نستنكر الجريمة في باريس وندين المجرمين، وتبقى جريمة باريس مثلثة الأبعاد

هزت الجريمة البشعة التي ضربت مدينة باريس الليلة ضمائر كل البشر العقلاء الأسوياء . ومرة بعد مرة سيجد بنو الإنسان أنفسهم متكافلين متضامنين في استنكار الجريمة وإدانة المجرمين والعمل الجاد للحد من شرورهم وآثامهم ..

لا شيء يسوغ قتل المدنيين الأبرياء ، ولا دين ولا عقل يجيز أن تتحول الميادين العامة ، وشوارع المدن ، ووسائل النقل إلى ساحات حرب يقتل فيها مدنيون أبرياء مسالمون ..

ولن نستبق التحقيقات في تفسير الأسباب والدوافع ، ولا في تحديد أي هوية للمجرمين . فما حدث هو جريمة بكل المعايير، والمنفذون هم مجرمون بلا  شك ولا ريب  .

وتبقى الجريمة التي حدثت الليلة في مدينة باريس متعددة الوجوه  مثلثة الأبعاد ؛ بعدها الأول أنها جريمة ضد بشر مدنيين أبرياء غير محاربين ولا يد لهم في أي صراع .

والبعد الثاني أن المجتمع الفرنسي قد ضم بين جنبيه خلال قرن مضى نسبة غير قليلة من أبناء العرب والمسلمين ، وستكون الجريمة ، إذا ثبت أن لأصحاب أي هوية إسلامية مدعاة زورا علاقة بها ،  سببا للتحريض على هؤلاء المواطنين ، وإثارة مشاعر الكراهية ضدهم . والبعد الثالث أن الجريمة إذ تقع في بلد فرنسة بالذات فهي تقع في الدولة الفرنسية الأشد حزما في إدانة جرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري ، والأشد تمسكا بوجوب محاسبة بشار الأسد على جرائمه ضد هذا الشعب السوري الضحية الأكبر لإرهاب شعب الإرهابيين . وتبقى هذه الحقائق ، عشية ما يشار إليه بلقاء فيينا ، شاخصة ناطقة لا يستطيع أي متابع موضوعي أن يتجاوزها أو يتجاهلها ..

مرة أخرى نستنكر الجريمة بأشد عبارات الاستنكار ، وندين المجرمين بأقسى عبارات الإدانة . ونؤكد تعاطفنا مع الشعب الفرنسي العظيم الذي نقدر أنه سيكون قادرا على تجاوز المحنة والانتصار على المؤامرة ، وندعو بالشفاء العاجل للجرحى ، ونتشارك مع أسر الضحايا الأبرياء أحر مشاعر العزاء ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: 641