المانيا/ تقييم زيارة جابرييل لايران

برلين /‏22‏/07‏/2015/ عاد مساء يوم أمس الثلاثاء 21 تموز / يوليو الى برلين من ايران  وزير الاقتصاد والتقنية نائب المستشارية الالمانية سيجمار جابرييل والوفد الاقتصادي الرفيع المستوى الذي صحبه الى الدولة المذكورة  يوم الاحد المنصرم تم من خلال مباحثاته مع المسئولين الاقتصاديين والصناعيين بايران التوقيع على اتفاقيات تصل  قيمتها الى حوالي 10 مليار يورو نالت مجموعة سيمنس / للتقنيات / حصة الاسد من هذه الصفقات .

جاءت زيارة جابرييل وهي الاولى من نوعها لمسئول الماني رفيع المستوى منذ اكثر من خمسة عشر عاما اثر الاعلان عن اتفاق انهاء ملف ايران النووي الذي تم في فيينا في وقت سابق من الاسبوع المنصرم اذ قبلت طهران عروض الدول المعنية بملفها النووي بعدم تخصيب اليورانيوم ووضع ما يتم تخصيبه الى الصالح العلمي فقط وعدم وضعه الى الصالح العسكري واتلاف بعض ما تملكه طهران من يورانيوم وارسال نسبة كبيرة منه الى خارج بلادها ربما الى روسيا والمانيا لتخصيبه واعادته الى ايران وفتح ابواب المنشئات النووية بسهولة امام مفتشي منظمة الطاقة الدولية لتفتيش تلك المنشئات بدون حرج مقابل انهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران منذ سنوات .

ولقيت زيارة جابرييل الى ايران انتقادا وتأييدا فالكيان الصهيوني ومجلس اليهود الالماني الاعلاى اضافة الى بعض الشخصيات السياسية في المانيا رأوا بالزيارة ارتماء باحضان ملالي ايران اذ تمت قبل اصدار مجلس الام الدولي والبرلمان الاوروبي  قرارهما بانهاء العقوبات الاقتصادية اضافة الى ان طهران تزعم بانها معادية للكيان الصهيوني وتضع تحرير القدس وفلسطين من اولويات سياستها ، بينما أعربت شخصيات سياسية واقتصادية اخرى عن ترحيبها لانهاء المانيا اغلاق بابها في وجه ايران واصفين  الزيارة بالخطوة الشجاعة .

وزيارة طهران قبل اعلان مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي انهاء العقوبات الاقتصادية لا تعتبر شاذة فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انهاء عقوبات بلاده الاقتصادية ضد طهران إثر انتهاء مباحثات لوزان / السويسرية / في وقت سابق من  نهاية آذار/ مارس من عام 2015 الحالي تلك المباحثات التي تم الاتفاق من خلالها على ما تم الاتفاق عليه في فيينا يوم الثلاثاء من الاسبوع المنصرم 14 تموز / يوليو اذ رأى بوتين موافقة ايران المبدئية بمؤتمر لوزان موافقتها النهائية مؤكدا وقتذاك ان الاتفاق سيتم التوقيع عليه في فيينا وهكذا كان .

زيارة جابرييل الى ايران كانت هامة لمصلحة الاقتصاد والصناعة الالمانية فهو قد ساهم بالدعاية للصناعة الالمانية في ايران ولا سيما الصيت التي تتمتع به المانيا / صنع في المانيا / الا أن جابرييل بالرغم من ترحيب ايران به اقتصاديا الا انه كان كوسيط سياسي غير مرغوب به ، فقد رفض ملالي ايران الاصغاء الى اقتراحاته بضرورة حوار طهران مع الدول المعنية الهامة بالشرق الاوسط لإنهاء العنف والصراع في سوريا والعراق واليمن وبالتالي مد طهران يدها بشكل صريح الى الكيان الصهيوني وعدم تهديد امن الصهاينة فقد أكد رئيس ايران حسن روحاني لجابرييل حرص طهران على دعم نظام سوريا والبحرين واليمن لانهاء العنف بتلك الدول ، كما ان مسالة حقوق الانسان والحريات العامة وخقوق المرأة فان الحريات العامة تسود بلاده والمرأة تتمتع بحقوقها وكرامة الانسان وحقوقه مصانة .

وسوم: العدد 625