تتعدد الآراء والوطن يبقى واحداً

ياسر زهير خليل

yas_zoh73@hotmail.com

الوطن للجميع بلا استثناء ويظل الوطن فوق الجميع وللجميع وتتعدد الأراء ووجهات النظر تختلف وتتنوع الرؤى حول القضايا الوطنية والأختلاف وارد و لكن الوطن يبقى واحداً وقبول الأخر يجب أن يظل هو أولوية للجميع وعلى الجميع أن يترجم قناعاته بمحبته للوطن فقط0

وجهتنا هي فلسطين  منها نبدأ وإليها ننتهي لها نعمل وبها ننجز ونحقق ودعونا نختلف فالاختلاف فن بل ضرورة وهكذا كنا على مدار سنين نضال الشعب الفلسطيني عبر الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية نختلف و لكن فلسطين تجمعنا  وهذا ما تعودنا عليه بل وتمسكنا به خلال عقود  نضالنا ومن خلال ثقافة التسامح التي كانت هي دائمآ ثقافة مترسخة ومتجذرة في مجتمعنا الفلسطيني حافظنا على النسيج الوطني والأجتماعي فالأحتلال لم يستطيع ضرب النسيج الأجتماعي والوطني للشعب الفلسطيني وكان الأحتلال آنذاك مرتكزآ بذلك على العديد من الوسائل والاستراتيجيات العسكرية والأمينة والاقتصادية ومن أهم هذه الوسائل هو كيفية إحداث شرخ في التماسك الفلسطيني عبر تجنيد العملاء وبث الخلافات وتظليل المعلومات وبث الفتن والدعاية الكاذبة0

على قاعدة فلسطين  لكل الفلسطينين ناضلنا وكنا نختلف ونحترم اختلافنا وفقط كانت سياسة الحوار هي الطريق للوصول إلى كلمة سواء لنا لأنه وبكل بساطة لا يستطيع أحد أن يدعي امتلاك الحقيقة لوحده والجميع  يتشارك و كنتيجة للأختلاف  يمكن الوصول للحقيقة.

كان الفلسطيني يقول رأيه المواطن والعامل والموظف والمحامي والطبيب وغيرهم من شرائح المجتمع الفلسطيني ويعبروا عن حريتهم بأرائهم  ولكن دون الخروج عن اللياقة وعن العلاقات الوطنية المعهودة والتي تشكلت تاريخيا عبر نضاله الوطني والتعددية السياسية التي نشأ في ظلها0

رسالتي في هذا المقال للذين ينتهجون أسهل الطرق للرد على منتقديهم وهو سياسة التخوين متمنيآ أن يكفوا عن هذ السياسة وهذه الثقافة التحريضية 0

أساليب التخوين والتكفير وكيل الاتهامات لمن يخالف الرأي أو إستخدام  القوة لفرض الآراء لم تكن موجودة ولم نعهدها لأن القضية قضية وطن فقط 0

حقيقة الأنتقاد والنقد الحضاري ضروري في أي مجتمع والأنتقاد لتصرفات البعض   لا يبرر التخوين للرأي المنتقد وهنا أشير ما أن يخرج رأي  أو حتى مقال يخالف رأي البعض عن حسن نوايا حتى تنهال الأتهامات بالخيانة والأصطفاف في المعسكر الاسرائيلي الامريكي أي بمجرد إنتقاد تصرف البعض أصبح خيانة أي ثقافة هذه التي أضحت مرضآ في مجتمعنا0

العقلية "الاتهامية "تجاه الرأي الاخر هي تشويه لسمعة الشعب الفلسطيني  والعقلية الأتهامية أسهل الطرق للرد على  الأخرين0

 وعلى طريقة اما معي او انك صهيوني سياسة ينتهجها البعض وسياسة التخوين هو جريمة من صنع محلي بحق  التاريخ الوطني الفلسطيني 000فلماذا لا يريد البعض  قبول الرأي الآخر أو قبول الأنتقاد ولو كان بحسن نية 0

الوطن أضحى على كف عفريت! والمسئولية تقع على عاتق الجميع ولن يتأتى هذا إلا بعودة روح الشراكة الوطنية والسياسية الفلسطينية وقبول الرأي والرأي الآخر0

الوطن والقضية والمواطن يدفع ثمن هذه الثقافة التحريضية والمصطلحات التخوينية لكن رغم كل هذا فلسطين ستظل أكبر من الجميع000وللجميع

وستظل فلسطين قوية بقوة وعزة شعبها الأبي وقوة فلسطين من الفلسطيني0