كلية الآداب في الجامعة الإسلامية تطلق أسبوع الشعر العربي في يوم الشعر العالمي

لجنة البحث العلمي

كلية الآداب في الجامعة الإسلامية

تطلق أسبوع الشعر العربي

في يوم الشعر العالمي

لجنة البحث العلمي – كلية الآداب

احتفلت لجنة البحث العلمي بكلية الآداب من الجامعة الإسلامية في غزة بيوم الشعر العالمي 21 مارس 2015 ، وأطلقت في تلك المناسبة أسبوع الشعر الثاني، الذي امتد حتى يوم الأحد 29 مارس.

وتم افتتاح الأسبوع بلقاء شعري تم عقده في قاعة طيبة للمؤتمرات بحضور عميد كلية الآداب وأعضاء لجنة البحث العلمي وحشد كبير من طلبة الكلية، وألقى الشاعر كمال غنيم قصيدتين، هما: "صافرات" و"عادت بسلام"، كما ألقى الشاعر عبد الخالق العف قصيدتين، هما: "قرمط"، و"صفد"، واختار الشاعر خضر أبو جحجوح إلقاء مجموعة من البناءات التوقيعية المكثفة وقصيدة "الأفعى والحسون" و"الهدهد"، بينما اختار الشاعر محمد البع قصيدتي "القدس" و"الشهداء".

هذا وقد أشاد عميد كلية الآداب بجهود الشعراء في خدمة قضيتهم العادلة وأثنى على دورهم في تكريس الوعي ونشر ثقافة العودة، واعتبر فعاليات أسبوع الشعر المتنوعة بين الإبداع والأكاديمية والحرص على فتح آفاق أرحب لأجنحة الشعر المحلقة من خلال العمل على بلورة آليات ترجمته والمساهمة في نشره عالميا؛ اعتبر تلك الفعاليات نشاطا مميزاً يلفت النظر ويؤكد على الدور الريادي للجامعة الإسلامية، معتبراً ذلك حلقة متينة من حلقات عطاء كلية الآداب.

وكان الأستاذ الدكتور وليد عامر قد بارك منح بيت فلسطين للشعر الدكتور غنيم لقب شاعر العودة، وثمن دخول الشعراء الثلاثة: غنيم وجحجوح والعف في موسوعة مؤسسة جائزة البابطين الكويتية للشعراء العرب المعاصرين، مؤكدا على أهمية الشعر في تسجيل التاريخ، والتأثير في الواقع، وصناعة المستقبل.

شاعرات غزة

وخصصت لجنة البحث العلمي بكلية الآداب يوم الأحد الموافق 22 مارس 2015، اللقاء الشعري لكوكبة من شاعرات غزة، وتم عقد اللقاء في قاعة طيبة للمؤتمرات بحضور رئيس لجنة البحث العلمي الشاعر أ.د. كمال غنيم وأعضاء لجنة البحث العلمي وحشد كبير من طلبة الكلية، وأكد غنيم في كلمته على تواصل دعم كليته للمشهدين الثقافي والعلمي بكافة الفعاليات التي تسهم في نشر الوعي وتعزيز الإبداع وتمكين اللغة العربية والعلوم الإنسانية من اتخاذ دورها الفاعل في البناء الحضاري والنهوض بالمجتمع، واعتبر سلسلة الفعاليات المتواصلة على مدار الأسبوع برهانا عمليا لتلك الرؤية. وثمّن غنيم الحراك الشعري على صعيد الحركة النسوية، التي لم تشهد حضورا بهذا الزخم من قبل، معتقدا أن الجامعات وعلى رأسها الجامعة الإسلامية أسهمت في خلق الوعي وتهيئة الأجواء للنهوض الإبداعي.

وكانت قد افتتحت اللقاء الشاعرة أمل تحسين أبو عاصي مبينةً دورَ الشعر في دعم صمود غزة، ودور الخيال في اجتياز الحدود والحصار، فالشعراء كما قالت: "يفترشون الأمنيات الضائعة ليبنوا قصورَ الغدِ المشرقِ لأهلِ هذه المدينة، يحفرون ببلَّورِ عرقِهم ينابيعَ الملكوت، يمشطون الرياح، يحرثون البحرَ،  يلتحفون أدمغةَ السماءِ".

ثم أمسكت زمام الكلمة الشاعرة سمية عصام وادي فألقت قصيدةً سيّابةً بثت فيها هموم الواقع الذي وصل إلى حد حرمانها من السفر إلى أبو ظبي للمشاركة في تمثيل فلسطين في برنامج أمير الشعراء. ثم اصطحبت الشاعرة فاطمة الزهراء ضاهر الجمهور في قصيدة، كشفت فيها سرّ الشعر من منظورِها، وعلاقته بالشاعر. وكان للشاعرة الصغيرة زهرة زايد نصيب من البوح، لتلقي نصًّا مضبّبًا بأحلام الطفولة الممزوجة بشيبة الصبار، هنا في غزة، "حلم صغير" كان عنوان النص، ولافتةً عريضة حملتها عيونها الصغيرة. وحلقت الشاعرة إيمان أبو شيحة بقصيدتها "كعبة الروح"، وألقت الشاعرة مريم أبو ناموس نصها الموشّى بروح الصداقة بطريقة الشعر النبطي.

المسرح الشعري

وفي حضور لفيف من المهتمين وطلبة العلم؛ عقدت لجنة البحث العلمي بكلية الآداب يوم الاثنين الموافق 23 مارس 2015 محاضرة ثقافية ناقشت المسرح الشعري في فلسطين، واستعرض رئيس لجنة البحث العلمي أ.د. كمال غنيم في محاضرته العلاقة الوثيقة بين المسرح والشعر منذ نشأة المسرح سواء في الأدب الغربي أو الأدب العربي. وأكد غنيم على عراقة المسرح العربي في فلسطين مبيناً أن أول مسرحية عُرضت في العالم العربي كانت في أريحا بفلسطين عام 1834.

واستعرض غنيم وجوه النشاط البالغ الذي حظي بها المسرح في فلسطين قبل نكبة عام 1948، حيث وصل الأمر إلى اتخاذ قرار بتدريس مسرحية "مصرع كليب" الشعرية للشاعر محيي الدين الحاج عيسى الصفدي كمادة إضافية للمطالعة الشعرية في جميع مدارس فلسطين الثانوية، لكن الهجرة عام 1948 حالت دون تنفيذ ذلك القرار. وكان الصفدي قد جعل محور مسرحيته الشعرية حرب البسوس التي دامت ما يقارب أربعين عاماً بين بكر وتغلب، بعد أن قتل جساس كليباً بجرأته على ناقة جارته.

واستعرض غنيم أبرز كتاب المسرحية الشعرية وأبرز أعمالهم، ومن هؤلاء الشاعر برهان الدين العبوشي الذي كتب مجموعة من المسرحيات: "وطن الشهيد" عام 1947، و"شبح الأندلس 1949"، و"حرب القادسية 1951"، و"الفداء 1956". والشاعر إبراهيم أبو ناب الذي كتب مسرحيته الشعرية "ديك الجن" عام 1952، متناولا فيها مأساة الشاعر عبد السلام بن رغبان الحمصي، الملقب بديك الجن، الذي قتل زوجته وصديقه بناء على وشاية ابن عمه الحاقد.

    و كتب أحمد عبد العزيز حنون عام 1970 مسرحيته الشعرية "ملحمة الحرية"، التي صور فيها فكرة التمييز العنصري، وواقع الصراع بين البيض والسود، وصور في مسرحيته الشعرية الثانية "شعب صامد" المظالم التي قاساها الشعب الفلسطيني، وصمود الشعب ومقاومته للاحتلال البريطاني، ومقاومة المؤامرات الصهيونية، ونكبة عام 1948، وتباشير العمل الفدائي وقلق اليهود، وتمهيدهم لحرب عام 1967، مع تصوير الحالة الاجتماعية في خلال هذه المراحل، وله مسرحية ثالثة بعنوان "الأمير الكندي".

وتوقف غنيم عند جهود معين بسيسو المسرحية مطولاً لأنه أصدر عدة مسرحيات شعرية حظيت بالتمثيل على خشبة المسرح المصري في حينها، وبين اتجاه معين بسيسو إلى الكتاب الأدبي الرمزي الرائع "كليلة ودمنة" في مسرحيته: "محاكمة كتاب كليلة ودمنة"، ليقدم فيها عبد الله بن المقفع للمحاكمة بتهمة الكتابة الرمزية، بما تحمله من غمز ولمز، بالإضافة إلى ما في ذلك من إيحاء بانعدام الحرية في ظل الحكم القائم، مما يعني أن ابن المقفع يمارس بذلك أقسى أنواع النقد للسلطان، ويأتي الهدهد بجرأة وهو يحمل في منقاره عودا من قش، ليساهم في حرق الكتاب، لأنه يعرف نتيجة الحكم الجاهز، فالمحرقة قد أُعدت، والحطب يُجمع بجوار المحكمة، بينما يزيفه القاضي ومن معه بادعاء العدالة، والاستجابة لطلب ابن المقفع بالاستماع للشهود، ولأن الهدهد قد أفشى السر يأمر القاضي بحبسه في قمقم حتى الموت، ويؤجل الحكم المفضوح لصباح اليوم التالي.

واستعرض غنيم مسرحيات هارون هاشم رشيد، منها مسرحية "عاصفة على قصر مسروق" التي صور فيها بزوغ الثورة، ومسرحية "السؤال"، التي يصور فيها أبعاد المؤامرة على تصفية القضية. كما استعرض غنيم مسرحيات سميح القاسم، منها مسرحية "كيف رد الرابي مندل على تلاميذه" قضية الصراع على الأرض بعد ضياعها، وعرض كيفية استدعاء سميح القاسم في مسرحية "قرقاش" شخصية الحاكم قراقوش، الذي اعتبره البعض رمزا للاستبداد.

آليات الترجمة

وفي اليوم الرابع عقدت لجنة البحث العلمي المنبثقة من كلية الآداب في الجامعة الإسلامية لقاء عن الشعر الغربي وآليات الترجمة، وانعقد اللقاء في قاعة المؤتمرات العامة في مبنى طيبة، بحضور الدكتور أكرم حبيب رئيس قسم اللغة الإنجليزية، والدكتور وليد شبير رئيس قسم الخدمة الاجتماعية، والأستاذ الدكتور خضر خضر، والدكتور محمد الحاج أحمد عضوا هيئة التدريس في قسم اللغة الإنجليزية، ولفيف من المهتمين، وجمع من طلبة قسم اللغة الإنجليزية.

وأشار الدكتور حبيب إلى آليات ترجمة الشعر الإنجليزي، وبين أن المترجم يجد صعوبة في الترجمة لأنه يصعب عليه تحديد إحساس الشاعر وشعوره، وأكد على أنه لا بد أن يتحلى مترجم الشعر بحس شعري متخصص، وقرأ الدكتور حبيب قصائداً باللغة الإنجليزية، وترجمها إلى اللغة العربية.

وتحدث الأستاذ الدكتور خضر عن ترجمة الشعر، وخص بالذكر ترجمة قصيدة الأرض اليباب للشاعر الأمريكي توماس ستيرنس إيليوت، وأثنى على براعة الترجمة في القصيدة، وبين الأستاذ الدكتور خضر أن خمسة مترجمين قاموا بترجمة هذه القصيدة من قبل، وكان أفضلها ترجمة الدكتور عبد الواحد لؤلؤة، وتعرض الأستاذ الدكتور خضر إلى ثنايا المعاني داخل القصيدة، وربطها بالتراث العربي والفكري.

وتناول الدكتور الحاج أحمد الصعوبات التي تواجه مترجم الشعر، لأن الشعر هو أحد الأشكال الأدبية، ويتميز عن غيره من الأعمال الأدبية بوجود الجماليات الأدبية فيه، وأفاد الدكتور الحاج أحمد أن نوع اللغة ونوع الشعر والبعد الثقافي والبعد التاريخي تعد من أهم الصعوبات التي تنطوي عليها ترجمة الشعر.

مجموعات شعرية

وفي يوم الأربعاء الموافق 25 مارس 2015، عقدت لجنة البحث العلمي بكلية الآداب حفلَ توقيع مجموعات شعرية جديدة للشعراء: أ.د. كمال غنيم، والدكتور خضر أبو جحجوح، والأستاذ مصطفى منصور، والأستاذ إبراهيم عيسى، والأستاذ جواد الهشيم، وذلك ضمن أسبوع الشعر الذي أطلقته الجامعة بمناسبة يوم الشعر العالمي.

وتم توزيع المجموعات الشعرية الخمسة على الحضور، حيث قدم الشاعر غنيم مجموعتين، الأولى ديوان "شايلوك العصف المأكول"، والثانية الجزء الأول من كتاب "من هنا مروا" الذي يحتوي على موسوعة شعرية تُعرّف بشعراء الجامعة الإسلامية.

وتم توزيع مجموعتي الشاعر د. خضر محمد أبو جحجوح "هديل على سروة الحنين" الصادر عن دار نغم للنشر والتوزيع والمحتوي على ما يزيد عن عشرين قصيدة، إضافة إلى ديوان "للأقصى أنزف شغفي". كما تم توزيع مجموعة الشاعر مصطفى منصور "لن تموتي يا غزة" الصادر عن كلية الزيتونة في أعقاب الحرب الأخيرة، وديوان "ليس غيرك آسري" للشاعر جواد الهشيم، ومجموعة الشاعر إبراهيم  عيسى "ولكن الفجر آت" الصادر ضمن سلسلة كتب المجمع المدرسي المنبثق عن مجمع اللغة العربية الفلسطيني بغزة.

وبين يدي توقيع تلك المجموعات الشعرية في موسم الشعر العالمي صدح الشعراء المحتفى بهم بقصائد جديدة، فألقى أ.د. غنيم قصيدتين: "عشق" و"حيفا"، وباح الشاعر خضر أبوجحجوح بقصيدتيه" "أفتش عنك وعني"، وذكريات، كما صدح الشاعر مصطفى منصور بقصيدتين، والشاعر جواد الهشيم بثلاث قصائد.

واختار بيت فلسطين للشعر هذا اليوم ليمنح الشاعر أ.د. كمال غنيم درع "شاعر العودة" الذي تم منحه لقب شاعر العودة في شهر مارس بين يدي يوم الشعر العالمي، حيث قام الشاعر محمد رباح ممثل بيت فلسطين للشعر في غزة بتسليم الدرع لغنيم، معربا عن تقدير بيت فلسطين للشعر لدوره في مجال إبداع الشعر وفي مجال الدراسات النقدية المتعلقة به وجهوده في تفعيل المشهد الثقافي.

لقاء الجنوب

وضمن فعاليات أسبوع الشعر عقدت لجنة البحث العلمي بكلية الآداب لقاء شعريًا في فرع الجامعة الإسلامية بالجنوب، يوم الأحد الموافق 29 مارس 2015، حيث حضر اللقاء عدد من أساتذة الجامعة، وطلبة فرع الجنوب، وقدم الشعراء قصائدهم التي استحوذت على عواطف الحاضرين.

أدار اللقاء الدكتور خضر محمد أبو جحجوح، الذي بين فكرة أسبوع الشعر وأهمية الاحتفاء به من خلال الوسائل والآليات المتعددة، وأكد على حيوية التفاعل في فرع الجنوب، وأشاد بنشاط كلية الآداب في غزة والجنوب، وقدم عددا من قصائده، هي: الهدهد، ورقصتي الجريحة، وجرح، وموشحة عسقلانية، وسيف الصدى. وألقى الدكتور عبد الفتاح أبو زايدة قصائده: أصابع الفجر، وإشراقة شمس، وخطوة، ونصيحة، وألقى الأستاذ موسى أبو جليدان قصائده: إلى رسول الله، وهموم معلم، وتبت يداك

وفي ختام الأسبوع الشعري شكر رئيس لجنة البحث العلمي أ.د. كمال غنيم جميع من شاركوا في الفعاليات المميزة على مدار الأسبوع، ولم ينس الجنود المجهولين الذين أسهموا في إنجاح الفعاليات ووقفوا وراء تفاصيلها الإعلامية والتحضيرية وعلى رأسهم الأستاذ إياد أبو الحسن، ووعد بأن تواصل كليته فعالياتها على مدار الفصل، واحتفالاتها بيوم الشعر العالمي في السنة القادمة آملا أن تكون سنة خير وعطاء وبذل وأمن واستقرار.