محاولة الانقلاب الدموي التي شرعوا بها هي (الإرهاب) بعينه

فقد كانت على حساب قتل بني جلدتهم!

clip_image001_68735.jpg

مساء البارحة تسببت المحاولة التي بدأها "الانقلاب العسكري" الذي لا فكرة لديه عن القيم الأصيلة التي يتبناها هذا الشعب ولا عن هويته الإسلامية، تسببت كما أي هجوم دموي "إرهابي"، في وقوع مذبحة كان ضحيتها مسلمون أبرياء. جعل هذا الشروع الدموي المتهور بالانقلاب، الجنود الذين هم من أبناء الأمة، في مواجهة، وجها لوجه، مع أبناء الأمة من المسلمين والشرطة، ما تسبب في وفاة مئات الأشخاص وخلّف آلاف الجرحى. وإننا في حزب التحرير/ولاية تركيا ندين بشدة هذا الشروع الدموي بالانقلاب ونرفضه وندعو الله أن يرحم من قُتل فيه من المسلمين.

 ونظرا لانعقاد "مجلس الشورى العسكري الأعلى" الذي كان مفترضا في هذه الأيام، وللقرارات التي كانت ستتخذ، حيث توقع أصحاب الانقلاب العسكري أن تكون ضدهم فتُعرِّض بقاءهم للخطر، عليه فقد قاموا بتصرف استباقي مجنون لا يستند إلى الناس ورغباتهم ولكن إلى الدول الاستعمارية التي تدعمهم، فكان سقوطهم في ذروته عندما وجهوا بنادقهم إلى صدور أبناء أمتهم وقاموا بقصفهم، وليس غريباً سقوطهم لأن أي تحرك لا يمكن أن ينجح رغم أنف الناس.

 كثيرة هي محاولات الانقلاب التي حصلت منذ قيام الجمهورية في تركيا؛ إما لتأمين مصالح شخصية وإما لتحقيق مصالح سياسية للمستعمرين. وليس المهم ما إذا نجحت هذه المحاولات أم لا بقدر أهمية أن هذه الدوافع كلها لم تجلب سوى مزيد من الاستبداد بحق الشعب المسلم في تركيا.

 إن هذه المحاولة لا يمكن أن يكون وراءها حركة غولن، والتي تعرف باسم "الكيان الموازي"، لأن هذا الانقلاب أكبرمن قدرة هذه الحركة، فابحثوا عن القوى المدبرة، ابحثوا عن الجناة الحقيقيين، ابحثوا عن القوى الاستعمارية، فستجدون الجناة يترعرعون بينهم!

 أيها الحكام والقادة! متى ستدركون أن أولئك المستعمرين الذين تتخذونهم أصدقاء هم العدو لهذه الأمة؟ لقد شاهدتم كيف أن هذا الشعب وقف أمام الدبابات بشجاعة، وكيف كانت هتافاته: يا الله يا الله، الله أكبركبيرا، انظروا إلى استجابتهم للصلوات التي دعوتم لها! هم لم يخرجوا للشوارع من أجل الديمقراطية، وإنما خرجوا مع الإسلام ضد العلمانية إذن فلتقفوا أنتم في وجه المستعمرين، قفوا ضد أمريكا وبريطانيا وقوى الاستعمار الأخرى بشجاعة شعبكم الذي تحدى الدبابات! قفوا في وجه أولئك الذين يعادون الإسلام والمسلمين! وعندها فقط ستستحقون شعبا مثل هذا الشعب! وعندها فقط ستؤدون أمانة مناصبكم بحقها.

 أيها المسلمون! احموا دين الله كما حميتم هذه الحكومة من "الانقلاب العسكري"، أظهروا هذه الشجاعة أيضا ضد أولئك الذين يهاجمون الإسلام والمسلمين، وأولئك الذين يتجاهلون ويرفضون أوامر الله تعالى. قولوا لا، للأفكار والأنظمة غير الإسلامية كما قلتم لا "للانقلاب العسكري" أنتم إن شاء الله من تحافظون على ثبات الحق في هذه البلاد العتيدة، وعلى أيديكم إن شاء الله ستقوم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وحكم الإسلام في الأرض من جديد.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

وسوم: العدد 678