أطفال فلسطين ليسوا أطفالا حسب قانون كيان يهود

الخبر:

نقلت "فلسطين أون لاين" يوم الأربعاء 2015/11/11 الخبر التالي (إسرائيل تسمح بسجن الأطفال تحت سن 14 عاماً) وجاء فيه أنّه "بعد أن تبيّن أنه من الممكن أن يتفادى الطفل الأسير، أحمد مناصرة السجن، بسبب سنه، ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية، أن وزارة القضاء، تقوم بتحضير مذكرة قانون جديد يسمح باعتقال الأطفال تحت جيل 14 عامًا، بمبادرة وزيرة القضاء من حزب البيت اليهودي، أييلت شاكيد، وأن المذكرة وصلت إلى مراحل نهائية...

وبحسب مذكرة القانون، فإنه سيسمح للقضاة بمحاكمة الأطفال من جيل 12 عامًا، ومن ثم تحويلهم إلى مركز تأهيل لمدة عامين. وفي جيل 14 عامًا يتم نقلهم إلى السجن لاستيفاء مدة الحكم العادية التي قرّرها الحاكم، بأمر من المحكمة... وبالإضافة إلى مذكرة القانون التي تم تحضيرها بمبادرة مكتب شاكيد، قدّمت عضو الكنيست عن حزب 'الليكود'، عنات باركو، اقتراح قانون يقضي بأن لا يتم تطبيق القانون الذي لا يسمح بمحاكمة الأطفال تحت سن 14 عامًا، على كل طفل متّهم بقضية 'أمنية'."

التعليق:

يقصد بالطفل وفقا لأحكام اتفاقية حقوق الطفل - وهي معاهدة دولية تعترف بالحقوق الإنسانية للأطفال "كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه"، ولأنّ أطفال فلسطين ليسوا أطفالا بل رجال أجسادهم صغيرة وأعمالهم كبيرة استثناهم كيان يهود من هذا التعريف وعاملهم بعنف وتعسّف حتّى يقتل فيهم غضبهم لقضيتهم ودفاعهم عن أقصاهم وأرضهم وعرضهم.

أكّدت تقارير صدرت خلال السنوات الماضية والتي تتضمّن حقائق مفزعة، الممارسات الهمجية والتعسفية لكيان يهود تجاه أطفال فلسطين وقد صدر منذ فترة وجيزة تقرير لمنظمة الأمم المتّحدة (يونيسيف) يفضح ما تمارسه دولة يهود ضدّ أطفال فلسطين المحتجزين عندها من انتهاكات وإساءة معاملة تضرب بالقانون الدولي وبنوده عرض الحائط.

متى اعترفت دولة يهود بقوانين دولية؟ هي دولة فوق القوانين حتّى إنّها تضع قوانينها الداخلية وتنقّح القانون تلو الآخر لتجعله متوافقا مع أهدافها الاستعمارية وسياستها التعسفية الظالمة، وما حدث في قضية الطّفل أحمد مناصرة خير دليل على تلاعب كيان يهود بالقوانين ليفصّلها على مقاسه ومقاس مصلحته وسياسته الاستعمارية.

قدرت اليونيسيف أنّ ثمّة 700 طفل فلسطيني تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، غالبيتهم من الذكور، يتعرضون للاعتقال والاستجواب والاحتجاز من جانب جيش يهود والشرطة وأجهزة الأمن في الضفة الغربية المحتلة كل عام، وهذا يشير إلى منهج يهود الواضح والجليّ العامل على استئصال روح المقاومة والجهاد لدى الأجيال القادمة وغرس الخوف والجبن فيهم ليفقدوا الأمل في تغيير واقعهم والرضا بالواقع الذي صنعه هو لهم.

إنّ إصرار شاكيد - اليهودية العلمانية - على إحداث قانون يخرج من هم في سنّ 14من خانة الأطفال وتبنّيها لرأي أوري إليستور الذي اعتبر أطفال فلسطين "ثعابين صغيرة" وعدّ قصف المدنيين أمرا مبرّرا عندما يعطون مأوى لـ"الشّرّ". كل هذا يفصح عن حقد هؤلاء الدفين تجاه أهل فلسطين المسلمين وحتّى الأطفال فكلهم - حسب رأيهم - "ثعابين" سواء أكانت كبيرة أم صغيرة تمثّل خطرا لا بدّ من القضاء عليه.

وقد أيّدت هذا التوجّه عنات باركو التي وصلت إلى الكنيست في انتخابات 2015، بتعيين شخصي في قائمة الليكود من رئيس الحزب بنيامين نتنياهو.

ملّة واحدة حاقدة على الإسلام وأهله؛ لا ترحم صغيرا ولا توقّر كبيرا، همّها القضاء على هذا المبدأ ومن يعتنقه دون رحمة ولا شفقة ﴿لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا﴾.

فيا علماء الأمّة وجيوشها هلاّ صرتم ملّة واحدة قضيّتكم واحدة تحاربون عدوّا واحدا هو عدوّ لله ولرسوله وللمؤمنين؟؟ هلّا عرفتم عدوّكم وصوّبتم نحوه كلماتكم وسلاحكم؟... لا تكونوا له عونا على أمّتكم فتخسروا الحياة الدنيا والآخرة، وكونوا من العاملين الناصرين الرافعين لكلمة الله حتى تفوزوا بنصر ورضوان من الله.

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

وسوم: 642