وقفة مع أوباما

خالد الأحمد

إنه تغيير كبير جاء به الشعب الأميركي ، الذي يستحق الاحترام ، والذي دلل على وعيـه السياسي ، وخاصة أن بعض الولايات وصلت نسبة الذين أدلوا بأصواتهم أكثر من (75%) .

إنه تغيير كبير خاصة عندما أذكر انني لما كنت طالباً في المرحلة المتوسطة في أواخر الخمسينات كنا نسمع أنهم يكتبون على واجهة بعض المطاعم ( ممنوع دخول الســود والكلاب ) ، وفي حافلات النقل العام ، يقوم الأسود الجالس على الكرسي كي يجلس بدلاً منه ( الأبيض ) .

إنه تغيير كبير خاصة عندما نعرف أن أوباما ابن مهاجر ، والده اسمه ( حسين أوباما ) مسلم من نيجريا ، ولكن الشعب الأمريكي ( أغلبهم طبعاً ) تجاوزوا هذه العقد ، تجاوزا النظام السياسي القبلي الذي يسيطر على العالم العربي والإسلامي والثالث ، ونظام القبيلة هو أول نظام سياسي عرفته البشرية ، ومازال العالم الثالث ومنه الإسلامي والعربي يتمسك بنظام القبيلة السياسي ، تحت مسميات جديدة منها النظام الجمهوري ، كما في سوريا ومصر وليبيا ، أما الجزائر فأبو تفليقية لم يتزوج بعد ولا ولد عنده لذلك يسعى الآن إلى تعديل الدستور ( كما عدل غيره ) ليحصل على عهدة ثالثة ، قـد يموت قبل نهايتها .

وأذكر بطرفة قرأتها قبل شهر أو يزيد قليلاً تقول :

والد باراك أوباما وهو ( حسين أوباما) قبل أن يهاجرإلى أمريكا هاجر إلى مصر ، وقال لنفسه هذه بلد مسلم أعيش فيه بين إخواني في الإسلام ، وتزوج ( مصرية مسلمة طبعاً ) وولدت له طفلا سماه ( مبارك ) ، ثم ضيق عليه في مصر ، كعادة العالم الثالث ، ولم يطق أن يتحمل  كلمة ( أجنبي ) التي كانت تطرق سمعه صباح مساء ، طيلة عقود ،  فترك زوجته المصرية بعد أن طلقها ، وترك عندها طفله ( مبارك ) ، وهاجر إلى أمريكا ، وهناك تزوج أمريكية ، أنجبت له طفله الثاني ( باراك ) ....

ومـرت عقود قليلة ، كان آخرها هذا العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، حيث رُحّل ( مبارك حسين أوباما ) عن مصر بعد أن يئس من نظام الإقامة والأجنبي ، وأعيد قسراً إلى نيجريا ، بعد أن قضى أكثر من نصف عمره في دوائر الإقامة ونظام الأجانب .... [ أظن هذا العام فقط سمح للمصرية أن تمنح الجنسية لولدها ] ،أما ( باراك حسين أوباما ) فقد صار يوم (5/11/2008) رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد فضله الشــعب الأمريــكي ( المتقدم سياسياً ) على ( ماكين ) الأبيض المحافظ الارستقراطي ....

أكــرر أنني أشــعر بعظيم الاحترام للشعب الأمريكي ، وأستنتج اننا نحن العرب ، ونحن المسلمين لم نوصل قضيتنا للشعب الأمريكي ، لقد سبقنا الصهاينة ، وأقنعوا الشعب ألأمريكي بعدالة قضيتهم ، أما نحن ، فقد فشلنا شعوباً وحكومات ، فشلنا في توصيل قضيتنا للشعب الأمريكي ، ويبدو بناء على نجاح أوباما أن الشعب الأمريكي يقول كلمته التي يؤمن بها ، ولو استطعنا إيصال قضيتنا له لكسبنا المعركة السياسية في كل قضايانا العالقة ، ومنها قضية فلسطين ، وقضية الأنظمة العربية الفاشية ...

والله أعلم ...