بيان مجموعة التعاون الإسلامي في الأمم المتحدة

بشأن الوضع الخطير في فلسطين المحتلة،

بما فيها القدس الشرقية

اجتمعت مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في الأمم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء 24 يونيو 2014 على مستوى السفراء للنظر في جملة أمور، منها الوضع الخطير في دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأصدرت البيان التالي:

"إن مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في الأمم المتحدة في نيويورك تعرب عن إدانتها الشديدة لاستمرار إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وحقوق الإنسان في دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وتدين المجموعة بشكل خاص الاعتداء الواسع النطاق الذي شنته إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني في أعقاب الحادث الذي وقع يوم الجمعة 13 يونيو  2014 وفُقد على إثره ثلاثة مستوطنين إسرائيليين بينما كانوا يستوقفون السيارات لنقلهم مجانا من مستوطنة "كفر عتصيون" غير القانونية، التي تقع بين القدس والخليل. وتدين مجموعة منظمة التعاون الإسلامي حملة القمع الوحشي والعنيف التي شنتها السلطة القائمة بالاحتلال، والتي تضمنت تدابير العقاب الجماعي والاستخدام المفرط للقوة ضد السكان المدنيين الفلسطينيين. وفي هذا الصدد، تدين مجموعة منظمة التعاون الإسلامي مقتل خمسة مدنيين فلسطينيين على الأقل، بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاماً، وإصابة العديد من المدنيين الآخرين في الضفة الغربية المحتلة إصابات خطيرة.

وتدين مجموعة منظمة التعاون الإسلامي أيضاً تدابير العقاب الجماعي، من قبيل احتجاز أكثر من 450 فلسطيني، من بينهم أعضاء منتخبون في المجلس التشريعي الفلسطيني والفلسطينيين كان قد أُفرج عنهم سابقاً بموجب اتفاق لتبادل الأسرى عام 2011، فضلا عن الحظر الذي تفرضه إسرائيل على سفر 800.000 فلسطيني يقيمون في الخليل، أكبر محافظة فلسطينية. وتدين مجموعة منظمة التعاون الإسلامي كذلك تصاعد العدوان العسكري ضد قطاع غزة حيث نفذت السلطة القائمة بالاحتلال عدة غارات جوية، مما أدى إلى وفاة فلسطينييْن على الأقل، بينهم صبي يبلغ من العمر 7 سنوات، وإصابة كثيرين آخرين. وتعرب مجموعة منظمة التعاون الإسلامي عن بالغ القلق من كون الحملة العسكرية في غزة، علاوة على أنها تتسبب في حالات وفيات وإصابات بين السكان الفلسطينيين، هي أيضا مصدر خوف وضيق كبيرين بالنسبة للسكان الذين لا يزالون يعانون أوضاعا معيشية مزرية من جراء الحصار اللاإنساني وغير القانوني الذي تفرضه إسرائيل.

وتدعو مجموعة منظمة التعاون الإسلامي السلطة القائمة بالاحتلال إلى الوقف الفوري لجميع أعمالها العدوانية وأعمال العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني. وتجدد أيضا دعوتها لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، إلى احترام التزاماتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، ولا سيما ما يتعلق منها بمسؤولية السلطة القائمة بالاحتلال عن حماية الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال. وفي ظل انعدام هذه الحماية، تطالب مجموعة منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي باتخاذ التدابير الملائمة لضمان حماية السكان المدنيين الفلسطينيين. وتدعو المجموعة، على وجه الخصوص، مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واتخاذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد للهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وضمان امتثال إسرائيل إذا تمادت في تحديها للقانون الدولي.

وتعرب مجموعة منظمة التعاون الإسلامي عن تضامنها ودعمها للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال. وفي هذا الصدد، تلاحظ مجموعة منظمة التعاون الإسلامي أن اليوم يصادف مرور اثنين وستين يوماً على دخول مئات من السجناء الفلسطينيين في إضراب عن الطعام احتجاجا على احتجازهم من قبل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بموجب الاعتقال الإداري، حيث يتم احتجازهم دون تهمة ودون اتباع الإجراءات القانونية المرعية للقانون أو إخضاعهم لمحاكمة عادلة. وتعرب مجموعة منظمة التعاون الإسلامي عن بالغ قلقها من جراء نقل أكثر من 60 من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين إلى المستشفى ومن وجود كثير منهم في حالة حرجة. وتدعو مجموعة منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي إلى إجبار سلطة الاحتلال على الامتثال لجميع التزاماتها القانونية فيما يتعلق بمعاملتها لجميع السجناء والمعتقلين الفلسطينيين الذين تحتجزهم، بما في ذلك الأطفال. وتدعو مجموعة منظمة التعاون الإسلامي مجددا إلى إطلاق سراحهم فوراً مع جميع الفلسطينيين الآخر الذين يجري سجنهم واحتجازهم بشكل تعسفي ودون وجه حق.

وتعرب  مجموعة منظمة التعاون الإسلامي عن استنكارها الشديد لاستمرار الاستفزازات والانتهاكات الاسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، وخاصة في الحرم الشريف الذي يضم المسجد الأقصى المبارك. وفي هذا الصدد، لوحظ في الفترة الأخيرة أن المتطرفين الإسرائيليين، ومن ضمنهم مسؤولون حكوميون، قد صعدوا من تحريضهم بشأن الحرم الشريف وانتهكوا مراراً حرمته، بما في ذلك عمليات الاقتحام العنيفة والمتكررة للمجمع من قبل قوات الاحتلال، الشيء الذي يزيد التوترات ويثير المشاعر الدينية. وتعتبر مجموعة منظمة التعاون الإسلامي أن هذه الأعمال العدوانية وأعمال التحريض تشكل استفزازاً مباشراً للمسلمين في جميع أنحاء العالم وانتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وللمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، وإهانةً لدعوات المجتمع الدولي المتكررة إلى وقف السياسات الإسرائيلية غير القانونية في دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

 وتعرب مجموعة منظمة التعاون الإسلامي، في الختام، عن دعمها الكامل وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في سعيه لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والسيادة والاستقلال في دولته على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ولإيجاد حل عادل لمحنة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الأمم المتحدة 1994".