شنكال تعود لحضن كوردستان

حين دنس الخليفة العربي السامرائي الداعشي واتباعه شنكال، تباهى هولاء بفعلتهم، لاسيما انهم بمصطلحهم الفقهي " غنموا " الكثير من السبايا والكثير من المكتسبات الاخرى الاستراتيجية من حيث الموقع الجغرافي المميز الذي يتمع به شنكال باعتباره حلقة ربط لهم مع اتباعهم في سوريا، وتباهى هولاء اكثر حين بدأوا بعرض دنائتهم في بيع" النساء والفتيات الكورديات الايزديات"  السبايا، وظهرت في وسائل اعلامهم لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي تباهيهم وهمجيتهم المتباهية بذكوريتهم والتي قالوا بانها شرعية نابعة من صميم عقيدتهم لكونها تبيح لهم ذلك وتناسوا عمدا بان الشريعة التي تبيح بهكذا افعال لايمكن لها ان تسود الارض طويلاً لانها شريعة فقدت عذريتها بتدنيس امثالهم لمضامينها، وعلى هذا المنوال ظل هولاء يتحكمون بزمام الامور في شنكال والكثير من المناطق الكوردية الاخرى، ناهيك عن المناطق التي بايدهم ضمن جغرافيات منوعة سواء تلك التي تحت سلطة حكومة بغداد او في سوريا او في الكثير من الدول الاخرى، فهولاء لم يتم تدريبهم على القتل فقط انما على ابشع انواع التعذيب لكونهم تلبسوا عقيدة تم توظيفها من قبل اسيادهم وخليفتهم النكاحي كي تتناسب همجيتهم وشهواتهم فكانت الطامة على اية منطقة دنستها اقدامهم، فالتشرد والموت والخضوع والذل مصير من يقع تحت سوط رحمتهم، وشنكال كغيرها من المناطق عانت لكن باضعاف ماعانته تلك المناطق الاخرى، لكونها اولاً منطقة كوردية وثانياً فيها الكورد الايزديين يعني غير مسلمين وثالثاً لكونها ممر استراتيجي لهم لشن الهجمات على اراضي كوردستان من جهة وعلى بعض المناطق في سوريا من جهة اخرى وكذلك هي السد المنيع لهم في الموصل.

ولن اسرد هنا تفاصيل المعاناة التي مر بها اهالي المنطقة جراء الوجود الداعشي سواء من الناحية النفسية باعتبار ان الكثيرين منهم فقدوا عوائلهم بالكامل واغتصبت نسائهم وبيعت بناتهم واخرين فقدوا املاكهم واخرون تشردوا واخرين مازالوا في المخيمات.. والكثير منهم كان فقد افراداً من عائلاتهم جوعا وعطشاً فوق جبل شنكال حين تم محاصرتهم من قبل داعش في بداية سيطرتهم على شنكال.

وحين وصل البيشمركة اول مرة الى جبل شنكال وفك الحصار عن الموجودين على الجبل تنفس اهالي المنطقة وتنفس الكورد اجمعهم بأن داعش ليست اسطورة انما هي فايروس دنيء فرض على المنطقة باسلوب درامي ضبابي، لذا ان امكانية اعادتهم الى الجحيم الذي اتوا منه امر ليس بمستحيل، فبدأت القوات الكوردية المتمثلمة بالدرجة الاساس بالبيشمركة وقوات كوردية من " روج ئافا  "  بالتحرك والتخطيط من اجل اعادة الهيمنة على الممرات الرئيسية للجبل، وبعد تحركات وهجمات وحرب استطاع البيشمركة بكل تصنيفاته ان يصل الى الجبل وهناك القى رئيس اقليم كوردستان بخطابه و وعد باستعادة شنكال مهما كلف الامر،  وفي ساعة مبكرة من يوم امس 12/11/2015 توجهت قوات البيشمركة مدعومة بابناء الوطن من روج ئافا وبدعم كبير من طائرات التحالف بالتحرك الى شنكال واستطاعت بوقت قياسي ان تحرر الكثير من المناطق والقرى المحيطة بها ، واليوم وعلى نفس الجبل، اعلن رئيس اقليم كوردستان بان شنكال عادت لحضن الوطن ورفع العلم الكوردستاني فوق جميع المؤسسات والاماكن واعلن رئيس الاقليم بأنه لن يرفع في شنكال علم سوى علم كوردستان، كما انه نوه بأن لا قوة حررت شنكال سوى قوات البيشمركة الامر الذي جعل من بعض وسائل الاعلام تستغل الامر وتقول بانه انكر دور قوات " روج ئافا " لكنهم تناسوا بأن الاتفاق الذي حصل بين الاطراف الكوردية نص على ان يشارك الجميع في تحرير شنكال باسم البيشمركة وان قوات روج ئافا ايضا هم مشمولين بالقرار، وهذا الاتفاق واضح معالمه لكون قوات روج ئافا ايضا كانت قد قالت بانه اذا ما وصل البيشمركة عندهم لمساعدتهم فانهم سيفعلون باسم قوات روج ئافا، وهذا امر اراه يعطي قوة ومكانة لكل قوة في مكانها وضمن جغرافيتها، لكونها تجمع بين الاطراف تحت مسمى واحد مما يعني وجود قيادة تشرف على الامر دون زعزعة للتنيظم العسكري الذي يواجه اعداء البشرية في كل منطقة.

شنكال الان تنعم بالسلام بعد اكثر من سنة جحيم عاشتها وهي تحت ايدي اصحاب اللحى المنغمسة بالشهوة والدم، شنكال الان تستجمع قواها وتستعيد هيبتها بعدما دنسها اصحاب البغدادي النكاحي بحقدهم ووجوهم المعفرة بالذل .. شنكال الان اصبحت على لسان العالم ولكن ليس كما كانت من قبل، ليس العالم يبكيها ويبكي ماقمت به داعش بحقها، شنكال الان رمز القوة قوة البيشمركة وعزيمة الكورد ، شنكال الان ترسل برسالتها للعالم بانها مرة اخرى اجمعت الكورد في خندق واحد كما فعلت في كوباني.. شنكال الان صوتها مسموع في جميع اصقاع الارض، سواء من خلال تراتيل تطهيرها من دنس الدواعش وتعميدها من جديد من قبل قوات البيشمركة.. او من خلال الدعوة الصريحة والموجهة لجميع العالم من قبل رئيس اقليم كوردستان التي نصت على ان شنكال تفتح احضانها لكل من يريد ان يعيد البسمة على وجه طفل او يلم عائلة او يساعد بشيء، شنكال الان وبتصريح رسمي من قبل رئيس اقليم كوردستان ايضاً وموجه الى حكومة الاقليم وحكومة المركز تطلب بان تتحول الى محافظة اخرى تضاف الى محافظات كوردستان الخمس الاخرى.

·       ولايمكن نسيان ماقام به الطيار العراقي الشهيد اللواء الطيار ماجد عبدالسلام عاشور التميمي (النسر الابيض) مسؤول استخبارات طيران الجيش، والذي استشهد خلال عملية اغاثة واجلاء للنازحين الكورد الايزيديين في جبل شنكال. الذي استشهد وهو يحاول الوصول للجبل فالف تحية لروحه النقية .. وعساها هي الاخرى تنعم بسلام اكبر حين تعرف بان شنكال طهرت من دنس الارهاب الداعشي .

وسوم: 642