أي "مناضلة" ..أيها المزورون ؟ حادثة كمشيش..جريمة بشعة فى حق الوطن والفلاحين

التزمت الصمت فى جلال الموت ولم أنطق ببنت شفة عن رحيل شاهندة مقلد

وفى جعبتى شخصياً الكثير ولكن آثرت دفن معلوماتى مع المقبورة الراحلة.

ولكن أن يتم تزييف التاريخ وتتحول الجلادة الى ضحية والمجرمة الى ثورية

ويخلع اليساريون على "السلطوية" لقب "المناضلة" ..فهذا تزوير لابد من الرد عليه لتعلم الأجيال الحالية حقيقة الشخصيات وحقائق الأشياء والتاريخ الحقيقى.

شاهندة مقلد حصلت على حكم قضائى فى في الجنحة رقم 1807 لسنه 2005 مدينة نصر بجلسة 12/3/2005 بسبب تزويرها لحقيقة ما حدث فى كمشيش فى كتابها (من أوراق شاهندة مقلد) وحكمت المحكمة بحبس المتهمة ستة أشهر و كفالة 100 جنية و غرامة خمسة ألاف جنية و إلزامها بان تودي للمدعين بالحق المدني مبلغ 2001 جنية علي سبيل التعويض المدني المؤقت و إلزامها المصاريف و أتعاب المحاماه

وللتوثيق والتاريخ : جاء فى حيثيات حكم المحكمة التي حققت في حوادث التعذيب الذي تمَّ في قرية كمشيش بمحافظة المنوفية برئاسة المستشار عبد الحميد محمود عمر، في صيف العام 1966، واستمر التعذيب فيها حتى العام 1968:

"إن الفترة التي جرت فيها أحداث هذه القضية هي أسوأ فترة مرت بها مصر طيلة تاريخها القديم والحديث.

فهي فترة ذُبحت فيها الحريات، ووطئت فيها أجساد الناس بالنعال، وأقرّ الرجال فيها بالتسمّي بأسماء النساء، ووضعت ألجمة الخيل في فم رب العائلة وكبير الأسرة، ولُطمت الوجوه والرؤوس بالأيدي، كما رُكلت بالأقدام.

وهُتكت أعراض الرجال أمام بعضهم، وجيء بنسائهم أمامهم وهددوا بهتك أعراضهن على مرأى ومسمع منهم، ودُربت الكلاب على مواطئة الرجال.

والمحكمة لا يسعها إلا أن تُسجل أن المخلوق الذي ينسى خالقه، ويأمر الابن أن يصفع وجه أبيه أمام الناس، هو مخلوق وضيع وتافه".

تخيلوا .... هذا التعذيب كان بمعرفة ومن أجل عيون "المناضلة" الراحلة !!

..........................................................

لمن يريد أن يعرف.... مختصر للوقائع التاريخية..

...................................

حادثه كمشيش التى وقعت فى محافظة المنوفية عام 1966 شاهدة على الجريمة الوقحة عندما اقتحمت قوات أمن عبد الناصر إثر مقتل صلاح حسين زوج شاهندة مقلد وكان من الشيوعيين والماركسيين المعروفين وعضو بالاتحاد الاشتراكى فى مشاجرة عائلية عادية ليس لها أى أبعاد سياسية فتم توجيه الاتهام لعائلة الفقى كبار ملاك الأراضى الزراعية بالقرية.

إنها من أكبر المآسى التى لوثت عصر عبدالناصر فهى حادثة مخزية أصدر فيها عبد الناصر الأوامر بالقبض على جميع عائلة الفقى وبعض الفلاحين من أهل كمشيش، وإهانتهم كل ذلك بتحريض من حسين عبدالناصر شقيق عبدالناصر وزوج كريمة عبدالحكيم عامر، وقد صدر الأمر من عبدالحكيم عامر، الذى كلف بدوره شمس بدران، بالقبض على كافه عائله الفقى، وإذاقتهم صنوف العذاب.

هذه الحادثة مأساة تاريخية أهيل عليها تراب الخسة والغدر والتزيف والتزوير حتى انكشفت الغمة وظهرت الحقائق ناصعة تدوى فى الأفاق كالشمس فى كبد السماء

فى عصر عبد الناصر وتحديدًا فى مايو 1966 اقتحمت المباحث الجنائية العسكرية قرية كمشيش إحدى قرى مركز تلا بمحافظة المنوفية وهناك حدثت أكبر مذبحة لكرامة الناس وأعراضهم وذلك على إثر مقتل صلاح حسين زوج شاهندة مقلد والذى قتله أحد أبناء القرية فى مشاجرة عادية.

تحول حادث القتل إلى قضية كبرى تدخل فيها نظام عبد الناصر وأجهزته الأمنية والحربية فالقتيل " زوج شاهندة مقلد " ماركسى وعضو بالاتحاد الاشتراكى وتزعم مجموعة من أهل البلدة كانت على خلاف وعداء مع عائلة الفقى - كبار ملاك الأراضى الزراعية بالقرية .

بعد الحادثة تعرضت عائلة الفقى لاجراءات استثنائية انتزعت منها أراضيها بل انتهى الأمر بإجبار العائلة على ترك البلدة بالكامل حيث قامت شاهندة مقلد زوجة وأهل القتيل باتهام عائلة الفقى لكى تأخذ القضية أبعاداً سياسية أخرى.

وفى نفس الوقت كان نظام عبد الناصر يعانى من مشاكل داخلية وخارجية فاستغل الحادثة على نطاق واسع وتم تصوير الأمر على أنه عودة للإقطاع فدارت عجلة الإعلام الموجه للتأكيد على ذلك، ونوقشت القضية فى مجلس الأمة وتم التنكيل بعائلة الفقى وأهل كمشيش 314 فلاحا –بالقرية فى -حضور حسين عبد الناصر- ثم بالسجن الحربى على مدار عامين، وتتوج هذه الحادثة مجموعة الجرائم البشعة التى ارتكبتها أجهزة عبد الناصر ضد المصريين بدءاً من سحق وتعذيب سجناء الرأى وإهدار كرامتهم مرورًا إلى مذبحة طرة 1957 وكرداسة 1965 وصولا إلى فظائع ما تسمى بلجنة تصفية الإقطاع ومذبحة القضاة 1969.

وسجلت الوقائع الاجرامية حين اقتحم افراد جيش عبد الناصر القرية واعتدوا علي الفلاحين وسحلوا زوجة احدهم وخلعوا ملابسها امام اهل القرية بتحريض من شاهندة مقلد لاذلال الفلاحين ونسائهم.

314 فلاحا من فلاحى كمشيش ونساؤهم تم تعذيبهم عامين كاملين من أجل عيون " شاهندة مقلد" وأمامها حتى تشفى غيظها وتنتقم من الفلاحين الجرابيع .

..................................

وثائق تاريخية على الجريمة...من أوراق القضية

فى أوراق قضية (1976-1978) لمحاكمة المجرمين عن حادث كمشيش:

يوم الثلاثاء 24 يناير سنة 1978 استمر نظر قضية كمشيش هذه أمام محكمة الجنايات لمحاكمة ضباط وجنود عبد الناصر الذين عذبوا أفراد عائلة الفقى .

- كامل حجاج ( فلاح ) ضربوه على قدميه حتى انحلت أظافر قدميه من كثرة الضرب

- وشهد محمد السيد حلاوة بدير مدير الاصلاح الزراعى السابق بالمنوفية أنهم أطلقوا عليه الكلاب المتوحشة تنهش لحمه ، وسمع من الجنود أنهم يأخذون أثنى عشر جنيها شهريا بدل تعذيب

- وشهد فاروق الفقى أن شمس بدران ـ وزير حربية عبد الناصر وحسين عبد الناصر ـ شقيق جمال عبد الناصر ـ حضرا للسجن أكثر من مرة ليعذبه بنفسه

- وشهد المزارع توفيق عبد الستار أن المتهمين الضباط والجنود الذين كانوا يقومون بالتعذيب ـ أمروه أن يلحس الحيطان بلسانه حتى سالت منه الدماء .

- وأن المتهم سعيد بدوى ـ أحد الجنود الذين كانوا يعذبون ـ يبصق فى كوب ماء ويجبر صلاح الفقى على شربه

-وشهد رفعت رمضان المدرس أنهم أمروه أن يبصق على وجه والده فلما رفض ضربوه حتى سقطت أسنانه

ـ وشهد المزارع سعد نصار أنهم ضربوه حتى فقد سمعه .

(كل هؤلاء شهدوا فى جلسة واحدة من جلسات محكمة الجنايات التى كان يحاكم أمامها ضباط وجنود عبد الناصر الذين عذبوا أفراد عائلة الفقى وأصدقاءهم)

ومن الشهادات الموثقة بالقضية :

( شهد كمال الشاذلى الوكيل البرلمانى وعضو مجلس الشعب أنه ذهب الى قرية كمشيش وقابل المتهم الأول بالتعذيب رياض إبراهيم فى منزل صلاح الفقى وقرر له أنه يتولى التحقيق فى هذه القضية وكان نائب الأحكام جلال الديب وكان يسأل فى التحقيق محاميا اسمه عبد الله الفقى ورأسه مربوط بضمادات ورياض عرفه بالمحامى وشتمه أمامه . كما شاهد مجموعة من المواطنين جالسين فى ثلاثة صفوف وحولهم حراس يحملون عصيا وكرابيج فى انتظار دورهم فى التحقيق وقال أنه فهم من كلام رياض ابراهيم أنه مكلف بهذا من المشير عبد الحكيم عامر ـ النائب الأول لرئيس الجمهورية ـ وشمس بدران .

وقال إن شاهنده أرملة صلاح حسين دخلت عليهم وهو مع رياض إبراهيم .

وقال إنه سمع بحضور حسين عبد الناصر الى كمشيش بعد الحادث لصلته بصلاح حسين وزوجته شاهندة مقلد ) .

( وفى نفس الجلسة شهد سالم حسين ناظر زراعة عائلة الفقى أنه أعتقل وأدخل السجن الحربى . وتراهن عليه المتهمون محمد رجب ومحمد موافى ورشاد عبد اللطيف أن يضربه محمد رجب أحد عشر كرباجا وأى ضربه لا تخرج دماء يخسر الرهان . وفقد الرجل رشده وكسب محمد رجب الرهان . ومرة أخرى ضربوه بأيديهم حتى بال على نفسه من قسوة الضرب . هؤلاء هم رجال عبد الناصر ) !!!

ولا تعجب إذا رأيت شاهندة مقلد بصحبة حسين عبد الناصر فى جلسات التحقيق العسكرى وتدخل على ا لمحقق بلا استئذان فهى فى حماية شقيق رئيس الجمهورية . لا تعجب فقد تجاوز الشذوذ كل شىء حتى أصبح هو القاعدة ونقيضه هو الاستثناء ـ لماذا تحضر شاهندة التحقيقات ؟ !!بأية صفة ؟ وعن طريق أى سلطه ؟ ! ولماذا تستقبل فى غرف التحقيق ؟ ! ولماذا تجلس مع المحققين أثناء التحقيق وأثناء تعذيب أفراد عائلة الفقى ؟؟ كل هذه أسئلة لا أظن أن أجوبتها تخفى على أحد . وخاصة إذا كان مرافقها فى الدخول والخروج هو شقيق من حقر كرامة المصرى وأذلها الى الحضيض !!!

وفى نفس القضية شهد مصطفى كامل عزب عضو مجلس أمة سابق :

( أنه ذهب الى كمشيش فوجد بعض الأهالى وهم مربوطون بالحبال انتظارا للتحقيق . وأنه شاهد صلاح الفقى يلبس الطرحة الحريمى ) .

وقال كمال الفقى المحامى عن أحد المعذبين فى قضية كمشيش :

( إن المتهمين نزعوا أظافره بتحريض من شاهنده . وإن هذه القضية وصمة عار على جبين مصر وأنه كان القصد منها مقاومة الحرية والكرامة فى مصر كلها وليست كمشيش فحسب )

......................................

شهادات وطنية....

يقول المفكر الاسلامى خالد محمد خالد رحمه الله :

فأنا مثلاً ، لا أتصور أبداً ان يأمر عبد الناصر بتعذيب المتهم في قضية كمشيش الشهيرة عن طريق الإتيان بكلب مدرب على وطء الرجال ثم تمكينه منه - الأمر الذي أكدته محكمة الجنايات العليا التى قامت بنظر قضايا المتظلمين في عهد الرئيس السابق أنور السادات ونشرت جريدة الأخبار شهادة المحكمة في صفحتها الأولى

كلب يطأ متهماً ، لم يكن هناك حافز للعقل حتى يبحث عن تفاصيل اكثر عن تلك الحادثة اكبر من هذه الجملة الملعونة ، وخاصة أننا عايشنا صنوفاً وانوعاً مختلفة من التعذيب على يد امن الدولة وعصا عماد الكبير مازالت ماثلة أمام الأعين ، ولكن أن يصل التعذيب وامتهان كرامة إنسان مصري لهذه الدرجة ، فهذا بحق غصة فى الحلق ومرارة في النفس .

الكاتب الكبير مصطفى أمين :

جاء الانجليز وظلموا , ولكننى وللاسف يملأ جوانحى عندماأتصور أمورا ً وقعت فى عهد الانجليز, وأقارنها بما وقع فى هذا العقد الذى مضى , أبكى دماً فمثلاُ عندماأقارن قضية "دنشواى" بقضية "كمشيش" أنا قرأت قضية دنشواى وقرأت التاريخ عنها فلم أسمع أن الانجليز ضربوا احد الفلاحين ولا عذبوهم إنما قبضوا عليهم وهو ظلم حقيقة , وحاكموهم –للأسف- أمام أغلبية من القضاه المصريين وحكمت المحكمة باعدام هؤلاء الابرياء حقاً ... وبعد صدور هذا الحكم وتنفيذ احكام الاعدام زلزت بريطانيا لهذا الحكم .. أقول زلزت وزلزل معها عميدها فى مصر اللورد "كرومر" لأنه قضى باعدام اربعه من المزارعين المصريين اتهموا بأنهم قتلوا ثلاثة من الانجليز ووقف المحامى العظيم "مصطفى كامل" يهاجم بريطانيا حتى سحبت بريطانيا "كرومر" من مصر ولجأت الى سياسة الوفاق , أما فى مصر الان فكانت قضية "كمشيش" وجىء بعائلات كريمة هتكت أعراضها وعذب ابناؤها وضربوا حتى قال البرىء منهم أنا قتلت.

وسوم: العدد 671