اللهم اجعل عبادك العرب كأهل ناميبيا !

اللهم اجعل عبادك العرب كأهل ناميبيا !

أمير أوغلو 

[email protected]


 

أوردت محطة الجزيرة في أخبارها وعلى موقعها في الشبكة يوم الأحد الرابع من أبريل الخبر التالي :

" أعلن رئيس ناميبيا سام نوجوما أنه لن يرشح نفسه لولاية رابعة وسيتنحى من منصبه بعد انتهاء ولايته الحالية في مارس/ آذار من السنة المقبلة.

وقال نوجوما في مؤتمر صحفي إن اعتزامه عدم ترشيح نفسه يأتي تنفيذا لقرار الحزب الحاكم منظمة شعب جنوب غرب أفريقيا الذي يتزعمه، كما أنه يأتي طبقا للدستور الذي لا يتيح له ترشيح نفسه لولاية رابعة.

وأعلن نوجوما كذلك أسماء ثلاثة مرشحين رئاسيين سيتولى أحدهم زعامة الحزب الحاكم عند تنحيه يوم 12 مارس/ آذار من العام القادم.

وكان قد تم تعديل دستور ناميبيا للسماح لنوجوما بتولي السلطة لفترة ثالثة عام 1999 إلا أنه أكد مرارا أنه لن يسعى للحصول على ولاية رابعة.

ويتزعم نوجوما حزب منظمة شعب جنوب غرب أفريقيا منذ عام 1962 وقاد نضاله المسلح ضد حكم جنوب أفريقيا وانتخب رئيسا للبلاد عند استقلالها عن جنوب أفريقيا عام 1990 وأعيد انتخابه عامي 1994 و1999 حيث حصل على أكثر من 75% من الأصوات.

وستجرى انتخابات عامة في البلاد في ديسمبر/ كانون الأول المقبل ويؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية في مارس/ آذار 2005 ليتولى الرئاسة لمدة خمسة أعوام ".

ولا أكتمكم سرا أنني لا أعرف شيئا عن ناميبيا سوى أنها دولة أفريقية فقيرة وأنها من دول العالم الثالث الذي يتميز بحكام ديكتاتوريين وأنظمة فاسدة , وقد صعقت  عندما قرأت الخبر , أهذه أفريقيا التي كنا نعتبر أنفسنا متقدمين عليها بمئات السنين ؟ أهذه أفريقيا التي يرزح معظم أهلها تحت خط الفقر ؟ أهذه أفريقيا التي لا تعرف الحضارة ولا الدين ولا التقدم ولا الحرية ؟ أين نحن من أفريقيا الآن ؟ أين كل الدول العربية , الغنية والفقيرة , العريقة والحديثة , الملكية والجمهورية , ذات الحزب الواحد والأحزاب المتعددة من هذه الدولة الصغيرة في أفريقيا ؟

هل سمعتم بمثل هذا في كل الدول العربية منذ عهد الإستقلال ؟ هل مر معكم رئيس يحترم شعبه وأمته وقانون بلاده كهذا الرئيس الأفريقي ؟ هل عندنا حاكم وعد شعبه بعدم التقدم للإنتخابات في الدورة القادمة ووفى بوعده ؟ هل عندنا حاكم رحل عن الحكم طوع إرادته ؟ هل سمعتم بهذا في آبائكم الأقدمين أم أن هذا من أساطير الأولين ؟

 تصوروا معي حاكما عربيا قاد النضال المسلح في بلده حتى تحررت من الإستعما ر, ثم  يقبل أن ينتخب رئيسا بنسبة 75 بالمائة فقط وليس 99 بالمائة ؟ تصوروا معي حاكما عربيا وصل إلى الحكم بهذه النسبة العالية بعد أن حرر بلاده , ثم يقبل أن يتنازل عن رئاسة دولته ويحرمها من حكمته الباهرة وحنكته الفريدة وعطاءاته اللا متنهاهية . تصوروا معي حاكما عربيا يحرم ابناءه أو عائلته من وراثة العرش من بعده امتثالا للقانون وولاءً للأمة التي يقال أنها انتخبته . تصوروا معي حاكما عربيا يرى أن في الشعب إنسانا آخر يماثله في الذكاء والعلم والمقدرة حتى لو كان لا يستطيع أن يفك الخط ولا أن يقرأ كتابا بأي لغة من اللغات إلى آخره ولا يستطيع أن يكمل جملة واحدة تامة مفهومة .

 ما سر هذا البلاء الذي أصيبت به دولنا وحكوماتنا ورؤساؤنا وملوكنا وشعوبنا ؟ أين الخلل ؟ هل هو في الحاكم المتجبر أم في المحكوم الذليل ؟ هل هو في القانون الذي يحكمنا أم في التربية التي ننشأ عليه ؟ هل هو في النخب المثقفة والعلماء أم في البسطاء من الناس ؟ هل هو خلل دخل كل مسامات جلدنا وصرنا نتنفسه مع الهواء ونشربه مع الماء ؟ هل هو داء لا دواء له ؟ هل عجزنا شعوبا ونخبا وحكاما أن نصل إلى مستوى البشر في هذا العالم ؟ هل بقيت دولة في الأرض يستخف بشعوبها الحكام كما يفعل حكامنا ؟ يركبون ظهورنا ويسلخون جلودنا ويكممون أفواهنا والويل لنا إن تلفظنا بغير تسبيحهم وتحميدهم فنحن عندئذ مارقون عملاء فاسقون كفار . هل تعرفون أمة تقبل هذا الضيم وهذا الذل وهذا الهوان وتسكت عليه كأمة العرب ؟

 صدقوني أني لا أجد ما أعلق به على هذا الخبر ولكنني منذ اليوم سوف أدعو الله تعالى أن يجعل عباده العرب مثل أهل ناميبيا وأن يرزقهم حاكما مثل السيد سام نوجوما .