السيسي ينزل قواته في الميادين والساحات لمنع المظاهرات

السيسي ينزل قواته في الميادين والساحات لمنع المظاهرات الرافضة للانقلاب على الشرعية والديمقراطية بحلول ذكرى ثورة يناير

لا زال متزعم الانقلاب يتمادى في استبداده ،ويريد فرض نفسه على الشعب المصري بقوة الحديد والنار . وكعادة كل نظام شمولي مستبد لجأ السيسي إلى أسلوب التضليل حيث فبرك هجوم الهرم، وأزهقت مخابراته الإجرامية أرواحا بريئة في هذا الهجوم ليجعل منه ذريعة لنشر قواته في الساحات والميادين والشوارع بمناسبة حلول ذكرى ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم العسكر المستبد ، وأفضت إلى حكم مدني ديمقراطي لأول مرة في تاريخ مصر والذي سرعان ما انقلب عليه فلول النظام المنهار لأن حكم العسكر المستبد متجذر في مصر وضباطه يمتصون خيرات البلاد ويجوعون شعب الغلبة . وبمجرد حدوث هجوم الهرم سارع السيسي لاتهام جماعة الإخوان المسلمين التي تبرأت قياداتها من هذا الهجوم لأن هذه الجماعة لا تتبنى في منهجها العنف ، وهو أمر معروف عنها منذ نشأتها ، ولا يرد العنف في بياناتها التي لا تخفى على أحد وهي منشورة ومتداولة بين الناس . ولو كان العنف منهج هذه الجماعة لما تأخرت في ممارسته وقد انقلب السيسي على رئيس ينتمي إلى حزب له صلة بها . ومعلوم أن الإرهاب الموجود في مصر إنما هو إرهاب العسكر الذي يتحكم فيه السيسي والذي يعيث في مصر فسادا تقتيلا واعتقالا وتعذيبا واغتصابا . ولا يمر يوم دون أن يسمع الرأي العام  العالمي بالتنكيل بالشعب الرافض للانقلاب خصوصا أمام صمت الدول الغربية وبعض الدول العربية التي خططت للانقلاب ومولته من أجل منع  قيام نظام مدني ديمقراطي في مصر التي شلت منذ معاهدة كامب دافيد وعزلت عن الوطن العربي لفائدة أمن وسلام الكيان الصهيوني . ومعلوم أن السبب في الانقلاب على حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين هو موقف هذه الجماعة من الكيان الصهيوني . ويعيش الانقلابيون قلقا شديدا بسبب خروج المصريين للتظاهر يوميا ضد الانقلاب وهم يحملون صور الرئيس السجين محمد مرسي ويرفعون شعار ميدان رابعة العدوية . ولقد باتت صور الرئيس مرسي وشعار رابعة تهدد الانقلابيين لأن ذلك يعني تشبث الشعب المصري بالديمقراطية والشرعية . ويتعامل الانقلابيون مع المظاهرات السلمية بأقصى درجات القسوة والبطش ، ويعامل المتظاهرون وكأنهم يحملون أسلحة وليس صورا وشعارات. وتطالعنا وسائل الإعلام يوميا بأحكام قاسية تصدرها المحاكم المدنية والعسكرية على حد سواء ضد رافضي الانقلاب . ومن أجل ذر الرماد في العيون يتظاهر الانقلابيون بخوض حرب في سيناء ضد  التنظيم الإرهابي المسمى داعش خصوصا وأن العالم كله يخوض حربا ضد هذا التنظيم الخارج عن القانون والمرتكب لأفظع الجرائم ضد الإنسانية والمسيء لدين الإسلام الذي هو دين أمن وسلام . ويحاول النظام تصفية حسابه مع حزب الحرية والعدالة  المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين من خلال نسبة هذه الجماعة زورا وبهتانا لتنظيم داعش المصنوع مخابراتيا من أجل اتخاذ محاربته ذريعة لمنع أحزاب إسلامية من الوصول إلى مراكز القرار بالرغم من تبرؤ هذه الأحزاب من هذا التنظيم الإجرامي والذي تصفه بالتيار الخارجي التكفيري . ويتخوف الانقلابيون  كثيرا من عودة ثورة 25 يناير ، ويراهنون على عنصر الزمن لإبعاد الشعب المصري عن روح هذه الثورة التي خلصته من حكم العسكر المستبد وجعلته يعيش لأول مرة تجربة ديمقراطية حقيقية ، وينتقل من الحكم العسكري الجائر وغير الشرعي إلى حكم مدني شرعي اكتسب شرعيته من انتخابات نزيهة بشهادة العالم بأسره . ولا شك أن رهان الانقلابيين على تراخي الزمن  لإبعاد الشعب المصري المقهور عن مطلب الحرية والديمقراطية الذي جاءت بهما ثورة 25 يناير رهان خاسر لما يتميز به هذا الشعب من وعي سياسي كبير  يجعل عزيمته أقوى من أن يبليها الزمن . ولن يرضى أبدا هذا الشعب الأصيل أن يظل تحت نير نظام عسكري مستبد همه حراسة الكيان الصهيوني ونهب خيرات مصر . ولا يخلو بيت مصري من روح ثورة يناير، وهي ثورة لا يمكن أن تخبو جذوتها حتى تعود الديمقراطية والشرعية إلى مصر التي تعرف بأرض الكنانة ، والكنانة لا تسمى كنانة إلا بنبلها . وإن الانقلابيين يضيقون الخناق على أنفسهم يوما بعد يوم بنهج سياسة القبضة الحديدية لأن الأنظمة الغربية التي ساعدتهم على الانقلاب على الديمقراطية والشرعية ستتخلى عنهم لا محالة عندما تتوقف مصالحها على رحيلهم أو محاكمتهم ، والشواهد على تخلي هذه الأنظمة على مرتزقتها كثيرة . وعلى الشعب المصري أن يصبر على ما ابتلي به، وقد وعد الله عز وجل الصابرين بالنصر والتمكين لأنه سبحانه وتعالى رب المستضعفين الذين وعدهم بمنته إمامة وتمكينا كما وعد المستكبرين بما يسوءهم مما يحذرون من المستضعفين .

وسوم: العدد 652