حقائق لابد من كشفها أمام أبناء شعبنا العراقي وللتاريخ / حلقة ( 1)

مع تواصل الهجمة الفاشية البربرية على مدينة الفلوجة وقذفها بالصواريخ التدميرية الأمريكية والعربية وبأسلحة محرمة دوليا من الجو وبكافة أنواع الأسلحة الأمريكية والإيرانية الفتاكة التي تستخدمها قواتها الصفوية ومليشياتها المذهبية الطائفية الإرهابية من الأرض بعد أن ختم العالم أذنيه بالشمع الأحمرعن سماع حكايتها الحقيقية “الحرب على الإرهاب” هو العنوان الرئيس لحرب الفلوجة ولكن ما جرى ويجري للمدينة المآذن الباسلة هو أشبه بتفجير مدرسة بتلاميذها ومعلميها بهدف القضاءعلى مقتحميها هكذا جرى ويجري تشويه سمعة مدينة الفلوجة ، مدينة المقاومة والإباء والبطولة ، بطريقة بربرية نازية وحشية يُراد من خلالها تبرير كل ما تعرضت وتتعرض له من قتل وإبادة وتدمير وسحق ومحو وتطهيرعرقي بأمتياز،علما لم يفك عنها الحصار أبدا، وتمنع دخول قوافل الإغاثة إليها كل هذا يتم في ظل عمل ماكنة التجهيل والأكاذيب التي دأب النظام الأمريكي الغربي الإرهابي والطائفيون الصفويون الإرهابيون على تغذيتها بالأفكار المستوردة والمعلبة للفاشية الصفوية والإجرام الحاكمة في طهران وقم والتي لا تمت بصلة لتاريخ التعايش الوطني في العراق فالمدينة التي صارت في ماكنة الإعلام المحتل الأمريكي الغازي والغربي الغبي الأنتهازي والإيراني الإرهابي وعملائها في منطقة الغبراء ببغداد موضع لعنة لم تشهد في تاريخها وتاريخ الإنسانية في الكون، وهي واحدة من أقدم مدن بلاد الرافدين، ومن هنا يجب أن يتذكر ويقرأ أبناء شعبنا العراقي والعربي وأحرار العالم في سجل تاريخ مدينة الفلوجة الصامدة حيث لم تجد حادثة واحدة تدل على إرهابية أو عنصرية أو طائفية أهلها سيأتي اليوم الذي يعترف فيه نظام المحاصصة الطائفية والإثنية العميلة وأمريكا بأنهم لم يجدوا تنظيم الدولة الإسلامية، مثل ما لم يجدوا أسلحة الدمار الشامل ( التي لا وجود لها على الإطلاق) وعلاقته مع تنظيم القاعدة بعد أحتلال العراق من قبل الأنكو صهيوني أمريكي إيراني.

هذه هي الفلوجة المجد والشموخ التي دمرها الأحتلال الأميركي، هي مدينة صغيرة في حجمها ولكن كبيرة في شموخها وعزتها تعرضت لحروب بربرية عبر التاريخ ، ظلت تقاوم بروح المقاومة والإباء ولم تنحني رأسها للمحتل الغازي هنا يكمن سر صمودها الأسطوري، ومن هنا نضع الفلوجة في مصاف المدن الكبرى التي قاومت الغزاة، فهي ليست ستالينغراد، ولا حتى طروادة. لا تضاريس أرض فلوجة وعرة ومعقدة، وليس فيها جبال عالية الأرتفاع وليس فيها من الغابات كغابات فيتنام ما يستلزم أحراقها. وهي التي كانت دائماً عنواناً لكرامة والمجد الأمة ورمزاً لصمودها في وجه أعتى دول الإستعمارية القديمة والجديدة المتمثلة بغزاة المحتلين الأمريكي الغربي وأحفاد كسرى المجوسي الحاملين حقدها الدفين على العرب والعروبة . هذه الفلوجة تعرضت لمجازر تلو مجازرعبر التاريخ ، ثم ما لبثت أن أنبعثت كطائر الفينيق، كالشمس التي تستمر في أشراقها المتواصل، الآن تعرضت لتدمير جديد من خلال الحملة المغولية الإرهابية التي شنتها القوات الصفوية ومليشياتها المذهبية الطائفية والإجرامية التي تدور في أجندة التحكم الإيرانية والصهيونية وتحت مظلة القصف الجوي الأميركي الغربي .

مدينة المساجد الشموخ، في كل مرة التي قال أقزام حكومة الأحتلال، حكومة المجرمين القتلة أنهم حرروها، خاب تفكيرهم الإجرامي الدموي لأن الفلوجة لم تكن محتلة كي تحرر، بل ما تعرضت له كان تدميراً ومحواً مبرمجاً وتنكيلاً بها وبأهلها الصامدين تحت حجة "ضرب الإرهاب" ، وهذه لم تكن إلا ذريعة تلطى ورائها هدف تغيير الهوية الوطنية التي تعتبر من أهم عناصر التطهير العرقي الذي يمارسه نظام ولاية الفقيه الظلامية الفاشية في العراق ناهيك عن القتل المتعمد للعرب في كل مدن العراق وأن إستخدام الترهيب والخطف والتهجير والتطهير وكواتم الصوت والنفاق والتضليل لطمس الخصوصية الثقافية العربية وتغيير عادات وتقاليد الأصيلة لأهل بلاد الرافدين. نظام ولاية الفقيه وراء الإصرار على حصار الفلوجة وإبادة أهلها الأبطال الذين كان لهم دوراً تأريخياً في أن يبقى العراق حاميا للوطن العربي. وتبدأ من صفحات التاريخ ، منذ أن أتخذ أبو العباس السفاح منطقة الانبار كمعسكراً له على أن تكون عاصمة للدولة العباسية . وحينما تولى أبو جعفر المنصور الخلافة العباسية وبعد شعوره بخيانة أبو مسلم الخراساني الذي خان الأمويين ليناصر العباسيين لا حباً لهم بل لإضعاف العرب والخلافة الإسلامية ومساعدة أبناء قومه مجوس الفرس في أحتلال الأراضي العربية هكذا كان دور إيران وأتباعها في العراق هدفهم واحد أضعاف وتمزيق العرب والخلافة الإسلامية منذ التاريخ . ففي ثورة رشيد عالي الكيلاني والضباط الأحرار عام 1941 حيث تصدى أحرار الفلوجة للقوات البريطانية الإستعمارية ومنعتهم من الوصول إلى بغداد ومن تقدم صوابها. وذلك عام 2003 كان دور أحرار الفلوجة دوراً مشهوداً في الدفاع عن العراق مما جعل غزاة المحتلين يصبون حقدهم لحد الآن لما تكبدوه من خسائر بالأرواح والمعدات أمام الثوار الأبطال لابد في المستقبل القريب أن نصنع تمثالاً من ذهب يكون أكبر من تمثال "الحرية" في أمريكا لهذه المدينة الباسلة .

منذ عام 1980 كان نظام ولاية الفقيه الإرهابي في إيران يمد جسور علاقته المباشرة مع ما تسمى ب" المعارضة العراقية" التي كانت تمثل "74 حزبا وحركة" حينئذاك ،هذا ما كنا نعرفه في المنفى ويوثق مصداقية قولي، شهادة أخر سفير أميركي للمعارضة العراقية العميلة وهو "مارتن أنديك/ يهودي أسترالي الأصل". وفي نفس الوقت نسقت وتعاونت مع نظام الطائفي الإستبدادي الدموي بدمشق والتي طلبت إيران منه جر نظام القذافي إلى محور أعداء للعراق وشعبه منذ شنت حربها ضد العراق عام 1980 ، ودفعت ب" حزب الدعوة " العميل لتوجه إلى بيروت لكسب العراقيين إلى صفوفه، حيث كانت بيروت ساحة لتواجد العراقيين حينئذاك، ولم يستطع أن يكسب حتى فأره واحدة ، وتحركت مع حركة أمل اللبنانية وما يسمى " حزب الله " اللبناني هما فرعان من فروع الحرس الأثول (الثوري) الإيراني فكانت أول مسلسل عدوانها الإرهابي هو تفجير السفارة العراقية في بيروت .

وسوم: العدد 676