تغطية المهرجان الشعري

في أمسية ماتعة شائقة من أمسيات رابطة الأدب الإسلامي مكتب الأردن الإقليمي، وبإدارة مُحكمة من أمين سرّ الرابطة الدكتور عبد الله الخطيب، أقيم مهرجان شعري بعنوان (قداسة الدين والوطن)، حضره جمهور عريض من محبي الأدب الإسلامي، وصدح فيه عدد من شعراء الرابطة حيث غردوا بمعاني الحب للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ذكرى الإسراء والمعراج، وعبروا عن معاني انتمائهم للأرض والوطن في ذكرى استقلال الأردن، وأنشدوا للقدس وفلسطين في ذكرى النكبة، حيث باح الشعراء بأحزانهم، عبروا عما يجيش في أنفسهم في ذكرى قدس الأقداس الذي وقع في قبضة اليهود منذ العام 1967م.

افتتحت الأمسية بكلمة ترحيبية من رئيس الرابطة المنتخب الدكتور كمال مقابلة الذي رحب بالحضور وحيا جمهور الرابطة، واستهل حديثه بالربط بين المناسبات الثلاث: الإسراء والأقصى واستقلال الوطن. وبين الدكتور مقابلة أن ما حققه المكتب من نجاح لا يُعزى لفرد ولا لهيئة إدارية إنما هو بتضافر الجهود من أعضاء الهيئة العامة، وبتكامل مع جمهور الرابطة ومحبي الأدب الإسلامي، مشيرا إلى أن الهيئة الإدارية مرآة تعكس منجزات أعضاء الهيئة العامة. وقد عرّج الدكتور مقابلة على خطة الهيئة الإدارية للعام المقبل وللأعوام الثلاثة القادمة، مبيناً أن شعار المرحلة القادمة هو الانفتاح على الهيئات الثقافية والمؤسسات العلمية، والجامعات في أنحاء الوطن. وختم الدكتور مقابلة حديثه بتوجيه الشكر للهيئات الإدارية السابقة وخص رؤساء الرابطة السابقين بالشكر والثناء.

بعد ذلك اعتلى المنصة فارس الرابطة وشاعرها الكبير علي فهيم الكيلاني، حيث أمتع الجمهور وشنّف آذانهم  برائعته (القدس)، قال فيها:

 أغفو وملء جفوني هواها        يجافي منامي ويوقظ وغري

يفر من الشوق شجو المشوق     إلى أمل يستبد بكبر

سأبقى على وصلها قائما          على عهد ربي بسري وجهري

فيا سيدي ورسول الهدى          ويا خير داع إلى كل خير

بك الله أسرى إلى قدسه            وليس إلى أي مصر وقطر

فوا خجلا منك يا سيدي            أضعنا سُراك بوهن وهجر

ثم اعتلى المنصة فارس من فرسان الكلمة الدكتور ناصر شبانة حيث صدح في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمدا على لازمة المقطع الرائعة (أحبك والله أعلم)، قال فيها:

أحبك والله أعلم ، وإن كان للقلب جرح فإنك للجرح بلسم

أحبك والله أعلم بما في الفؤاد من الشوق .. ما في الفؤاد من التوق

ما في الفؤاد من الياسمين المتيم .. أحبك والله أعلم

ولولاك ما طاب عيش .. ولا شعّ نجم

ولا كان بين السماوات والأرض سلّم

أحبك والله أعلم

بعد ذلك استلم المنصة شاعر الرابطة وغزالها الأسمر الشاعر المطبوع سعيد يعقوب، الذي طوّف بالحضور بين معاني حب الأوطان والانتماء إليها، وعبّر عن تعلقه بوطنه الأردن فعبّر عن معاني الاستقلال قائلا:

يحق لمثلك أن يتيه ويفخرا               وعلى النجوم الزُهر أن يتكبّرا

أردن يا أرض المكارم والعلا           فيك السماء تودّ لو كانت قرى

أولست أزكى تربة أولست أسمى       غاية أولست أنقى جوهرا

أعياد مجدك أقبلت قم حيّها               مترنما متبسما مستبشرا

وبعيد الاستقلال ته فخرا فقد             نظر الزمان به لقدرك مكبرا

عنوان عزتنا ومبعث فخرنا              يوم به كنا الأعز الأقدرا

وكان للشباب الواعد نصيب من البوح، حيث صدح الشاعر الشاب طارق دراغمة مرتجلا أبياتا حلّق بها في سماء القدس، وسبح فيها في دلالات الإسراء، قال:

فاح اسمها في الصدر شعرا من ألم

وخططتها بين السطور كلحن عشق من نغم

فهي الجميلة درة الأكوان نرجسة الوطن

وتغنّى بعمان قائلا:

عمان يا ظل الله فوق غمامتين

من ثغر سُنّي تعطر بالصلاة على النبي

عمان لنا دين .. وعمان فلسطين

وعمان عروس عروس عروبتكم

وعمان تشرين.

وأنشد عضو الهيئة الإدارية الأستاذ الشاعر محمد الخليلي أبيات موشّاة بالحب والشوق، واستلم المنصة من بعده الشاعر المبدع أحمد أبو شاور، حيث أمتع الجمهور برائعته (فلسطين)، قال فيها:

في هجعة الكون بين الليل والفلق          تصحو فلسطين في أنفاسها عبق

على رباها فراديس مضمخة               بطوق زهر يزف الطيب بالعبق

على ثراها ينام المرء ليلته                 فما يقلب في الجنبين من قلق

أم رؤوم تكيل العطف تغدقه               لكل فرد روى الأرجاء بالعرق

قدّم بعده الشاعر محمود إبراهيم قصيدة (واقدساه)، قال فيها:

أرى الإذاعات تعلو اليوم بالخطب       فيكتوي بلظاها فارس العرب

دعوا الكلام وقوموا كي نحررها         فالقدس ضجت من الغوغاء والكذب

هذا ابن صهيون يبغي هدم مسجدنا      ونحن نلهو ونلهو آه واعجبي

مكان مسجدنا يبنون هيكلهم               وا حسرتا على الأقصى ويا غضبي

وكان ختام المسك مع شيخ الشعراء خالد فوزي عبده الذي أمتع الجمهور برائعته (الأقصى يتحدث) قال فيها:

الحق يرنو إلي والقدر                والثأر يبكي الحمى وينتظر

ومنبري المستجير من زمن         يكاد فيه الرجاء ينتحر

طوبى لمن كفه انتضت حجرا       به الحديد العتي ينكسر

يرمية طفل يخوض معتركا          وكم مع الرمي يُقذف العمر

لا تعذلوني إذا بكيت فقد              بكى علي الزمان والبشر

ما نام حق دعا له وطن              فالحق في مقلة الحمى سهر