هل بتشكيل حكومة وفاق وطنية ليبية ، يبتعد شبح الضربة العسكرية المحتملة ؟

إن خبر الإعلان عن تشكيل حكومة وفاق وطنية ليبية مصعرة  برئاسة فايز السراج ، لخطوة في الاتجاه الصحيح ، إذ تعتبر مشجعة في مسار التنفيذ و تفعيل الاتفاق  السياسي الليبي  الذي وقعته كل الأطراف السياسية  الليبية  في السابع عشر من ديسمبر 2015 بالمغرب الشقيق  حيث  احتضنت المغرب مشاورات  الأطراف الليبية  بعد انتهاء  المفاوضات في ديسمبر  الماضي ،و قد لعبت  الرباط  دورا استراتيجيا في تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع الليبي – الليبي .

هذا و قد اختار الليبيون  المملكة المغربية لتكون  أرضا محايدة  للتفاوض حول مستقبل ليبيا  السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي  و وفرت الرباط  أرضية  ملائمة  لتسهيل  مهام كل الأطراف  الليبية للخروج بحل للأزمة القائمة  بعيدا عن التشنج والمماطلة و لي العصي و التفكير في مستقبل شعب يريد الأمن و الأمان  بعد إن غير نظام الاستبداد  و القهر في عهد " القذافي" ، لتنعم  ليبيا بالحرية و الديمقراطية ، و تقي البلاد من حرب دامية  قد تأتي على الأخضر و اليابس ، هي في غنى عنها، وما يأتي من تهديدات عسكرية غربية محتملة  .

المملكة المغربية عبرت عن تأييدها، لإعلان تشكيل حكومة وفاق وطني مصغرة، برئاسة فايز السراج. و كل  البلدان العربية و حتى الأوربية  عبروا عن تأييدهم لهذا الاتفاق السياسي الليبي .

الجدير بالذكر أن الرباط لعبت دورا استراتيجيا في تقريب وجهات النظر، بين أطراف النزاع الليبي، في كواليس المفاوضات. واختار الليبيون المغرب بشكل إرادي لتكون أرضا محايدة للتفاوض، حول مستقبل سياسي يجمع كل الليبيين . هذا و قد وفرت الرباط ، كل الدعم السياسي والتسهيلات للوفود الليبية، خلال تنقلاتها بين ليبيا والمغرب، وخلال إقامتها لأشهر طويلة، وتفاوضها في منتجع "الصخيرات " في ضواحي العاصمة الرباط .

 و للتذكير فان الرئيس التونسي "الباجي قائد السبسي" أكد خلال استقباله وفدين يمثلان المؤتمر الوطني الليبي العام  و مجلس النواب الليبي المنحل دعم  تونس للاتفاق  مشددا على أهمية الالتزام  بالاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه برعاية  أممية و دعا خاصة كل الإطراف  الليبية إلى التوصل مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا  "مارتن كوبلر" و الإسراع في تنفيذ بنود الاتفاق و تشكيل حكومة وفاق وطني .

فهل يمكن القول أن ليبيا  بهذا الاتفاق قد  تقي البلاد و العباد أهوال  حرب  متوقعة  بين الحين و الآخر، بتعلة ضرب تنظيم  داعش الإرهابي  المنتشر بمدينة سرت  الليبية  ؟ هذا ما ستكفله لنا الأيام .

وسوم: العدد 655