يا أهل الشام تعالوا إلى كلمة سواء

عبد الله المنصور الشافعي

عبد الله المنصور الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم ... هذا نداء إلى كل مجاهد في الشام وآخر إلى كل سوري به ولو بقية من خير أو وطنية, نداء إلى تحقيق قول الله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة) كما هو سبحانه (وأنا ربكم فاعبدون) 

أما ندائي إلى المجاهدين فنشدتكم الله جميعا من جبهة إسلامية وألوية وكتائب إلى نصرة ودولة "داعش" أن تقدموا حظ الدين والمسلمين على حظ أنفسكم مهطعين عزين, فيا من تعبدون الله تعالى وتقرون له سبحانه بالوحدانية, أيعقل أن تقتتلوا فيما بينكم ويخوّن كل طرف خصمه وأمة الإسلام في الشام تستباح والعراق أنواح!؟ والعالم كله يتظاهر علينا ويتكالب على حربنا ؟؟ إن لم تتفقوا على منهج يجمعكم فلا أقل أن تتفقوا اليوم على رفع القتل والعدوان فيما بينكم والتخوين, تالله لقد صرتم بأفعالكم لشر دعاية للإسلام وحق عليكم قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن منكم منفرين" بل وعلى أقبح وجه من تشويه لصورة النبي المبعوث رحمة للعالمين ولسماحة وحنيفية الدين, هذا الدين الذي جعله الله تعالى مبعث سعادة للعالمين فإذا بكم تظهرونه في أشد ساعات الدنيا حلكة وقسوة على المسلمين المستضعفين كالسيف المسلول في رقابهم, والله تعالى أمر عباده بإجارة ونجدة المشركين رجاء الهداية وانتشار الدين (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) فكيف يصح في العقول ما تفعل الدولة من تقتيل وتكفير للمستضعفين المسلمين, ثم مقابلة هذا منها بمثله من بقية المجاهدين وترك الإستصلاح والعمل الدؤوب عليه والرضا بالطعن والتخوين, ناشدتكم الله تعالى إلا استنفرتم علماء من كل الفرقاء وأوجدتم صلحا (والصلح خير) فيه لله تعالى رضا . وجلّ مسؤولية هذا العمل تقع على القاعدة ورجالها, وإن فشل هذا التيار الجهادي بالتوفيق حتى فيما بين أطرافه لنذير على فشله ومقته من كافة عقلاء المسلمين والله تعالى أسأل وإليه أبتهل أن لا يتسبب هذا التيار في إفشال ثورة أهل الشام ليس إلا تصديقا لقول الله (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وتأمل رحمك الله إلى موضع فاء فتفشلوا والتي تفيد التعقيب فكأن المنازعة لا يتأخر عنها الفشل ويوشك أن يتبعها ثم تذهب الريح ... والعياذ بالله .

وندائي أكرره للإخوان المسلمين وعلماء الشام المقربين منهم بالكف عن الولوغ في الفتنة والانخداع بلعبة الساسة الهادفة لتوسيع دائرة الفتنة ولتبرير الامتناع عن دعم الثورة وقد ظهر لهم بما لا يقبل الجدل نتيجة عملهم من خلال كلام "أوباما" الأخير, لقد آن أوان مواجهة هذا الكيد بحكمة وسياسة محكمة من خلال العمل على توحيد صفوف أعداء النظام كائنا ماكانوا, ولهم بذلك إسوة في علي وابن الزبير . ومقابلة الغرب بنقيض عمله ورد حبائله في عنقه .

أما ندائي إلى أفراد المعارضة ممن بهم بقية من خير ووطنية فأن يكونوا عونا للثورة ولها لا عليها وذلك من خلال إبراز وكشف حقيقة دور أمريكا والغرب وتحميلهم المسؤولية في ظهور المتطرفين وزيادة أعدادهم وما ذاك إلا بسبب تواني الغرب عن تقديم الدعم منذ ثلاث سنين مما أوجد المناخ المناسب لظهور التطرف بل وتبريره في كثير من الأحيان, وإني أكرر ندائي لكافة الشباب السوري والعربي والإسلامي للالتحاق بركب الثورة وضمن كتائب ثوار الجيش الحر وأحرار الشام والجبهة الإسلامية وأدعو هؤلاء إلى قبول كل المتطوعين بعد الوثوق بهم والاستعانة بهم على الوجه الحسن وستبقى هذه دعوتي مالم تغير أمريكا والغرب والعرب من سياستها ومالم يقدموا السلاح المنكي والمضاد للطيران للثوار أو يقوموا بأنفسهم بضرب مواقع النظام ومطاراته وقواعده الصاروخية, ولكم هو حري بكل علماني وطني صادق لا تعتريه شبهة ولا تستحوذ عليه فتنة فيقوم أمام العالم ليجهر بالحقيقة ويقبل بالمجاهدين العرب والمسلمين من ضرورة ونكاية بالغرب وخذلانه, وفي العامية نقول "عليّ وعلى أعدائي" ...

أخونا الشيخ المجاهد محمود الحامد ابن العلامة محمد الحامد رحمه الله نفر إلى الشام للجهاد مع أحرار الشام وقد جاوز السبعين, حكى لي صاحبه فقال :       

الشيخ "يطلب منهم -أي المجاهدين- كل يوم بالقيام بمعركه -ويردد- النظام منهار هيا بنا نهجم عليه في حماه و دمشق, ويريد المشاركه بالصفوف الاولى مما يسبب بعض الاعاقه لهم ولا يراعي صحته وعندما يقولون لا يوجد ذخيره يغضب و يقول نقاتل فنغنم يقاتل معهم و يحثهم يوميا على القيام بمعارك ويرفض الجلوس اوالمرابطه فقط يريد القتال و الله المستعان..." انتهى بحروفه فأين الشباب أين شباب المسلمين ؟؟؟