبدى لنا أن الاهداف الرئيسية للمؤتمر لم تكن ذاتها من قبل مختلف الاطراف الداعمة لانعقاده. لكن بامكاننا تلخيصها بشكل عام فيما يلي:

1.      اخراج الجهد الدبلوماسي الدولي من الاستعصاء  الراهن تجاه الازمة السورية

2.      استدراج النظام لبعض التنازلات لكسر موقفه الاصم وفتح الطريق امام بعض الدينانيات السياسية داخله

3.      تكوين قطب موازي للائتلاف تحتضنه موسكو وتطرحه كطرف بديل قادر على السير قدما ف يالعملية السياسية

4.      فتح الطريق من اجل تحييد المعارضة الاسلامية واخراجها من العملية السياسية تحت اسم الارهاب

لكننا نستطيع ان نقول انه بالمجمل ان المؤتمر خرج بنتائج ضعيفة وغير واضحة بعد على صعيد كل من هذه المحاور لكنها ولا شك حققت تقما في بعضها:

1.      لم تسطع موسكو تكريس الخروج بكيان مستقر إلى حد ما يمكن ان يكون بديلا ولكنها ولا شك حققت تقدما في اختراق موقف المعارضة السورية

2.      حققت موسكو بعض الاختراقات السايسية في موقف القورى المشاركة في المؤتمر  

3.      لم تتمكن من استدراج النظام لاي تنازل ذو مغزى لكنها تمكنت من تقزيم طلبات المعارضة بحيث انها تأمل انها قد تتمكن لاحقاً من تحريك موقف النظام لول من الناحية الشكلية دون زعزعة موقفه من حيث الجوهر وهو ما تأمله الدول الداعمة للمؤتمر

4.      لم تتمكن موسكو من تشكيل قطب مواز للائتلاف لكن من الماحظ ان بعض عناصر الاستقرار قد بدأت تتكون في نصاب الحضور وآلياته

5.      نجحت موسكو ف يتحييد المعارضة الاسلامية لكنها لم تتمكن بعد من استقطاب وحوه اسلامية ترَى عنها للعملية السياسية

 

ولقد اوضح المؤتمر التقنية الدبلوماسية التي تتبعها روسيا من هذه العملية بشكل أوضح، إذ تعتبر موسكو أن من حضر المؤتمر يمثّلون ٦٠٪ من المعارضة السورية، بحسب تعبير “لافروف”، وأن الكتلة التي ستتشكل عن هذه المؤتمرات (المعنونة باسم منتدى موسكو دلالة على استمرارية انعقادها) ستفرز في النهاية كياناً معارضاً يكسر احتكار “الائتلاف الوطني لقوى الثورة” لتمثيل المعارضة، أو تعوّم مسألة المعارضة وتحويله من الطرف الممثل بالائتلاف إلى أطيافٍ غير محددة.

تتبع موسكو في ذلك أسلوباً دبلوماسياً يعتمد التدرّج في تقديم التنازلات، بدأ في “موسكو١” باشتراط حضور شخصيات المعارضة بصفة شخصية غير تمثيلية لكياناتهم، ثم وافقت في “موسكو٢” على حضور شخصيات المعارضة كممثلين عن كتلهم السياسية، وبانتهاء “موسكو٢” أعادت توجيه دعوتها للائتلاف للانضمام لمنتدى موسكو وحضوره للمؤتمرات القادمة.

من ناحية أخرى، تستغل روسيا حالة “اللاسياسة” ف يموقف الائتلاف اولا لتملأ الفراغ بدور تبحث عته الكثير من دول المنطقة والعالم.

كما انها تستغل حالة اللاسياسة ايضاً في مقاربة المجتمع الدولي للأزمة السورية منذ جنيف٢، وتحاول استغلال الوقت الضائع لخلق مكاسب سياسية وفرضها في “جنيف٣”، بهدف عزل الدول التي تعتبرها روسيا دولا خصمة لها ف يالنزاع السوري (تركيا، المملكة العربية السعودية ) وهي بالتالي تعمل هلى وتنجح نسبياً في اخراجها من دائرة الحل.

والمكسب الادنى الذي تأمل روسيا في انجازه في هذا السياق هو انها في اسوأ الاحوال ستتمكن من فرض نفسها وفرض الاطراف الموالية لها في اية صيغة مقبلة للحل.

تعليق بشير

ملخص منتدى موسكو - تعليق بشير 

الاخوة الكرام حفظكم الله :

-التقرير المرفق كتب بيد تتعاطف مع موسكو ومشاريعها ان لم نقل تتعاطف مع النظام لكن مع قليل من الإخراج والمونتاج ، بل وكثير من المكياج . لذلك خرج التقرير غير واقعي وغير منطقي

-موسكو كما النظام غير جادة ولا تشعر بان اي تغيير جاد وعادل يخدمها - كما النظام وإيران -

هذا التحالف عموما مالم يشعر بالتهديد المباشر لسقوط النظام سوف لن يكون جادا بالاستماع للاخر بل والاستعداد للجلوس معه على طاولة حوار واحدة لتذهب وبشكل جدي لحل منطقي وواقعي للقضية السورية برمتها . هذا الكلام أبلغته سفراء دول الكور١١ بعد فشل موتمر جنيف٢ .

- موسكو١ فشل لمقاطعة من يمثل المعارضة الجادة وعلى رأسها الايتلاف الوطني وفصائل الجيش الحر . لكن موسكو اصرت على الاستمرار وظنت انها لم تحضر جيدا لمؤتمرها الاول فاخذت حسب

  زعمها كل الاحتياطات الديكورية لانجاح مؤتمرها الثاني.

- موسكو٢ انا اعتقد بانه اكثر فشلا من موسكو١ لانه افتقد من حيث المضمون لكل الأسباب  الجادة الذي افتقد اليها موسكو١. وللاسف فإننا جميعنا في المعارضة السياسية الحقيقية

 لسنا على قناعة بان موسكو - من خلال مواقفها وأدواتها - بأنها مهيأة للعب دور الوسيط المقبول

 علاوة على كونها حسب معلوماتنا - غير قادرة على إقناع النظام وإيران - بأية تغييرات جادة في مواقفهما . يضاف الى ذلك تاريخها الدموي الخاص مع الشيشان وغيرهم . واندفاعها للدفاع عن النظام طيلة الحقبة الماضية واللاحقة - فقد أعلنت فور انتهاء الموتمر بالفشل - بأنها ستقوم لتزويد النظام باحتياجاته من السلاح . اضافة الى إعلانها مؤخراً بأنها ستزود ايران بصواريخ s300 .

- الخلاصة اعتقادي بان موسكو اقتنعت بإعلانها هذا عن فشل - منتدى موسكو في القيام

  بدور الوسيط المقبول في القضية السورية . لكن هذا كله لايمنعنا من استمرار التواصل مع

  الروس كدولة ربما نحتاجها في بعض الأمور مستقبلا ، ولقناعتنا بان هناك بعض الانزياحات

  في مواقفها بعد مشكلة أوكرانيا . وعدم استخدامها الفيتو اليوم ضد القرار الخليجي الذي  يخص اليمن في مجلس الأمن .

  بشير