بيان المجلس التنسيقي حول الأحداث الأخيرة في العراق و سوريا

بيان المجلس التنسيقي

حول الأحداث الأخيرة في العراق و سوريا

يتابع المجلس التنسيقي للمنظمات والجمعيات الإسلامية في النمسا بقلق ودهشة بالغة ما تروج له بعض وسائل الإعلام العالمية  والنمساوية وفي مقدمتها هيئة الإذاعة والتلفزة الرسمية ORF من أن الحراك الثوري الشعبي الداعي الى التحرر في سوريا ومؤخراً في العراق مرتبط بأعمال ومنظمات  إرهابية. 

 إن تصوير ما يحدث الآن في العراق على أنه أعمال إرهابية يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي، إنما هو تجن على الحقيقة وافتئات على ثورة الشعب العراقي ضد الظلم والطغيان، وهي الثورة التي بدأت سلمية في ساحات العديد من المدن العراقية منذ ما يربو من عامين. 

 ومن المعروف أن دولة إيران  وجهات استخباراتية محسوبة على دول بعينها، تقوم بتمويل تحركات هذا التنظيم الإرهابي المعروف باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". كما أن المتابع يدرك بسهولة ما يقوم به هذا التنظيم من دعم ومساندة لنظام الأسد القمعي في سوريا، وليس أدل على ذلك من قيام  أعضاء هذا التنظيم باقتحام ومحاصرة قرى ومدن سورية تحررت من ربقة النظام السوري وساموا أهلها سوء العذاب. وهو الدور ذاته الذي يراد له أن يمارسه في العراق.

  إن الغرض الأساسي لهذا التنظيم الإرهابي هو تشويه أي عمل ثوري تحرري تقوم به جموع المواطنين السلميين في كل من سوريا والعراق، ووأد الثورات العربية على الأنظمة القمعية والديكتاتورية.

ومما يؤسف له أن الإرهاب أصبح تهمة جاهزة تُلصق بأي معارض للأنظمة القمعية الديكتاتورية أو بأي جهة أو شخص يحاول أن يقف ضد القتل العشوائي للمدنيين العُزّل.

 ويتضح جليا أن السبب الأساسي لتجاهل الدول الكبرى لأعمال القتل اليومي بحق المدنيين العُزّل في سوريا والعراق، يرجع إلى تفاهمات سياسية عالمية تقوم على مصالح غير نظيفة لبعض دول المنطقة والقوى العالمية.

وبهذا الصدد فإن المجلس التنسيقي اذ يرحب بالجهود الدبلوماسية التي تبذل لحل المشاكل المحيطة بالملف النووي الإيراني، غير أنه من غير المقبول بحال أن تكون دماء المدنيين في العراق وسوريا هي الفاتورة مستحقة الدفع لإيجاد الحلول بهذا الشأن.

 إن المحاولات الحثيثة لجبر كسر نظام الأسد وتجميل صورته الدموية في وسائل الإعلام، وما يتم من تجاهل  لمئات الآلاف الضحايا من المدنيين، لهو أمر غير مقبول أخلاقيا وإنسانيا، ناهيك عن  مكافأة هذا النظام الوحشي على الموافقة بتسليم جزء من أسلحته الكيماوية التي قتل فيها الآلاف من المدنيين  بدم بارد تحت سمع وبصر العالم أجمع.

 إن أي حدث في مكان منزو يتردد صداه اليوم بجنبات العالم بسرعة فائقة، فلم يعد من المتصور العيش بمعزل عما يدور بالعالم من أحداث. ولم يعد هناك مجال لعدم الاكتراث بالكوارث الإنسانية المؤلمة، كالتي تعيشها كل من سوريا والعراق اليوم.

وعندنا تتخلى الحكومات عن مسؤولياتها وتبتعد وسائل الإعلام عن الحيادية والموضوعية في عرض الأخبار، فإن ذلك يفتح بابا واسعا أمام المتطرفين من جميع الأطياف لنقل واختلاق الأخبار عبر وسائط الإعلام البديل من شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها، مؤثرين بذلك على قليلي الخبرة من الشباب والمراهقين، وهو ما اتضح جليا مؤخرا في النمسا وبعض الدول الأوروبية، من اصطياد تنظيمات إرهابية لمراهقين أوروبيين بحجة مساندة المظلومين في سوريا.

 وإن المجلس يهيب بوسائل الإعلام و النمساوية خاصة تحري المهنية والدقة فيما تنشر من أخبار وأن تستقي معلوماتها من جهات موثوق منها وتتمتع بالحيادية، بدلا من اللهجة المتجنية على نضال الشعوب العربية عاما تلو الاخر.

ونربأ بوسائل الإعلام النمساوية أن تتحول إلى بوق دعائي يعزف لحنا واحدا مع إعلام الأنظمة القمعية بالمنطقة، او أن يقتصر دورها الإعلامي على ترجمة تقارير جاهزة لصحف أو محطات معروفة بانحيازها ضد تطلعات الشعوب للتحرر.

الأمانة العامة للمجلس التنسيقي للمؤسسات والجمعيات الإسلامية في النمسا

فيينا في 18.06.2014