رجوي.. ثورتا العراق وسوريا تقربان نهاية نظام ولاية الفقيه

رجوي.. ثورتا العراق وسوريا

تقربان نهاية نظام ولاية الفقيه

شاكر الجوهري - باريس

شهد الإحتفال السنوي بقيادة السيدة مريم رجوي، رئيس الجمهورية الإيرانية المنتخبة من قبل المعارضة الإيرانية، مساء الجمعة، تحولات بارزة في مواقف رجوي والمعارضة الإيرانية تخص القضايا الفلسطينية والعراقية، والسورية.

فلأول مرة تأتي رجوي على ذكر القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة، حيث هنأت بشهر رمضان "جميع المسلمين، خاصة شعوب ايران وسورية والعراق وفلسطين، وافغانستان والمجاهدين السجناء في معسكر ليبرتي بالعراق".

ولوحظ أن رجوي خرجت عن النص المعد مسبقا، بذكرها الشعب الفلسطيني، الأمر الذي قوبل بعاصفة كبيرة جدا ومتواصلة من تصفيق أكثر من مئة ألف معارض ايراني شاركوا في المهرجان، و500 شخصية سياسية عربية واسلامية وغربية تمثل 69 بلدا.

وبدورها وجهت متحدثة بإسم الوفد الفلسطيني المشارك كلمة تأييد ومناصرة بإسم الشعب الفلسطيني للمعارضة الإيرانية. وتشكل الوفد الفلسطيني اساسا من اعضاء قياديين ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني ينتمون لحركة "فتح" في ظل غياب تام لحركة "حماس" التي تواصل مساعيها لاستعادة لاقاتها (خاصة التمويلية) مع طهران، وحركة الجهاد الإسلامي، التي احتفظت بعلاقاتها التاريخية مع العاصمة الإيرانية.

 

اقتراب سقوط النظام الإيراني

النصيب الأكبر من الكلمة الشجاعة التي القتها رئيسة المعارضة الإيرانية، وحظيت بقبول وترحيب وهتافات وتصفيق منقطع النظير، ركزت اساسا على اقتراب سقوط "نظام الملالي" في إيران، و"النظام الطائفي" في العراق بقيادة نوري المالكي، و"نظام الدكتاتور" في سوريا بقيادة بشار الأسد.

وبدأت رجوي خطابها بتوجيه التحية لـ "مجاهدي خلق"، الذين "فتحوا بدمائهم طريق النضال ضد الدكتاتورية الدينية لمدة 33 عاما".

وأبدت أن التطورات الراهنة في الإقليم تؤشر إلى منعطف يمثل "مرحلة النهاية لنظام ولاية الفقيه".

 

دعم الثورة العراقية

وقالت "إن تفجر غضب الشعب العراقي قد هز سيطرة ولاية الفقيه لهذا البلد".. "وإن مدة 11 عاما في العراق أصبحت في مهب الريح".

وتحدثت رجوي عن "تسلط قوات القدس الإرهابية بقيادة الجنرال قاسم سليماني"، وقالت إن 32 ألفا من قوات "الحرس الثوري الإيراني" تكشف وجودها في العراق بقيادة سليماني منذ ثمان سنوات".

وأشارت إلى أن ابناء الشعب العراقي "أطلقوا مئات المرات شعار طرد نظام الملالي وأطلقوا هذا الشعار في مظاهرات صاخبة". كما أشارت إلى أن "زعماء العشائر وابناء الشعب العراقي أدانو بقوة وعدة مرات كل أشكال التطرف والإرهاب الهجوم على المدنيين والإعتداء عليهم".

ووجهت نقدا صريحا لحكومة نوري المالكي، قائلة "إن الظروف الراهنة في العراق جاءت نتيجة سياسة احتكار السلطة والقمع التي مارسها المالكي". وذكرت بأن "المفاوضات مع الفاشية الدينية والإستبداد لحل مشاكل العراق وتحجيم الأزمة فيه لا تؤدي إلا إلى ايغال الشعب العراقي في مستنقع القتال والحروب الداخلية".

واعتبرت رجوي أن "العدو الرئيس للشعب الإيراني، ولجميع شعوب المنطقة هو نظام ولاية الفقيه الذي يجب اسقاطه". وأشارت إلى خمسة مؤشرات تدلل على "اقتراب نهاية نظام ولاية الفقيه"، هي الإستعداد المجتمعي للإنتفاضة من أجل الحرية، الشرخ المتزايد في صفوف النظام، تراجع الملالي عن المشروع النووي، الإيغال في حربين قذرتين في العراق وسوريا، وإستعداد المقاومة لقيادة التطورات باتجاه اسقاط الدكتاتورية الدينية وتخليص الشعب وتحرير الوطن.

وأكدت أن "الملالي لا يفهمون غير لغة القوة والحسم".

وحمّلت رجوي ساسة غربيين مسؤولية الحرب التي تشهدها العراق حاليا، وطالبت الدول الغربية بعدم الرضوخ لطهران، في ما يتعلق ببرنامجها النووي.

 

أعلام الثورة السورية

وأكدت أن ثورة الشعبين العراقي وسوريا ادخلتا المنطقة في مرحلة جديدة تبشر بإسقاط النظام الإيراني، الذي حملته مسؤولية تفجير الطائفية في هذا العراق. وأكدت أن حزب المالكي رئيس الوزراء العراقي طلب الأسلحة من إيران بعد أن قدمت الإدارة الأميركية العراق إلى حكام إيران على طبق من ذهب.

وقالت إن حكام طهران يقاتلون في سوريا حماية لنظام الأسد من السقوط، لأنهم يعرفون أن هذا سيكتب نهايتهم. ودعت المجتمع الدولي إلى دعم ثورة الشعب السوري وجيشه الحر.

وقد عانقت أعلام الثورة السورية أعلام المعارضة الإيرانية في الإحتفال الذي استمر سبع ساعات متواصلة.

 

إيران غير نووية

وشددت على أن المعارضة الإيرانية تسعى لإيران غير نووية، موضحة أن نظام طهران أنفق ثلاثين مليار دولار على برنامجه النووي العدواني ولذلك فإنه من المؤكد أن حكام طهران لن يستطيعوا انقاذ اقتصاد البلاد من الإنهيار ونظامهم من السقوط. وحذرت الدول الغربية التي تفاوض إيران حاليا على برنامجها النووي من المساومة على حقوق الإنسان في إيران وارغام النظام على التخلي عن كامل برامجه النووية من دون قيد أو شرط.

وحمّلت رجوي الأمم المتحدة والولايات المتحدة مسؤولية حماية سكان مخيم الحرية "ليبرتي" قرب بغداد والبالغ عددهم حوالي 3 آلاف فردًا، واكدت أن جميع الهجومات التي تعرض لها المخيم خلال السنوات الماضية وأدت إلى مقتل العشرات واصابة المئات تمت بموافقة ومساعدة الحكومة العراقية. ودعت واشنطن إلى العمل على انهاء محاصرة المخيم واطلاق سبعة من سكان مخيم أشرف شمال شرق بغداد اختطفتهم السلطات العراقية قبل أشهر وشددت على ضرورة ضمان لجوء عناصر مخيم الحرية إلى دول ثالثة ووضع جنود الأمم المتحدة في المخيم لحماية سكانه.

 

مداخلات مسؤولين غربيين 

عمدة نيويورك السابق ومرشح الرئاسة الأميركية رودي جولياني، قال في كلمته إن الحرب الحالية في العراق تهدد حياة آلاف العراقيين، وهذه مسؤولية يتحملها رئيس الوزراء نوري المالكي ومعه النظام الإيراني الذي يناور في مفاوضاته النووية مع الغرب.. واضاف انه لذلك فإن العمل يجب أن يستهدف تفكيك هذا الحلف واسقاطه. وأشار إلى أن الرئيس الإيراني روحاني لم يغيّر أي من سياسات نظامه القمعية، ومساعيها للحصول على القنبلة الذرية وعلى الغرب أن لا يساوم طهران حول برنامجها النووي. ودعا الإدارة الأميركية إلى العمل مع الشعب الإيراني لتحريره من النظام الذي عمل على تدمير حاضره ومستقبلة.

السناتور جوزيف ليبرلمان عضو مجلس الشيوخ الأميركي اتهم النظام الإيراني بقل الشعبين العراقي والسوري وقمع الشعب الإيراني وتصعيد عمليات القمع والإعدام بحق الواقفين ضده لأن روحاني عدو للحرية. وأشار إلى أن الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق الا بمنع النظام الإيراني من الحصول على الأسلحة النووية واسقاطه.

وأشار إلى أنه يجب عدم السكوت عما يجري في العراق من مذابح لشعبه والعمل على تحقيق حريته. ودعا إلى انهاء تسلط المالكي على مقدرات العراقيين وتواطئه في هذا المجال مع حكام طهران.

كما حمل وزير الخارجية الفرنسي السابق بيرنارد كوشنير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عملية التدمير المبرمج للعراق وقدراته واشار إلى أن هذا الوضع لن يزول الا بإقصائه... وأكد وقوف الشعب الفرنسي إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله ضد حكامه المتخلفين.

ثم تحدث ميشل آليو ماري التي تولّت أربع وزارات فرنسية رئيسية في الداخلية والخارجية والعدل والدفاع ووزير، خارجية ايطاليا السابق جوليو ترتزي، وبرنارد كوشنر وزيرالخارجية الفرنسية الأسبق، والبارونة بوث رويت رئيسة البرلمان البريطاني لعشر سنوات، وهوارد دين رئيس الحزب الديمقراطي والمرشح الرئاسي السابق في الولايات المتحدة، وباتريك كندي عضو الكونغرس الأميركي السابق، وكيم كمبل رئيسة وزراء كندا السابقة، وسيد أحمد غزالي رئيس وزراء الجزائر السابق.. أضافة إلى جيرهارده رئيس وزراء ايسلندا السابق وإثنين من رؤساء الكونغرس الأميركي السابقين هما نيوت جنجريش ودنيس هسترد.

وشن المتحدثون هجومًا حادًا ضد النظام إيراني واتهموه بالمسؤولية عن عدم استقرار المنطقة وعمليات العنف والقتال التي تشهدها وخاصة في العراق وسوريا ولبنان. واكدوا دعم الشعب الإيراني في كفاحه لإسقاط نظامه الحالي.

وسلط التجمع الضوء على الواقع المتدهور لحقوق الإنسان في إيران، بعد مرور عام على تولي حسن روحاني رئاسة الجمهورية وتزايد عدد الإعدامات فضلا عن تدخلات النظام الإيراني في سوريا والعراق ولبنان وسائر بلدان المنطقة خاصة التطورات الراهنة في العراق والثورة التي اندلعت منذ اسبوعين والتي القت بظلالها على مجريات هذا التجمع.

وطالب المعارضون الإيرانيون القادمون من مختلف منافي العالم المجتمع الدولي بالعمل على ضمان أمن وسلامة الإيرانيين المبعدين المقيمين في مخيم الحرية/ ليبرتي في العراق باعتبارهم اشخاص محميون وفقا لمعاهدات جنيف، وذلك بعد أن تعرض السكان منذ عام 2009 لهجمات قاتلة ولتضييقات ناتجة عن حصار طبي مطبق عليهم من قبل الحكومة العراقية وعملاء النظام الإيراني في العراق، حيث راح ضحية تلك الهجمات 116 ضحية وأكثر من 1300 جريح ووفاة 20 منهم بسبب حرمانهم من العلاج  والخدمات الطبية.

أصدقاء إيران حرة

ورعت هذا التجمع الحاشد لجان برلمانية لأصدقاء "إيران حرة" من بريطانيا وفرنسا وايطاليا والبرلمان الأوروبي وكذلك اللجنة العربية الإسلامية للدفاع عن سكان أشرف

يذكر ان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حركة سياسية تأسست بمبادرة من مسعود رجوي في 21 تموز/ يوليو عام 1981 في طهران ثم نقل مقرها المركزي إلى باريس

مسعود رجوي هو رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وقد انبثقت عن المجلس 25 لجنة تشكل الهيكلية الرئيسة للحكومة الإيرانية المؤقتة المستقبلية. وفي اجتماعه الذي عقده يوم 28 آب/أغسطس عام 1993 اختار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي رئيسة لجمهورية إيران لفترة الانتقالية. وهي تمثل رمزًا للوحدة الوطنية وضمانًا لتضامن وتلاحم المجتمع الإيراني الذي أصيب بأضرار ودمار على أيدي حكام إيران الحاليين. وتقود رجوي حملة سياسية داخلية وخارجية ناشطة لإقرار الديمقراطية والتعددية في فترة نقل السلطة إلى الشعب بطريقة سلمية غداة الإسقاط المنتظر لنظام الحكم القائم في إيران.