“التريمسة “في الذكرى الثالثة شاهد على مجازر النظام الطائفية

 

clip_image00162517.jpg

استقبل أهالي قرية التريمسة في ريف حماة قبل أيام قليلة الذكرى الثالثة للمجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الطائفية التابعة لنظام الأسد في سوريا بحقهم، وتعتبر مجزرة التريمسة من كبرى مجازر التطهير العرقي التي نفذها النظام السوري وميليشياته ضد السوريين في الثورة السورية.

حيث قامت قوات الأسد بتاريخ 12 يوليو 2012 مدعومة بمجموعات من الطائفة العلوية من قرى وبلدات أصيلة وسلحب ودير شميل والصفصافية وبعض العناصر من مدينة محردة المسيحية بمحاصرة بلدة التريمسة من عدة محاور وإطباق الحصار على الأهالي، وقامت هذه القوات بالتمهيد والقصف المدفعي من حاجز دير محردة، وقصفت الدبابات التي تمركزت على مداخل البلدة، ناهيك عن القصف الجوي للقرية من الطيران المروحي لقوات النظام.

وبعد عدة ساعات من التمهيد الناري اقتحمت قوات النظام والميليشيات التابعة له باقتحام بلدة التريمسة من ثلاثة جهات وحاصرتها، وقطعت جميع مداخلها، واستهدفت أي مدني يتواجد خارج منزله، بالإضافة لتنفيذ تلك العناصر إعدامات ميدانية لعائلات داخل منازلها ليصل عدد ضحايا المجزرة إلى ما يزيد عن 250 شخص، واعتقال ما يقارب 100 شخص حسبما أفاد “صهيب الوحيد” لمركز أمية الإعلامي، وهو أحد الذين تم اعتقاله يوم المجزرة.

وفي مساء اليوم ذاته 12 يوليو 2012 انسحب عناصر النظام وميليشياته، تاركين خلفهم أرقاماً مرعبة من أعداد القتلى والمعتقلين.

وتخضع بلدة “التريمسة” في الوقت الراهن لسيطرة قوات النظام السوري، فيما يعيش 90% من سكانها تقريباً في مخيمات اللجوء على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، أو مخيمات اللجوء التركية ، ولم يبق في القرية سوى أعداد قليلة من كبار السن والأطفال.

وبات جلياً بعد 4 سنوات من الصراع في سوريا، تحويل النظام السوري مسار الحرب إلى حرب إبادة جماعية على أساس طائفي، حيث حشد العديد من الميليشيات الشيعية والعلوية لصالحه، والتي كان لها النصيب الأكبر في مجازر التطهير الطائفي، تحت مرأى المجتمع الدولي الذي انتهج سياسة غض الطرف تجاه تلك المجازر، أو أنه – أي المجتمع الدولي – اكتفى برسائل الشجب والاستنكار التي لم.. ولن توقف المجازر في سوريا.

ومن جهتها وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان في دراسة مفصلة أصدرتها في شهر حزيران الماضي مقتل نحو 3400 مواطن سوري في مجازر تطهير طائفي وعرقي حصلت في سورية منذ اندلاع الثورة في مارس/ آذار عام 2011، قامت المليشيات التابعة لقوات النظام السوري والمتحالفة معها بقتل 3074 منهم.

 وأظهرت الدراسة مدى التباين الكبير بين حجم المجازر التي ارتكبتها القوات التابعة للنظام السوري، وتلك التي ارتكبتها باقي الأطراف في سورية؛ إذ ارتكبت مليشيات النظام تسعاً وأربعين مجزرة تسببت بمقتل 3074 مواطنا سورياً، بينهم 526 طفلاً و471 سيدة، بينما ارتكبت مجموعات أخرى ( داعش وقوات حماية الشعب الكردي) سبع مجازر تسببت بمقتل 236 مواطناً سورياً بينهم 39 طفلاً و87 سيدة.

ويذكر أن مجزرة بانياس بمحافظة طرطوس هي أبرز مجازر التطهير العرقي في سوريا، حيث قامت قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لله بقتل ما يقارب 450 شخصاً ذبحاً، أو رمياً بالرصاص.

 كما شهدت مدينة الحولة بريف حمص مجزرة راح ضحيتها 107 أشخاص من بينهم 97 مدنياً 49 منهم أطفال، وتعد مجزرة الحولة من أكثر المجازر التي قامت بها الميليشيات الموالية للأسد بشاعةً.

وسوم: العدد 625