حي ‫جوبر الدمشقي.. أسطورة من أساطير الثورة

حي ‫جوبر الدمشقي..

أسطورة من أساطير الثورة

محمود الشمالي

يحمل حي جوبر الدمشقي قصة صمود في قلب العاصمة، وبقرب القصر الجمهوري والمراكز الأمنية في العاصمة دمشق، صمود لم يستطع جيش النظام كسره منذ عامين أو اكثر. يقع حي جوبر في شمال شرق دمشق، ومنطقة جوبر فيها ثلاثة أحياء (جوبر الشرقي + جوبر الغربي + جوبر المأمونية والاستقلالهذا الموقع المميز لهذا الحي جعله من أكثر نقاط القتال اشتعالاً في سورية كونه يعتبر بالنسبة لقوات النظام السور الذي يحمي بوابة دمشق الشرقية، وبالنسبة للثوار الثغرة لدخول دمشق.

وقد شهد حي جوبر الكثير من المعارك الطاحنة بين الثوار وقوات النظام كان آخرها معركة أطلق عليها اسم

.be">معركة كسر الاسواروذلك بتاريخ 16\6\2014، بعد انطلاق الحملة الشرسة على المليحة التي وصلت إلى يومها السادس والسبعين وذلك تخفيفاً عن المقاتلين المتواجدين في بلدة المليحة.

وما لبثت المعركة الجديدة التي أطلقها الثوار في حي جوبر إلى أن باتت نتائجها تتجلى واضحة حيث تمكن المجاهدون في اليوم الأول من تحرير أربعة مبان كانت تحت سيطرة قوات النظام والتي كانت تعرف بحاجز عارفة وذلك بعد نسف مبنى لقوات النظام بجبهة جامع المصطفى على أطراف الحي من جهة العباسيين عن طريق نفق تم حفره من قبل الثوار يمر تحت عدة مباني لقوات النظام قاموا بعدها بتفخيخ ونسف مبنى الإمداد الرئيسي لتلك الأبنية من جهة أوتوستراد العباسيين (الأوتوستراد الجديد الواقع في الجهة الجنوبية لحي جوبر الدمشقي) مما أدى لقطع طريق الإمداد عن باقي المباني فقام الثوار بمحاصرة عدة مبان واقتحام مبنيين والقضاء على من حوصر بداخلهما. بحسب ما أوردته “شبكة مراسلي ريف دمشق”.

وقد أعلنت عدة فصائل عسكرية مشاركتها بالمعركة كان من ضمنها “الجبهة الإسلامية والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجبهة النصرة وجند دمشق” إضافة إلى فصائل عسكرية أخرى.

وبعد تقدم الثوارمن جهة حاجز عارفة الذي يبعد عن ساحة العباسين 500 متر فقط،  قامت قوات الأسد بالتسلل إلى الأبنية الفاصلة بين الثوار وقوات الأسد وتفخيخها وتفجيرها عبر انفاق.

وفي وقت سابق شهد الحي العديد من المعارك التي أفضت عن خسائر بشرية كبيرة لقوات النظام كان آخرها مقتل ما يزيد عن عشرين عنصراً لقوات النظام من ضمنهم ضباط أثر محاولتهم اقتحام الحي من عدة محاور، وقد تم توثيق أسمائهم بحسب ما أورده احد المقاطع التي نشرها المكتب الاعلامي للاتحاد الاسلامي لأجناد الشام في جبهة حي جوبر.

أما عن معنويات جنود النظام المتواجدين في الحي فقد أورد المكتب الاعلامي في حي جوبر في دمشق عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك” شهادة لشاهد عيان لم يفصح عن اسمه بسبب حساسية المنطقة هناك فقال: “تحدث لي أحد عناصر النظام عن رحلته الأخيرة إلى جبهات حي جوبر بعد أن رأيته بمكانه المعتاد على أحد حواجز دمشق بعد غياب قرابة العشرة أيام، قال: في كل اقتحام نرى الموت ألف مرة ونحاول أن نقتحم بمجموعة تتكون من ٣٠ جندي وفي كل خطوتين يموت أو يصاب ١٠ أشخاص إلى أن يعود من المجموعة ٣ أو ٥ أشخاص على الأكثر بدون أن نحقق أي تقدم. ولقد شاركت في ٣ اقتحامات بأعداد مجموعات متقاربة وكانت نفس النتيجة”. وأضاف قائلاً: “أعداد الجرحى لا يمكنك  تخيلها، وقال أيضاً أن أكبر رعب لهم هو حي جوبر ووصفه بأقوى منطقة للمسلحين في جميع أنحاء سورية”.

والجدير بالذكر أن هذا الشاهد وجّه جزءاً من حديثه متهجماً على قيادات جبهة جوبر بالسباب لأنهم على استعداد لخسارة ١٠٠ جندي ولا أن يخسروا دبابة أو مدرعة وهذا ما يؤكد استعداد النظام لخسارة جنوده وعدم خسارة هذه البوابة الاستراتيجية بالنسبة له، ويؤكد حقا تمكن الثوار من الصمود والثبات في هذه الجبهة بل قدرتهم على الهجوم والمباغتة.