يا أعضاء حزب البعث السوري
وتخجلُ منكم الكلمات
يا أعضاء حزب البعث السوري
أحمد مصطفى /كاتب سوري
جاء في وكالة ( آكي ) الايطالية للأنباء والمرصد السوري لحقوق الانسان وموقع سوريا الحرة عن مسؤول سوري: ( أن هناك توجه نحو تحسين العلاقة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين)
دمشق (13 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء :
( أعلن مسؤول سوري عن وجود توجهات للقيادة السورية لتحسين العلاقة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين، وإلى المزيد من الديمقراطية على الصعيد السياسي، وأشار إلى وجود إرادة حقيقية لمكافحة الفساد في بلاده
وأشار هيثم سطايحي عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سورية (القيادة السياسية الأعلى في البلاد) إلى أن هناك "توجهات حقيقية لتحسين العلاقة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين"، وقال أن هناك "طموحات بمزيد من هذا الأمر"
وخلال المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب في دمشق، حاول سطايحي تبرير تأخر صدور قانون الأحزاب في سورية وقال إن هناك دواعي "ذات طابع وطني" أدت لتأخر صدور هذا القانون، وأشار إلى أن لجنة لدراسة قانون الأحزاب قد تشكلت وأنجزت عملها واستعانت بخبراء في هذا المجال، وقال هناك تخوف من أن تُتخذ هذه المسألة ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد
ويشار إلى أن حزب البعث الحاكم في سورية وفقاً للدستور هو "قائد الدولة والمجتمع"، وينضوي تحت رايته 10 أحزاب مختلفة، لا يختلف خطابها عن خطاب البعث، وتعتبر قرارات البعث أساس عملها، وتتبنى سياساته وتوجهاته الداخلية والخارجية. ولا يسمح القانون السوري بتشكيل أحزاب غيرها، وتطالب أحزاب المعارضة (المحظورة جميعها) بإصدار قانون للأحزاب في سورية
ورداً على تساؤلات حول المعتقلين السياسيين في سورية قال سطايحي :
"لقد فرقنا بين المعارضة الوطنية وتلك المرتبطة بالخارج"، وأضاف "نحن حريصون على الانفتاح والمزيد من الديمقراطية وتصويب مواقفنا وقراراتنا ."
وكان عدد من أعضاء الاتحاد قد تطرق إلى موضوع الحريات العامة والسياسية وقانون الطوارئ ومعتقلي الرأي في السجون السورية، وأشاروا إلى حصول المزيد من الاعتقالات في عام دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، وتساءلوا إن كان هدف السلطات "كم أفواه المثقفين"
وحول الوضع الداخلي، والتغييرات الأخيرة التي طالت تغيير عدد من المحافظين في سورية وأسبابها أوضح عضو القيادة القطرية أن العادة جرت أن تحصل تغييرات على صعيد المحافظين والحكومة، وأشار إلى أن هناك تعديل حكومي قريب وليس تغيير ولم يفصح عن ماهيته وحجمه
وكانت تداولت في الشارع السوري توقعات عن حصول تغيير وزاري، ونفت بعض الأوساط المسؤولة معرفتها بوجود مثل هذا التوجه لدى القيادة السورية، فيما حصل تغيير لبعض المحافظين قبل أيام.
وحول انتشار الفقر في سوررية واضطرار سكان بعض قرى الشمال إلى نزوحهم بكاملها منها، والغلاء، وارتفاع أسعار المحروقات، أعلن سطايحي عن وجود مذكرة لتحرير أسعار المحروقات في سورية معروضة على مجلس الوزراء، وأشار إلى أن الدعم سيبقى لمن يستحقه،
وحول انتشار الفساد، والتوقيفات الأخيرة هذ الأسبوع والتي طالت ضباطاً بتهم فساد بمليارات الليرات، أشار المسؤول السوري إلى وجود إرادة حقيقية لدى القيادة السورية لمكافحة الفساد المستشري في البلاد، وقال لا نضع يدنا على قضية فساد إلا ونتابعها.
وتشير منظمة "الشفافية الدولية" في تقرير لها عام 2008 إلى أن سورية من أكثر دول العالم فساداً وتحتل المرتبة 147 من بين 180 بلداً على مستوى العالم، متراجعة 9 درجات عن العام الذي سبقه
وتقول لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية أن الفساد في مؤسسات الدولة أصبح "نظام للفساد" وليس مجرد "انتشار للفساد"، وأرجعته إلى "ضعف الإرادة لدى القيادة السياسية لمكافحته" بسبب "انغماسها نفسها أو بعض أطرافها في الفساد).
1- (يقول السطايحي أن هناك دواعي ذات طابع وطني أدت لتأخر صدور قانون الأحزاب في سوريا)
فما هي هذه الدواعي الوطنية التي أدت الى تأخر صدور قانون الأحزاب في سوريا منذ أربعين عاما وحتى الآن ... لقد مضى على خطاب القسم للرئيس الأسد ما يقارب التسع سنوات والذي وعد من خلاله بتشكيل قانون للأحزاب المعارضة والتعددية السياسية وإحلال الديمقراطية والشفافية وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين ومحاربة الفساد ... إلا أنه ماشهدناه على أرض الواقع جاء منافيا لكل وعود الأسد ؟؟؟ .
2- يقول السطايحي : (لقد فرقنا بين المعارضة الوطنية وتلك المرتبطة بالخارج )
فمن هي المعارضة الوطنية .. أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية التي تأتمر بتوجيهات حزب البعث الحاكم والتي لا يعرف عنها المواطن أي شيئ سوى لافتتها في أول شارع أبو رمانة أم قياداتها التي( أكل الدهر عليها وشرب ) ..
وأما المرتبطة بالخارج فهي كل صوت يدعو للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان فإذا كان المقصود ( بالخارج ) أميريكا واسرائيل فمن الواضح جدا كيف تسعى سوريا للحوار مع أميريكا وعبر اي وسيط وبتوسل واضح .. وكيف تسعى لمفاوضات السلام وحتى الاستسلام مع إسرائيل ولا يحتاج هذا لمزيد من الشرح .. والحرب الأخيرة على غزة وموقف النظام السوري الصامت على جبهة الجولان ( الصارخ ) في الشوارع ووسائل إعلامه واضح أيضا ... لقد عهدنا من النظام السوري شماعة ( الخارج ) لتوجيه الاتهامات للمعارضة الوطنية وتعليقها عليها منذ زمن بعيد وهذا ليس بالشيئ الغريب عن هذا النظام ..
وأما اذا كان المقصود بالدول العربية فالجميع يعرف كيف كان النظام السوري يقتات من موائد النفط في السعودية ودول الخليج بحجة فقر موارد سوريا وأنها دولة مواجهة وصمود وتصدي منذ عهد حكم الأسد الأب وربما حتى الآن ..
وإذا كان لبنان فالمعارضة السورية لم تكن هي مَن جعل لبنان مزرعة للنظام السوري طيلة ثلاثين عاما وقواعد لتهديد شمال اسرائيل عبر حلفائها .. وليس عبر جيشه ؟؟
وعن العراق فالحديث يطول فقبل الحرب عام /2003/ ظل النظام السوري لسنوات يستفيد من النفط العراقي الذي أمر به صدام حسين مجاناً وذلك لإعلان النظام موقفه الرسمي من أنه ضد الحصار وضد الحرب على العراق في حال وقوعها .. وربما كان صدام يتوقع أن النظام السوري سيقف معه إذا تم الغزو الأميريكي لكن النظام كعادته لم يحرك ساكن إلا من خلال المظاهرات التي كان يطلقها في شوارع العاصمة شوارع الفقر والبؤس حتى أنه أثناء الحرب عام /2003/في شهر آذار لم يسمح للمتظاهرين من المعارضة الوطنية الشريفة من الاقتراب من السفارة الأميريكية وحصلت صدامات عنيفة بين قوات الأمن وحفظ النظام وكنت واحد من بين العشرات الذين أُصيبوا إصابات بالغة أثناء الصدامات .. وحتى أنه تردد كثيرا أن أولاد صدام / عدي وقصي / وبعد لجوئهم الى سوريا أثناء الحرب وبعد الاستيلاء على الذهب والأموال الطائلة التي كانت بحوزتهم .. اقتادهم النظام السوري الى الحدود وسلمهم للقوات الأميريكية ... هذا هو التضامن العربي وهذه هي جبهة الصمود سابقا ً وجبهة الممانعة حالياً ..
وطبعا كل أموال النفط العراقي والأموال الأخرى التي حصل عليها النظام استفاد منها وحده كأشخاص وليس كشعب .. فكلما ازدادت ثروة العائلة ازداد فقر الشعب وساءت أحواله فالشعب هو آخر من يفكر به النظام السوري كما أثبتت الأيام والأرقام ..
3- وإذا كانت الحكومة ستحرر الأسعار كما يقول السطايحي فإنه ( كمن يزيد الطين بلة ) سيزداد الفقر وترتفع نسبة البطالة أكثر مما هو عليه الآن .. كما سيزداد الفساد بفضل الآلية السياسية والاقتصادية التي ينتهجها حزب البعث الحاكم وما هذه التصريحات التي يطلقها رجال النظام هنا وهناك إلا حبرا على ورق وما هي إلا كإبر المسكن تزيد في تغلغل المرض واستفحاله في الجسم السوري المنهك عندما يصحو بعد فوات الأوان ... سنين طويلة ولم يُصلح النظام السوري شيئ في سياسته أو حال إقتصاده والآن هو ليس بقادر في ضوء المتغيرات العالمية السريعة وحتى المناخية أن يغير شيئ ...
ومع ذلك مازلنا ننتظر التغييرات الموعودة على كل الأصعدة .. ونأسف إذ نقول
كما كانت تقول جدتي رحمها الله ورحم أمواتكم : ( لو كنت بدك تغزي يا بو زيد لكنت غزيت ).