معركة المطار
وليد الزبيدي
بعد يومين من دخول القوات الأميركية للمطار حاولت القيادة العراقية شنّ هجوم مقابل على تلك القوات، لكن المشكلة التي واجهت مثل هذا الهجوم أن الطائرات الأميركية والقاصفات لم توقف قصفها العنيف لجميع الوحدات العسكرية المحيطة بالمطار، كما واصلت زيادة عديد قواتها العسكرية من خلال الانزال الجوي بعد أن سيطرت الدبابات على أرض المطار ومنشاته والوحدات العسكرية.
كما أن القصف العنيف لم يتوقف على مدينة بغداد ووحدات الحرس الجمهوري المنتشرة في مناطق محيط بغداد، وعندما تحركت قطعات من دبابات الحرس الجمهوري من ديالى وتكريت فقد تابعتها الطائرات الأميركية لتحرق العشرات منها على الطريق العام الرابط بين بعقوبة في ديالى وسامراء من جهة الموصل وتكريت، وهذا ما شاهده العراقيون بعد انتهاء الحرب حيث بقيت تلك الدبابات المحترقة والمدمرة لفترة طويلة على جوانب الطرق.
أما صواريخ الحرس الجمهوري التي تم توزيعها في حزام بغداد للدفاع عن العاصمة في حال حصول هجوم على بغداد فقد كانت تتعرض للقصف والتدمير بعد فترة وجيزة من اخراجها من مخابئها، إذ كانت السيادة الجوية المطلقة للطيران الأميركي من قاصفات ومقاتلات ومروحيات، لذلك لم يكن بالامكان تنفيذ هجوم واسع ومؤثر على القطعات الأميركية المتواجدة في داخل المطار، وحسب ما اخبرني به المرحوم العميد الركن صالح حمد البتار امر لواء الصواريخ حرس جمهوري أرض ـ أرض، فقد نفذ اللواء سبع ضربات بصواريخ ضد القوات الأميركية من منطقة ابو غريب القريبة من المطار، ولم يعرفوا حينها حجم الأذى الذي ألحقته تلك الصواريخ، وكان ذلك في يوم الاحد المصادف السادس من ابريل، حيث تقرر شن الهجوم المقابل على القطعات الأميركية المتواجدة في المطار، وتعرض لواء الصواريخ بعد تلك الضربات لغارات عنيفة من الطيران الأميركي، ولم تكن القوات العراقية تمتلك أي رادارات ولا دفاعات جوية لتتصدى للطيران الأميركي.
في يوم السادس من أبريل تواجد الرئيس الراحل صدام حسين مع عدد من القادة من بينهم قائد الحرس الجمهوري سيف الدين فليح الراوي عند جسر العامرية المؤدي إلى حي الجهاد والذي يقع على طريق المطار، ونقل لي حاضرون في المكان أن صدام حسين كان يحمل بيده قاذفة صواريخ نوع ار بي جي سفن، واندفع عدد من المقاتلين باتجاه المطار لتنفيذ الهجوم المقابل، لكن الاوضاع كانت صعبة جدا بسبب الطيران ووجود قوات أميركية كبيرة، وكون الطريق المؤدي إلى قلب المطار مكشوف، ولم يكن سهلا دفع قوات مشاة أو دبابات ، بعد أن تمركزت قطعات اميركية على التلة الموجودة في وسط الاراضي المكشوفة الفاصلة بين الطريق القادم من ساحة عباس ابن فرناس والطريق المؤدي إلى المطار.
بعد ذلك اليوم ازداد اندفاع القوات الأميركية صوب جانب الكرخ من بغداد وتحديدا من منطقة الدورة والسيدية وفي الثامن من أبريل تقدمت تلك القوات من منطقة المدائن في سلمان باك.
تنويه/هذه الحلقة كان يفترض نشرها يوم الثلاثاء الماضي والحلقة التي نشرت الثلاثاء كان المفروض نشرها اليوم .. لذا اقتضى التنويه ـ المحرر