هكذا يعود المستوطنين الأسرى إلى أهلهم ..؟؟

هكذا يعود المستوطنين الأسرى إلى أهلهم ..؟؟

د. هاني العقاد

تعتقد اسرائيل أنها وبكل قواتها البرية والبحرية والجوية والالكترونية تستطيع ان تحقق الامن والاستقرار لكل الإسرائيليين وتمارس في نفس الوقت الاحتلال والقتل والاغتصاب ومصادرة الاراضي والاستيطان وبناء عشرات الالاف من الوحدات السكنية في القدس على اعتقاد انها ستغير الجغرافيا لمنع إقامة دولة فلسطينية , مضي على اغتصاب الارض وممارسة الاحتلال اكثر من ثمانية عقود حتى الان , اسرائيل وبكل جبروتها تحاول الحصول على الامن والاستقرار دون فائدة ,واليوم تزداد وتيرة تطرف نتنياهو ليزيد الطين بلة وينشر الحرب والحقد والكراهية لكنة سيفشل في النهاية من الحصول على ما يريد لأنه قائم على الحل العنصري المتطرف وليس الحل الاخلاقي المنطقي الذي يتيح للشعبين ان يعشوا في أمن واستقرار وسلام ينمو ويترعرع معه الانسان, اليوم يقرأ الجميع نتائج تطرف نتنياهو, جنود يختطفون هنا و هناك ,فقدان السيطرة على الضفة الغربية ,غزة تعود للحضن  الفلسطيني رغم عن انفه, العالم يقاطع اسرائيل , لا يعرف نتنياهو ان التطرف كان مفيدأً للفلسطينيين ...!

الاسبوع الماضي اختفت اثار ثلاث مستوطنين مغتصبين قتلة في الخليل , بالطبع قامت الدنيا ولم تقعد حتى الان , انتشرت الالاف من قوات الاحتلال الاسرائيلي من كافة التشكيلات حتى الكلاب  في كافة محافظات الضفة الغربية, الخليل الساحة الساخنة جدا كان لها نصيبها الاول من القمع والاغتصاب والاعتقال الانتقامي الذي تقدم عليه تلك القوات لقادة المقاومة الفلسطينية والنشطاء , فتشت كل البيوت حتى المقابر والبراري والكهوف والجبال , اغلقت غزة  بالكامل ومنعت أي بضائع من الدخول اليها عبر بوابات المعتقل الكبير التي اسستها لهذا الغرض واطلقت عليها المعابر كفعل احترازي لعدم تمكن الخاطفين من نقل المختطفين الاسري الى غزة , منع التنقل والسفر من والى الخليل مع ابقاء الحواجز والممرات مغلقة بين مدن الضفة الغربية, وظفت اسرائيل كل عناصرها الاستخبارية واجهزة التجسس الإلكترونية وصودرت كاميرات المراقبة من كل مكان  دون ان يتوفر أي معلومة تفيد ان الجنود الإسرائيليين المختفيين على قيد الحياة .

الحكومة الاسرائيلية اتصلت فور فقدانها المستوطنين الثلاثة بالأمريكان ليجدوا طريقا مع الفلسطينيين يمكن ان يوصلهم الى طرف خيط وخاصة ان احد الجنود المختفين يحمل الجنسية الامريكية , البريطانيين عرضوا المساعدة في البحث عن هؤلاء الجنود , الامن القومي المصري أعلن انه يحاول ايجاد حلول بعد التأكد من اختطاف الجنود الإسرائيليين ,الكابينت الاسرائيلي في حالة انعقاد على مدار الساعة والجميع يعمل بعكس الطريق التي تعيد الجنود الاسري الى اهلهم ويستخدموا نفس الاساليب التي استخدموها مئات المرات ,اساليب الاستخبارات والقوة العسكرية والاعتقالات والاغلاقات وضرب غزة بالصواريخ على اعتقاد ان الجنود سيعودا نتيجة لهذا , لكنهم لم يتعلموا الدرس من القضايا المشابه التي سبقت , يعتقد الجيش انه بقوته سوف يعثر على المختطفين وهذا احتمال معدوم لان الفعل الاسرائيلي المتطرف هو الذي قاد لمثل هذه العملية المعقدة وقد يقود لعلميات خطف اخري في اماكن اخري , خمسة الالاف وخمس مائة مختطف فلسطيني يقبعون في اكثر من ثلاثين معتقل علني وسري بإسرائيل, أكثر من ثلاثمائة اسير اداري يضربوا عن الطعام احتجاجا على قانون اعتقالهم الذي ينفذه الجنود الاسرائيليون دون محاكم حقيقية ,هؤلاء الاسري يطالبوا مصلحة السجون توجيه لوائح اتهام لهم وانهاء حكاية الاعتقال الاداري واحترامهم كأدميين دون جدوي, الاسري المرضي يموتون في المعتقلات وغرف العزل الانفرادي دون علاج ,قانون الاطعام الاجباري قد ينفذ خلال الساعات القادمة وبعض الاسري المضربين عن الطعام قد يستشهدوا بين الفينة والأخرى .

حان الوقت لتفكر اسرائيل بعكس طريقتها العدائية والعنصرية القائمة على استخدام القوة و الحرب , حان وقت الحقيقة , إذا ارادت اسرائيل ان يعود المختطفين وينتشر الامن والاستقرار ويعيش الشعبين متمتعين بهذا الامن عليها ان تقر بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة وتطلق سراح الاسري الإداريين والمرضي في خطوة عاجلة تقول للعالم ان غير ذلك لن يأتي بنتائج مع الفلسطينيين اصحاب الارض الاصليين , وبات ضروريا على الجمهور الاسرائيلي ان يعرف ان حكومة التطرف التي يقودها نتنياهو تزيد العداء وقد يختطف جنود اخرين او تتفجر الاوضاع بالضفة وغزة بسبب اقدام اسرائيل على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في غزة انتقاما من قادة الشعب الفلسطيني ,لكن في النهاية لن يعود الجنود الاسرائيليين المختطفين ان كانوا بحوزة المقاومة الفلسطينية الا بإغلاق ملف الاعتقال الاداري نهائيا واطلاق سراح كافة المعتقلين والاسري  القدامى وحتى الاسري الذين اختطفوا ليلة الامس , وان كانت حكومة التطرف تعتبر هذه هزيمة لها امام الفلسطينيين فإن الاحتلال واجراءاته احادية الجانب ستقود الى هزيمة اكبر يصعب معها احلال السلام الحقيقي وانهاء الصراع بالتالي سيفشل مشروع نتنياهو في استخدام التطرف للحفاظ على دولة  اسرائيل  كيان مسالم يرغب في العيش بالتساوي مع باقي شعوب المنطقة في أمن واستقرار.