المادة المعدلة من المعارضة وتعليق النشاط والفجوة

راجي مندو

المعارضة السورية : تعليق نشاط ، وفجوة ، وزوايا نظر إلى المشكلة ، وإلى علاجها !

·   علق الإخوان المسلمون السوريون ، نشاطهم المعارض ضدّ نظام الحكم ، في بلادهم، في فترة العدوان الصهيوني الغاشم ، على غزة .. اجتهاداً منهم ، في أن يكون لهذا التعليق ، أثر إيجابي طيّب ! ولقد أوضحوا أسباب قرارهم ذاك ، والظروف التي دفعت إليه ، والهدف من ورائه !

·   أثار القرار ضجّة ، في صفوف المعارضة ، لم تهدأ حتّى الساعة ! وكان له ، بالطبع، مؤيّدون ومعارضون ، كأيّ قرار هامّ ، يؤثّر في حياة الآخرين ، وفي نشاطهم .. ولاسيّما في المجال السياسي ، وعلى الأخصّ في مجال التحالفات السياسية ، المعارضة لأنظمة الحكم !

·   أحدث القرار فجوة متوقّعة ، بين الإخوان ، وبعض فصائل المعارضة الأخرى .. وفي مقدّمتها ، الفئات المشاركة في جبهة الخلاص الوطني ، التي يُعدّ الإخوان فصيلاً أساسياً فيها !

·   نظرَ الإخوان ، عند اتّخاذ قرارهم ، إلى حرّيتهم في اتّخاذ القرار، برغم كونهم فصيلاً في جبهة معارضة ،  تضمّ ، معهم ، آخرين ! ونظر الآخرون ، إلى حرّيتهم في نقد القرار، والاعتراض عليه .. بصفتهم فصائل في جبهة معارضة ، تضمّ ، معهم ، الإخوان المسلمين !

·   أمر طبيعي ، أن تختلف الرؤى والتصوّرات ، حول تقدير المنافع والمضارّ ، في كل قرار .. و أن تختلف الاجتهادات ، حول هوامش الحرّية ، المتاحة لكل فصيل ، في التحالفات المعارضة !

·   ماليس طبيعياً ، في العمل السياسي الجادّ ، عجز الفصائل المتحالفة ، عن ردم هوّة ، أو فجوة ، يحدثها قرار منفرد ، من إحدى الفصائل ! فتبدأ بعض الفصائل ، في البحث عن الطرق الأجدى ، للخروج من التحالف ، أو لإخراج بعضها بعضاً ، منه !

·   بناء جبهة الخلاص الوطني ، لم يكن وليد يوم وليلة .. بل استمرّ العمل فيه شهوراً طويلة ، وبني حجراً على حجر! والتفريط فيه ، هو نوع من إضاعة الوقت والجهد ، على الأطراف المشاركة فيه ، جميعاً ! ولو كان من المباني الجاهزة الصنع ، المعدّة للمواقف الظرفية الطارئة ، والتي يسهل تفكيكها ، وإعادة تركيبها ، في أيّ موقف ظرفي طارئ آخر .. لكان الأمر أيسر، على الجميع !

·   الأطراف الأخرى ، في جبهة الخلاص ، تعلم ، يقيناً ، عبر التجارب الطويلة ، أن الإخوان المسلمين ، ليسوا من النوع العابث ، الذي يفرّط يتحالفاته، ومواقفه الأساسية،  ومصالحه الجوهرية .. وهم الذين اعتادوا على اتّخاذ مواقفهم ، وصناعة قراراتهم ، على ضوء موازنات سياسية ، محكومة بضوابط خلقية إخوانية،  لدى الصفّ الإخواني كله ، لا لدى القيادة الإخوانية وحدَها ! 

·   زوايا النظر إلى المشكلة ، مختلفة ، وهي تؤدّي إلى اختلاف في المواقف .. وهذا من طبائع الأشياء ! لكن البوصلة الواحدة ، التي توجّه مواقف الأطراف ، كلها ، في جبهة الخلاص ، كفيلة بضمان استمرار التوجّه الواحد ، المشترك .. وجديرة بأن تدفع الأطراف المعنية ، إلى ردم الفجوة الحاصلة ، وترميم ما تآكل ، أو تَحاتّ ، من الثقة المتبادلة بين هذه الأطراف ، إذا كان قد حصل شيء من هذا !

·   البديل ، عن التحالف الكبير القائم ، هو بحث عن تحالفات صغيرة ، لايدري أحد أعدادها ، وكيفياتها ، والأزمنة الكافية لإنشائها ، وجدوى كل منها ، للداخلين فيها ، وللعمل المعارض ، بشكل عامّ ! وبناء عليه ، لانحسب أن ثمّة مصلحة ، لأحد ، من الشركاء في المعارضة .. بهدم ماهو قائم ، وإغراق الفكر ، أو الخيال ، أو الجهد ، أو الوقت .. في عوالم من التصورات المجهولة ، التي لايستفيد منها أحد ، سوى من له مصلحة حقيقية ، في تفتيت المعارضة ، وكسب الوقت على حسابها !