هل ينتخي قادتنا العرب لأهلهم في الأحواز
كما انتخى طيب أردوغان لأتراك تركمان الشرقية
أبو شريف الأحوازي
لم نسمع بها من قبل في وكالات الأنباء ولا صحف العالم ، فهي انتفضت كنار تحت الرماد لتقول للعالم ان القهر و الاحتلال زائل و ان الباطل كان زهوقا مهما كان اسمه او نسبة او عرقة او إيدئولوجيته شيوعيا او علمانيا او اسلاميا او عنصريا فالباطل باطل مهما تستر ولبس أسماء و أقنعة . نعم عرفنا اسمها وسمعنا اليوم عن نضال شعبها انها تركستان الشرقية ،دماء شعبها أوصل صرخة حريتها الى كل العالم ، لتقول من جديد ان الشعوب لا تقهر وان دماء المظلومين سوف تنتصر على سيوف الجبابرة والظالمين مهما تبرقعوا. نعم الصين العظيمة وسلاحها النووي غير قادر على إسكات صوت الأحرار وغير قادر ان يوقف سيل الدماء الذي ستنبت شعرا وموسيقى تغني بها الأحرار للحيات و الحرية .
الملفت في ملف تركستان الشرقية الموقف التركي الشجاع لرئيس الوزاء تركيا السيد طيب أردوغان الذي طالب أعلى و أهم منبر في العالم ‘ طالب من مجلس الأمن الدولي لوقف الجرائم الوحشية كما اسماها التي ترتكبها الصين بحق أبناء جلدته الأتراك في تركستان الشرقية وهذا موقفا شجاعاً سوف لم ينسوه الأتراك في تركستان الشرقية و في كل إنحاء المعمورة للرئيس التركي أردوغان . نقل الرئيس التركي بشكل سريع قضية هذا الشعب المنسي من غياهب التعتيم الصيني و الممارسات اللاإنسانية الصينية الى أعلى منبر في العالم ليعرف العالم ان تركستان الشرقية وقضية شعبها أصبحت على طاولة مجلس الأمن . وان تركستان لن تكون فريسة سهلة للدولة الصينية العظمى .
وهنا يتبادر السؤال لكل مواطن أحوازي وعربي لماذا لم يقف قادتنا العرب الأشقاء بموقفاً مشابهاً ، لا بل ولو بكلمة واحدة لدعم و مناصرة الشعب العربي الأحوازي؟؟
إذا ما قسنا الموقف التركي بالموقف العربي من تركستان الشرقية و الأحواز سنعرف ان دعم القضية الأحوازية من قبل الأشقاء العرب أسهل من دعم تركستان الشرقية من قبل تركيا وفي مصلحة الدول العربية وذلك للأسباب التالية .
أولا : ان تركستان ليس منطقة حيوية وإستراتيجية كالأحواز و لا تهم العالم كما يهمها الأحواز في المرحلة الراهنة حيث يشكل الأحواز موقعا إقتصاديا ( الثروات النفطية والغازية الهائلة و الهامة و إطلال الأحواز على الخليج العربي ومضيق هرمز باب السلام ) وجغرافياً وإقليمياً هاماً ويرتبط بأمن و استقرار المنطقة و العالم .
كما ان الصين ليس إيران في المقاييس الدولية وما يربط الصين بالدول العظمى من مصالح و علاقات مشتركة يشكل أساساً للاستقرار الإقليمي و الدولي وعلى هذا تفض العديد من الدول الغربية عينها وتصم أذانها عن انتهاك حقوق الإنسان في الصين حرصا على مصالحها الإقليمية والدولية . و على عكس الصين تماما ان إيران منبوذا إقيلمياً ودولياً بسبب سياساته التوسعية و الإرهابية وتصدير التطرف و الفوضى للعالم .
ثانياً : ان الأحواز احتلت عام 1925 بشكل عسكري وشعبها يناضل منذ ذلك التاريخ بكل الوسائل المشروعة وطالب المؤسسات العربية و الدولية بأعادة حقوقه الوطنية و الإنسانية وبفضل تضحيات أبنائها تمكنوا ان يكسروا في السنوات الأخيرة حاجز التعتيم في الدوائر الإعلامية و السياسية .
ثالثا: ان تركيا لا تملك الطاقات الذي يملكها العرب إقليميا و دوليا حيث العرب يمتلكون آليات الضغط الإقليمية و الدولية لنصرة الشعب العربي الأحوازي وتركيا لا تملك أي منها لمناصرة تركستان الشرقية .كما ان تركيا ليست جارة لتركستان ولا للصين اما الدول العربية لديها حدود برية وبحرية مع الأحواز والأحواز هو باب التوسع الإيراني تجاهها .
رابعا: ان الصين لا تقاس باى من المقاييس مع ايران على الصعيد الاقليمي والدولي فالصين دولة نووية وعضو في مجلس الأمن وتعد أحد الدول ألثمان العظمى إقتصادياً وعدد سكانها ما يقارب ثلث سكان العالم . لا تحدها حدود مع تركيا ولن تتدخل في الشأن التركي . في المقابل تركيا تعتبر من دول العالم الثالث وتعاني من مشاكل عرقية مع الأكراد فى أي موقف لمواجهة للصين في الدفاع عن تركستان يمكن ان يعرضها لموقف مشابه من قبل الصين لدعم الأكراد ويفتح عليها ملفات كثيرة في الهيئات الدولية و خصوصاً مجلس الأمن .
اما إيران و العرب و القضية الأحوازية
فا إيران تتدخل في الشأن العربي بشكل مستمر وهذا ما اعترف به القيادات في المملكة العربية السعودية و الجمهورية العربية المصرية و جمهورية العراق و الجمهورية اليمينية و المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية و دول الخليج العربي ناهيك عن احتلاله المباشر للجزرالثلاث الأماراتية و الأحواز و المطالبة بمملكة البحرين الشقيقة وأجزاء من العراق و اختلافاته البحرية مع الكويت الشقيق و المملكة العربية السعودية . فهو يتوسع دائما وبطرق مختلفة على حساب العرب و عامل عدم إستقرار المنطقة العربية منذ ما قبل مجيئ الإسلام و بعده و حتى اليوم . لا يشكل إيران أي ثقل سياسي و إقتصادي وبشري و جغرافي في المنطقة و العالم قياسا للإمكانات و الطاقات العربية الكبيرة ومكانتها الإقتصادية الهامة وموقعها الجغرافي الإستراتيجي في قلب العالم الذي يربط أسيا و أفريقا و إروبا و ممرراته العالمية الهامة مثل قناة السويس و البحر الأحمر ومضيق باب السلام ( هرمز ) و أماكن مقدسة للعالم الإسلامي مثل قبلة المسلمين المكة المكرمة والمدنية المنورة والقدس الشريف و المسجد الأقصى والعتبات المقدسة في العراق الشقيق . وإما الشعب الأحوازي لم ينقطع يوماً عن النضال بكل الوسائل المشروعة و قدم الآف الشهداء و عدداً كثيراً من الجرحى و الأسرى منذ يوم الأول للاحتلال في العشرين من نيسان 1925 وحتى يومنا هذا وهو يستصرخ وا عربا وقدم العديد من الرسائل للزعماء العرب قبل وبعد تأسيس جامعة الدول العربية المؤقرة والتقت وفود أحوازية عديدة ولكنها لن تفلح حتى الآن بإقناع موظف في الدوائر الحكومية العربية وليس على مستوى رئيس وزاء دولة من ان ينطق بشكل رسمي لدعم القضية الأحوازية دعما صادقا من منطق قومي كما فعل الأتراك لتركستان الشرقية ومسعود بارزاني لدعم حزب العمال الكردي بي كي كه وأطلق كلمته المشهورة في أزمة مع تركية عام 2008 عند مطالبة تركيا بإخراج حزب العمال من أراضي كردستان العراقية ( لن نسلم قطة كردية لتركيا ) او موقف إنساني او من باب المصلحة المشتركة كما يفعل الأروبيين . فكل هذا لم يحصل حتى الآن من الإخوة والأشقاء العرب .هل ترى متى يتحرك قادتنا العرب أصحاب الغيرة و النخوة لدعم القضية الأحوازية وشعبها المظلوم و التخلص من إيران كعدو تاريخي للعرب خصوصاً بعد ان هبت رياح الربيع من طهران لتعصف بكل عمائم قم وطهران المتسترين بلباس الدين و الطائفة !!