تحولات صورة المثقف التقدمي العربي
تحولات صورة المثقف التقدمي العربي
" سورية نموذجاً "
شمس الدين الكيلاني
طرأت على صورة المثقف التقدمي العربي تحولات كبرى, خلال النصف الأخير من القرن الماضي, ومستهل القرن الحالي, لم يكن العامل الوحيد, في ذلك ما طرأ على الأفكار من طور وتقلّب تبعاً لتجارب التاريخ الصادمة, ولتجدّد الفكر, وإعادة إنتاجه عبر الزمان الذي لا يرحم ولا يتوقف, فإلى جانب ذلك, كان العامل الحاسم في هذا التقلّب, والتنوع, هو موقع هذا المثقف من السلطة, من ناحية, وقراءاته المختلفة لما آلت إليه تجربة, " الدولة التقدمية " من ناحية أخرى.
مثقف المرحلة التبشيرية لبس في بداياته لبوس الثائر, الحامل لرسالة, لا يكتفي بتفسير العالم, بل يعد بتغييره بالقوة,إن اقتضى الأمر,متمرداً على حال العرب,وحال بلده, حيث يجد في كل مكان الركود والتخلف, والتبعية للأجنبي, والتجزئة, وفوق ذلك ضياع فلسطين, وطبقة حاكمة يجدها عاجزة وفاسدة, بطيئة الحركة والمبادرة, وما فتئت فجوة التقدم, في مجال التقنية والقوة, والسعادة, مابين بلاده والغرب تزداد اتساعاً لصالح الأخير, في زمن عربي راكد, كود زمنه الليبرالي الفاسد والبطيء, فلا بد له والحالة هذه من أخذ بزمام المبادرة وإمساك بناصية التاريخ, عبر الاستيلاء على السلطة مع نخبة (طليعية(على شاكلته, يؤطرها حزب حديدي التنظيم, يتّسم بأخلاقية طهرية, ويحمل إيديولوجية (قومية تقدمية(حديثة, تحمل في طياتها وعداً بالوحدة وتحرير فلسطين وبتجديد البنية الاجتماعية لمصلحة الفئات الشعبية, لصنع التقدم, بطريقة ثورية تعتمد الإنجاز السريع, وذلك بإشراف الدولة, دولته هو, على الاقتصاد, باقتطاعها الفائض الاقتصادي, والتخطيط المركزي.
على الرغم مما يكتنف هذا المثقف من هموم ومن شقاءٍ للوعي فهو لا ينقطع عن الحلم, الشفقة الإنسانيين, ولم يكف عن قراءة فختة, ورينان, وماركس, وغوركي, وبرناردشو, ونيتشه, وبرغسون, وربما قرأ غوته, وتورجنيف الحالمين, و سارتر, وسيمون دي بوفوار وأيضاً هيدغر ونتشه تطلباً للمواقف المسؤولة, والفاعلية في الوجود, إلا أنه بالنهاية يعود إلى لينين صاحب النظرية المبسطة عن (الحزب الحديدي الطليعي), والتخطيط المركزي الفعال, يواظب هذا المثقف على التبشير بأفكاره في الكتب وعلى صفحات الجرائد, في المقاهي, والأندية وفي الجامعات, تتجاذبه سيرة أبطال الثورات القومية الكبرى, ماتزيني وبسمارك.
صورته في بداية بناء سلطته الثورية صورة هذا المثقف, تغيرت, وتعددت, بعد ارتقائه للسلطة, إثر الانقلاب العسكري على الغالب, كما حدث في مصر وسورية, أو بالثورة كحال الجزائر, واليمن الجنوبي, إلاّ أن الجميع يحرص في بداية استلامه السلطة على الجمع بين البساطة والجدية, والابتعاد عن مظاهر البذخ والثراء, وعلى الرغم من منع سلطته التقدمية للتظاهرات, فإنه ما يزال يحن إلى أن يقودها, بعد أن تحولت إلى ( مسيرات(ويداوم على قراءة الأشعار الثورية, والشعارات المباشرة.
مع أنه ما يزال على قراءته المعتادة, فإنه بات يميل إلى الموضوعات العملية التي تساعده على بناء نمط دولته الجديدة, ومجتمعه الجديد, تحت إشرافه هو فحسب, باعتباره طليعة الأمة, و الأكثرها نزاهة وإخلاصاً ! يداهمه قلق مبرح بين رغبته العارمة في الاحتفاظ بالسلطة, دواعي الوحدة العربية وهي الوضعية ذاتها التي واجهتها النخبة البعثية المتحلقة حول القادة المؤسسين, بعد الثامن من آذار عام 1963, والذين واجهوا فريقاً آخر, ربما من الصف الأول, وأغلبه من الصف الثاني, والثالث, من العسكريين الانقلابيين, ومن مديري الجهاز البيروقراطي, أكان في مجال الحزب, أو الحكومة, أو الإدارة, أو في أجهزة الضبط الاجتماعي الأمنية, الذين بدأوا بالتماهي بوظيفتهم السلطوية, وبالجانب الإجرائي منها, وهؤلاء لم يعودوا على اهتمامهم بالنظريات والأفكار, إنما بالبرامج العملية الأكثر التصاقاً بمهامهم.
لكن رغم ذلك التباين, حرص الجميع, في بداية (الثورة), على مظاهر السلوك التقشفي الطهري, وهو ما تجلّى بوضوح في سورية ما بين حركة الثامن من آذار حتى عام 1970, حيث ما زالت تلك النخب تحت تأثير الأخلاق المرحلة التبشيرية, وما يزال بعضهم يفضل لسلطة ورموزها على احتكار الثروة, وتشاغلوا جميعاً بسؤال رئيسي, وهو: كيف نحتفظ بالسلطة! وتوصلوا إلى إجابات متقاربة, في مرحلة يتحول فيها أي اختلاف إلى صراع دام, كما أن الجميع تخطّفت أنظارهم التجربة السوفييتية في البناء الدولاني والاقتصادي وفوق ذلك طرائقها في ضبط الحركة الشعبية, إلا أنهم اختلفوا في جوانب الاقتباس ومواضيعه وحجمه, وابتعدوا جميعاً عن طريق شعار الوحدة المعلن, بمسافات متباينة, واقتربوا بمقدار ذلك التباين من شعار ((الاشتراكية في بلد واحد)), أو بمعنى ما, احتكار السلطة, ! وعمل ما يمكن عمله للاحتفاظ بها !
ظهر إلى جانب صورة مثقف مرحلة التأسيس التبشيرية, ومثقف الجهاز الناشيء في مرحلة بناء مؤسسات الدولة التقدمية وأجهزتها وتأثراً بصراعهما, صور أخرى لهذا المثقف في خضم الصراع على السلطة,فإذا أخذنا التجربة السورية كإطار توضيحي, ووضعنا جانبا النخب التقدمية التي وقفت في المعارضة, التي كانت أما أكثر وحدوية ( ناصرية (فضّلت استعادة الوحدة مع مصر على بناء ( الدولة التقدمية (الانفصالية, أو لأنها أكثر (انفصالية(: جماعة أكرم حوراني, والحزب الشيوعي, الذي أراد آنذاك القليل من الاشتراكية والكثير من الابتعاد عن مصر الناصرية, فقد انقسمت النخبة التقدمية, عقب وصولها إلى السلطة وصراعها عليها, فإلى جانب النخبة المؤسسة التي تحلقت حول (القيادة القومية(التي كانت مترددة ما بين أمانتها لأهدافها الأولى وهو ما يملي عليها اللقاء مع مصر الناصرية,للبحث عن صيغة جديدة لوحدة , وبين احتفاظها بالسلطة, محاولة أن تجمع بين الخيارين, فخسرتهما معاً, وقف مثقف آخر لباسه المدني والعسكري أكثر التصاقاً بمهام الدولة الجديدة, وأكثر تعبيراً عن الفئات التي اندمجت بها وأمسكت بالإدارة, والأجهزة, والمؤسسات الأخرى للسلطة, نخبة يسراوية اختارت الطرائق والآليات التي ابتدعتها الدولة السوفيتية لإدارة الدولة والمجتمع, بحيث تؤمن السيطرة عليهما, وكان أكثر الأشخاص تعبيراً عن هذه النخبة المرحومان صلاح جديد ونورالدين الأتاسي ومعهما زعين, وبرزت إلى جانب هاتين النخبتين قوة أخرى انحازت أكثر لليسار, وكانت أكثر صراحة في تبنيها الأيدولوجيا الماركسية اللينينية, أرادت أن تدعم الوجه الشعبوي للسلطة الجديدة, بإعطاء دور أكبر للمنظمات الشعبية العمالية, التي هي بالأساس ملحقة بالحزب ياسين الحافظ, وطارق أبو الحسن, وجورج طرابيشي(ما لبثوا أن انفصلوا عن البعث وشكلوا نواة(حزب العمال الثوري).آل الأمر لنخبة السلطة الصاعدة, ممثلة بـ (جديد ـ أتاسي(في عام 966 بعد ان أقصت مثقفي المرحلة التدشينية فجعلت من الحزب, حزبها والنقابات والمنظمات الرديفة له قائدة للدولة والمجتمع, وشرعت منذئذ في تشييد صرح نواة الدولة الشمولية لأوامرية, وتبنت سياسة العزلة عن النظام العربي, بعد أن نشرت في كل مكان لفظية سراوية, دموجة بشعارات حرب التحرير الشعبية, قادت, مع جملة أمور أخرى, إلى هزيمة حزيران لمروعة, وتسابقت مع غيرها, في سياق تنافسها مع عبد الناصر, والموالين له في سورية, في اقتباس المفاهيم اللينينية, حول بناء الحزب والدولة, ورافق ذلك توسيع دور قطاع الدولة الاقتصادي ليكون قاعدة اجتماعية لسيطرتها السياسية.
مثقف مرحلة استكمال بناء الدولة الأمنية قادت هذه السياسة, إلى تضخيم الجهاز البيروقراطي في الحزب والدولة والمجتمع, ومعه مثقف الأجهزة التنفيذية, الذي اقتصر دوره على تداول لأفكار التي تأتيه من فوق, إلا أن ثقته بنفسه زادت مع الأيام, ومع ازدياد تحكمه الفعلي مفاتيح الاقتصاد والسياسة والأمن في البلد, تاركاً النخبة اليسراوية المهيمنة لنظرياتها, التي لم تكن سوى ظلالاً لأفكار الآخرين, ثم ما لبث أن ضاق ذرعاً بها وبنظرياتها, وبنزعتها التقشفية الفارغة,وسياسة العزلة التي تفرضها في علاقتها العربية, ومع مصر تحديداً, وبشعارات حرب الشعب, التي تبعدها عن مجريات الفعل والتأثير الحقيقي المشروط بالتنسيق مع مصر, وبفرضها العزلة على المجتمع والتضييق عليه, وهو ما أحدث تدهوراً شاملاً في مستوى عيشة البشر, حينها أصبح التقشف شاملاً, ومعه الإفقار الفعلي للمجتمع.
وهكذا, نشأت الظروف المناسبة, لصعود البيروقراطية, ومثقفها, ومثقف الجهاز , والإدارة, ليصبح قائداً مقبولاً اجتماعياً للدولة والمجتمع, على الأقل للخلاص من سياسة يسراوية أفقرت الجميع, وعلى أمل أن يعاد ترتيب الأوضاع بطريقة جديدة, تسمح بانتعاش المجتمع, وصعود فئات جديد في السلم الاجتماعي, وإعادة إنتاج دورة جديدة من حياة النخب. هذا هو المغزى الفعلي للحركة التصحيحية في فاتحة السبعينات, التي أتاحت لمثقف الجهاز أن يتبوأ موقع القيادة للدولة والمجتمع, إلا أنها دشنت عقداً اجتماعياً فتحت فيه للجميع باب الارتقاء, شريطة الالتزام بهذا العقد, وبالمقتضيات الأمنية للسلطة الجديدة, وطرحت صيغة جديدة (( الجبهة الوطنية التقدمية )(لاستيعاب النخب التقدمية, في إطارها, الموالي منها, أو ما كان معارضاً إلى الآن, فإذا استثنينا التنافس على المركز القيادي, فإن صيغة الجبهة: أهدافاً وتصورات للبناء السياسي, ولآليات الحكم, عكست سقف الثقافة السياسية للنخب التقدمية في السلطة وخارجها, التي كانت لا تزال أسيرة المفاهيم الشعبوية الطبقية عن الديمقراطية, بينما كانت الشرعة الديمقراطية والتعددية السياسية, والتداول السلمي للسلطة خارج مقاصدهم, وهو ما أفسح المجال لانضواء قسم من النخب المعارضة (التقدمية(تحت سقف الجبهة التقدمية, وبقي آخرون, لا بسبب دواعي الديمقراطية, واشتراطاتها, في صفوف المعارضة, فقد اشتركت النخب التقدمية السورية حاكمة ومحكومة, آنئذ, في ثقافة مشتركة, تضع (الديمقراطية), خارج مرمى اهتمامها, أما ما كان يفصلهم عن بعض, ولا سيما مع السلطة, فيتعلق بدورهم وبحجم مشاركتهم في السلطة, وبمقدار ما يقربهم هذا من أهدافهم المعلن عنها في الاشتراكية والوحدة, لهذا شهدت تلك النخبة فيما بينها, معارضة وسلطة, نوعاً من التوافق النسبي, في ظل أجواء التقارب السوري المصري, وظهور مشاريع الوحدة والاتحاد, وفي المناخات التي تركتها حرب تشرين, قبل أن يبرز بوضوح صرح نمط بناء الدولة الأمنية الأوامري.
لقد استخدمت النخبة الجديدة الدولة ومؤسساتها, من خلالها إمساكها مفاتيح الاقتصاد, والإدارة فضلاً عن القرار السياسي, لإعادة إنتاج البناء الاجتماعي برمته, بما فيه طبقاته, ثم تحول العمل في الإداري, وفي المجالين الاقتصادي, والسياسي إلى رافعة لتراكم الثروة ومعه البذخ والفساد, ولا سيما عندما تحول الولاء الأمني, والسياسي, في الثمانينيات, إلى رافعة للارتقاء الاجتماعي والاقتصادي, وسلّم لزيادة النفوذ, فاستبدلت النخبة الجديدة مظاهر الترف والثراء, والبذخ, بالسلوك التقشفي الذي ساد في المرحلة اليسراوية. ولعل شمول (الفساد), لم يأخذ غزاه إلاّ بدلالة تلك الوضعية ذاتها, ولقد توقفت أثناء ذلك, دورة تجديد النخبة الحاكمة, على كل الصعد, الحزبية, والإدارية, ومعها المؤتمرات الحزبية التي كانت تشكل إحدى أقنية تجديدها, فأصبح الركود شاملاً, يعم مجالات الحياة كافة, وفي مقدمتها عملية إنتاج نخبة السلطة, لا يما صفها الأول والثاني, وكان من جراء ذلك أن انفصل القول عن الفعل, والخطاب عن الممارسة, وثابر مثقف السلطة في هذه المرحلة على إعادة إنتاج المفاهيم الإيديولوجية المعتادة, فاكتسب مهارة التبرير, واقتصر دوره على تكرار تلك المفاهيم, يعيد إنتاجها بقوالبها القديمة بمواجهته وقائع جديدة, ففقدت لغته طراوتها, وإيقاعها الحار, مع انتفاء الإبداع والصدق فيها, يخالجه إحساس عميق بعدم الجدوى, حيث لم يعد أحد بحاجة لتسويغاته النظرية, حينما صارت قوته تعتمد على مقدار ولائه وحسب! بينما كان المثقف التقدمي المعارض, الناصري القومي ((الاتحاد الاشتراكي)), والشيوعي (المكتب السياسي), قد بدأ يكتشف في نهاية السبعينات, المسألة الديمقراطية, وبات يعتبرها الإطار المناسب والضروري لصنع المستقبل, على ضوء فشل طرائق ((الدولة التقدمية)(في التنمية, ودروس تجربة مصر الناصرية عقب صعود السادات, وبروز ملامح انهيار الدولة الشيوعية مع أحداث بولونيا, وعبّر عن هذه الصحوة برهان غليون في (بيان من أجل الديمقراطية(وياسين الحافظ في (الهزيمة والإيديولوجية المهزومة), إلا أن هذا لم يمنع من بروز تيار يساري أممي طبقاوي علمانوي (حزب العمل الشيوعي(ونموذج (جلال صادق العظم)
تحولات ممكنة للمستقبل ظهر جلياً منذ منتصف الثمانينيات عجز استراتيجية التنمية الدولاتية, مما اضطر السلطة لفرض برنامج تقشفي, دفع ضريبته الجمهور, وشجعت من جهة أخرى القطاع الخاص, والاستثمار الأجنبي حينها بدأ النموذج السوفييتي يترنح, وترنحت معه ثقة مثقف السلطة بالنموذج الذي يدافع عنه, فبدأت تتسلل إلى خطابه مفاهيم الديمقراطية, ثم لم تزده الأيام, مع سقوط التجربة السوفييتية, التي شكلت له سنداً مرجعياً ومادياً, إلا تشككاً وريبة بالحاضر والمستقبل , وبدأت تغيب عن خطابه مفاهيم الاشتراكية, وتحل محلها مفاهيم الديمقراطية مع إبراز تمسكه "بالخصوصيات", التي باتت العنوان الأخير "لممانعته".
ولكن في ذلك الحين كان قد بلغ تأثير مفاعيل النظام الأوامري, وما نتج عن أزمة الثمانينيات من عسكرة للحياة السياسية, منتهاه, حيث انطفأت الحياة السياسية, والثقافية, وانحسر النشاط الحزبي المعارض ليقتصر على جماعة صغيرة متحلقة حول "التجمع الوطني الديمقراطي", وإلى جماعات من المثقفين يكتبون في الصحافة اللبنانية, بما فيهم المثقف اليسراوي الأممي الذي تحول الآن إلى الليبرالية العلمانية المعولمة, لذا, عندما استلم الرئيس بشار الأسد السلطة, كانت الحياة الثقافية السياسية على هذا الحال من الضعف والركود إلاّ أن وعوده بالاعتراف بالآخر, والتشديد على القيم الدستورية, وعلى الحوار, زرع الأمل في إمكانيةالإصلاح.
لم يجد هذا التوجه الاستجابة اللازمة, من مثقف السلطة, الذي اعتاد تكرار مفاهيمه, وعناوينه الجاهزة, بل حاول امتصاص المفاهيم الجديدة في القوالب القديمة بينا تفاعل المثقفون خارج السلطة, على اختلاف ألوانهم, مع هذا المناخ الجديد, بما فيهم المتحلقون حول "التجمع", فبرزت في المدن السورية, ظاهرة "المنتديات", التي حوّلها المثقف السوري ولا سيما التقدمي" الذي انحاز الآن إلى الديمقراطية, إلى منابر (ثقافية ـ سياسية), بدأت تنتشر في المدن الرئيسية ومدن الأطراف وجذبت إليها دائرة, ما زالت تتسع لتضم إليها رموز جديدة, بما فيهم أقساماً من مثقفي السلطة, لولا أن قطع هذا التطور تضييق السلطة عليها, وصولاً إلى منعها, مما فوّت الفرصة لبعث الحياة مجدداً, في الحياة السياسية الثقافية السورية, ولعلها كانت تشكل في استمرارها وتوسعها قاعدة اجتماعية ملائمة لنجاح عملية إصلاح ممكنة في البلد !
من الرأي / خاص.
![]()