في ذكرى استقلال البلاد الستين، تونس اليوم ليست كتونس الأمس

( فى مثل هذا اليوم 20 مارس آذار عام 1956 حصلت تونس على استقلالها عن فرنسا بعد فترة استعمار دامت طويلا، بعد أن فرض عليها الحماية الفرنسية بموجب معاهدة باردو فى 12 مايو 1881، ومن ثم تُبعَت بمعاهدة المرسى 1883، وتعتبر النص المكمل لمعاهدة باردو لترسيخ الإدارة الاستعمارية، ووضعها الإطار القانونى الذى تحتاجه فرنسا كى تدير الشؤون الداخلية للبلاد التونسية كما تشاء، فاستعملت عبارة "الحماية" فى الاتفاقية بوضوح تعريفا للمؤسسة المحدثة.

وتهدف الاتفاقية إلى إعلان السلطة المطلقة لفرنسا فى البلاد التونسية و نهب خيرات الشعب و ثروات البلاد  ولكن الشعب رفض  الاحتلال و بدأ يناضل  من أجل تطهير البلاد من المستعمر وعرض  الزعيم بورقيبة قضية  تونس لدى هيئة الأمم المتحدة  1951 – 1952  تهيأت الظروف للمطالبة بالاعتراف باستقلال  تونس بعد كفاح مرير و تضحيات جسام  فسافر بورقيبة  لمقابلة رئيس الحكومة الفرنسي "غي مولي" للتفاوض في المطلب التونسي و التوقيع على اتفاق اعتراف فرنساباستقلال تونس و ممارستها لمسئولياتها فى ميادين الشئون الخارجية والأمن والدفاع وتشكيل جيش وطنى تونسى نحن نفخر به  الآن)

اليوم و بعد ثورة الحرية و الكرامة  و ما تشهده البلاد من  تهديدات إرهابية جبانة ، هاهي تونس تبرهن  للعالم أنها ما تزال موجودة بيقظتها على سيادتها والحفاظ على استقلالها، فخورة برجال و نساء و شباب فيهم من قدم حياته فداء لها و استشهدوا من أجلها لتبقى دائما شامحة ، يرفرف علمها في كل المحافل الدولية عاليا و هي حرة منيعة  .

تونس الجميلة  و هي تعيش أجواء الديمقراطية  تحتفل بمرور 60 عاما على استقلالها  و الاحتفال بهذا الحدث التاريخي الكبير له دلالة خاصة لدى كل التونسيين، بما يرمز إليه من استرجاع حرية الوطن و كرامة الشعب الذي ناضل و قدم تضحيات جسام من أجل بناء دولته المستقلة و قدم العديد من الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم و أرواحهم من أجل تونس. و أن صيانة مكاسب الاستقلال جهد يومي لا يقل شرفا عن النضال .

فتونس اليوم ليست كتونس الأمس ،  دخلت تونس طورا تحديثيا و حققت عديد المكاسب و الإنجازات في شتى المجالات و صونا لاستقلالها ولحرية قرارها الوطني تتميز ذكرى الاستقلال الخالدة بإقدام تونس على مرحلة هامة تقترن بالشروع في تنفيذ عديد المشاريع التنموية  في الجهات و خلق مواطن شغل للشباب العاطل عن العمل و خاصة من ذوي الشهادات العليا وبمشاركة مكونات المجتمع المدني والأطراف الفاعلة و في مقدمتهم الأحزاب و المنظمات و الجمعيات. 

و بمناسبة الذكرى الـ 60 لاستقلال البلاد هاهو الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية يعفي عن عدد من المساجين و يقرر انجاز مُرَكَّب جامعي تونسي ألماني في جهة بن عروس جنوب العاصمة تونس  .

وسوم: العدد 660