المناظرات سحر انقلب على ساحره
المناظرات سحر انقلب على ساحره
عادل العابر - الأحو
از المحتلةكانت الغاية من المناظرات التي أجريت بين المرشحين لرئاسة الجمهورية الإيرانية للدورة العاشرة، هي إستقطاب جيل الشباب إلى صناديق الإقتراع لا غيرها، وإلا كيف إشترك ما يقارب الـ 85 بالمئة من الذين يحق لهم التصويت في إنتخابات نظام قد قمع شعبه وإضطهد شعوباً غير فارسية تخضع إلى حكمه واستمر بإحتلال شعب هو شعب الأحواز الذي أطيح بحكومته عام 1925؟
ولو كان هذا النظام المحتل يعلم بعواقب المناظرات لما خطط لها ولا حتى سمح لأي مرشح أن يظهر على شاشات التلفزة ليعرفه الشعب ثم يخرج بملايينه يؤيده ويحتج لخسارته، من كان يعرف مير حسين موسوي لولا المناظرات التي هاجم فيها محمود احمدي نجاد؟
صحيح أن موسوي كان رئيساً للوزراء قبل عشرين عاماً لكنه تنحى عن السياسة منذ ذلك العهد وبدأ يعمل في أطر لم يظهر فيها على ساحات الإعلام كي يعرفه هذا الجيل فيصوت له.
إستطاع موسوي أن يعزف على وتر أنتج له تأييد جيل الشباب فحضروا وصوتوا له، وكان جميع المراقبين سواءاً في الداخل أو الخارج يظنون أن الفائز هو موسوي، لكن يبدو أن سياسة موسوي الذي انتقد دعم إيران لحزب الله اللبناني وعنتريات نجاد ضد إسرائيل، لم تعجب القائد خامنائي فأمر بتزوير الأصوات ونجّحوا نجاد.
لم يكن أحد يتصور أن يحظى موسوي بجمهور غفير يخرج بمظاهرة ضد نجاد بل ضد القائد الذي منع المظاهرات واعتبرها غير قانونية.
ومن كان يتصور أن موسوي يعاند القائد الذي كان منذ الأمس تنفذ أقواله من الألف حتى الياء دون النظر إلى محتواها؟!
منذ الأمس كان الخامنائي هو الآمر وهو الناهي، من يتجرأ ويخالف أوامره، ترميه المخابرات الإيرانية في قعر الجحيم.
أسفرت الإحتجاجات إلى قتل العشرات وجرح المئات، ومازالت أحداثها مستمرة.
منعت السلطات الإيرانية الإعلام الأجنبي من تغطية الأحداث وكان أولها مكتب قناة العربية الذي كان مراسلها ضياء الناصري يشير في تقاريره إلى مظاهرات إندلعت في الأحواز أدت إلى إطلاق نار، كانت هذه الإشارات هي السبب الرئيسي لمنع عمل مكتب العربية في طهران، أضف إلى ذلك تغطية هذه القناة للأحداث تغطية شاملة.
وأود أن أشير إلى أن المظاهرات التي اندلعت في الأحواز وهي بالطبع لم تكن بمستوى مظاهرات طهران ولم يغطها أي إعلام عربي ولا أجنبي، ومن تحدى الحكومة الإيرانية ونبس ببنت شفة عن الأحواز يكون مصيره كمصير مكتب قناة العربية أو مكتب قناة الجزيرة عام 2005 ، فإنها (أي المظاهرات الأحوازية) تغني على ليلاها، ولم تخرج لمناصرة موسوي ضد نجاد ولا لـ نجاد ضد موسوي، بل يستغل الشعب الأحوازي أي فرصة ليعبر عن رفضه للإحتلال الإيراني ضد قطره المحتل.
ويعتبر شعبنا نجاد وموسوي خريجي مدرسة واحدة هي مدرسة الولي الفقيه الذي أمر بقتل المئات من شعبنا في يوم واحد عام 1979 في المحمرة ثم أعدم خيرة شبابنا منذ عام 79 وحتى يومنا هذا.
فكلا الرجلين يؤمنان بولاية الفقيه وبما جاء به الخميني وأن صراعهما على القدرة وكرسي الرئاسة ليس إلا.
ولينظر من كان يدافع عن سياسات إيران القمعية، وأذكر الدكتور زيدان خوليف الجزائري الذي يدافع كل الدفاع عن سياسات هذا النظام المستبد في قناتي الجزيرة والمستقلة، كيف يقمع هذا النظام شعبه وأنه لم يرحم حتى النساء!
ولو كانوا يسمحون لوسائل الإعلام أن تغطي الأحداث لرأيتم أنهم يبيضون وجوه الإسرائيليين من حيث القمع والوحشية.
وإننا إذ ننهاك من الدفاع عن هذا النظام الفارسي (يا دكتور زيدان خوليف العربي)، إنما نخشى أن تصبح مذموماً في تأريخ الأمة العربية والإسلامية.
والآن بعد أن انقلبت المعادلة ضد النظام وثار الشعب الإيراني الذي أعتبره مناهضاً ضد الديكتاتور بمعنى الكلمة لا ضد نجاد وخامنائي فحسب، أي أنه ثار ضد النظام برمته وقد اتخذ تزوير الإنتخابات حجة يتستر خلفها، ما المطلوب من الأحوازيين شعباً وأحزاباً؟
المطلوب من الشعب أن يقاطع جميع إنتخابات إيران التي ستجري في الأحواز، الرئاسية منها (إن عادوا الإنتخابات) أو النيابية أو المجالس المحلية، وبهذا، سنعلن للعالم كله أننا لسنا إيرانيين وأن الإنتخابات الإيرانية لا تمت لنا بأية صلة.