صندوق المخابرات الاسود

اعزائي القرّاء ..

التحليلات السياسية الاخيرة اجمعت على ان الاسد لم يعد  المشكلة في لحلحة الوضع في سوريا  فلم يبق من الاسد سوى هيكله العظمي ملفوفا ببدلة أنيقة مع ربطة عنق فقط، إنما المشكلة بذلك الصندوق الاسود المودع لدى المخابرات والذي يجمع اسرارا 

ورثها الاسد الأب واعطى ميثاقا غليظا لصانعيه الأمريكان والاسرائليين بالمحافظة عليها وكتم إسرارها. فأوكلت له اخطرمهمة وهي تخزين كل الأسرار والفضائح والموءامرات والعماله والتجسس والاغتيالات الذي كان يحتل فيها مرتبة القوادة .

اذن فالصندوق الاسود الاسدي-الدولي  يعتبر (صندوق كنز) تتجمع فيه كل قمامات العالم والتي كان للاسد فيها دورا رئيسياً.

محتويات هذا الصندوق لم تودع في امريكا وان كانت تعرف محتواه كلمة كلمة ، ولكن لماذا ؟

لان وجوده في امريكا يخضع لقوانينها والتي تحتم على المسؤولين الأمريكان بفتحه بعد خمس وعشرين عام لكل وثيقة انتهت سريتها فتم تخزينها عند عميلهم الاسد المحصن .

واليوم الخشية بدت على وجوه المتامرين بعد ان تأكد للجميع ان الاسد انتهى دوره ولكن ماهو مصير صندوقهم الاسود؟ 

فالوثائق في هذا الصندوق لا توفر الحكام العرب واجتماعاتهم مع المسؤولين الصهاينه واجتماعاتهم مع العاهرات من كل دول العالم مثبته بالفديوهات وكذلك العجم وموءامرات المخابرات الغربية والسوفيتية سابقا والروسية لاحقا والمودعة في هذا الصندوق فالكل اذن مجمع على عدم فتح هذا الصندوق حتى لايطال إشعاعاته القاتله الجميع .

ولكن كيف ؟

كان هناك رجال مخابرات أسدية تعرف تماما محتوياته ،ومعالجة هوءلاء سهله فعملية اغتيال تنهي امرهم.

 وفعلا تم تصفية الكثير منهم داخل سوريا وفي لبنان بل وفي بلاد العالم .ولكن بقيت الخشية من تسرب الوثائق خارج الصندوق

فمن هو المسيطر اليوم على هذا الصندوق ؟

المسيطر الان على الصندوق الاسود هو بشار الاسد وأخوه ماهر  واللواء علي مملوك .

فعندما نسمع من بوتين  واوباما تعبير : المحافظة على موءسسات الدوله فانهم يستعملون التعبير الملطف والناعم للصندوق الاسود 

 هذا فيما يتعلق بالصندوق الاسود للموءامرات الخارجية ، ولكن ماذا عن الصندوق الاسود للموءامرات الداخلية؟

اعزائي القرّاء 

خلال سنوات قليلة من تسلم الاسد الأب للسلطة نجح بإنشاء نظام شمولي مخابراتي مغلق أشبه بسيف مسلط على رقاب السوريين يقوم على العنف والجريمة وقتل الأبرياء والتلذذ بعذابات الأطفال والشيوخ والنساء، 

ولإكمال مشروعه في إقامة الدولة البوليسية كان لا بد أن يستند على أشخاص لا يقلِّون عنه إجراماً لتدجين الشعب على إيديولوجيات شمولية تقوم على شعارات وهمية كالمقاومة والممانعة وغيرها من الشعارات الزائفة، بهدف تبرير التسلط وآليات القمع، وإبقاء الشعب في حالة فقر وعوز دائمين حتى يكدح وينشغل بطلب العيش عن طلب المشاركة في الحياة السياسية، وهدم كافة القيم المجتمعية، وادخال البلاد في حالة طوارئ لعشرات السنوات، إلى جانب التدخل في نظام التربية والتعليم ووسائل الاتصال المرئية والمقروءة والمسموعة والسيطرة عليها ومراقبتها وتوجيهها ايديولوجياً، من خلال التعبئة السياسية والنفسية والتأثير في الثقافة والسلوك وكذلك في الحياة السياسية، وتفتيت الدولة السورية وإفراغها من محتواها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية تهيمن على المجتمع ومقدرات الدولة وكافة مفاصل الحياة عن طريق أجهزة قمعية يتم اسناد مهام إدارتها لجلاوزة معروفين بالإجرام ولا يمتلكون الرحمة ولديهم استعداد لعمل كل شيء مقابل الاحتفاظ بمكاسبهم أمثال " رفعت الأسد " و"علي دوبا" و" محمد الخولي" و" علي حيدر" و"غازي كنعان " و" محمد ناصيف" و"بهجت سليمان " و" جامع جامع " و"علي مملوك".

وكما اسلفت فان أغلب هوءلاء تم تصفيتهم  بعد أن انتهت الأدوار المرسومة لهم ويمكن تشبيه دورهم كدور أنثى العنكبوت فبعد التلاقح مع الذكر تقتله مباشرة وتأكله تماما كما حصل مع معظم اصحاب الأسرار المخابراتية وبقي الرجل رقم ٣ في النظام   اللواء " علي مملوك " الذي عمل في بلاط الأسدين (الأب والابن ) منذ العشرينيات من عمره وحتى الآن وهو يملك مع بشار و ماهر مفتاح الماستر لصندوق المخابرات الاسود.

فعلي مملوك  هو الصندوق الأسود بذاته  ويحتفظ  بكافة أسرار مخابرات النظام السوري داخليا وخارجيا وقارياً  على مدار عشرات السنوات الماضية وحتى الآن، وحالياً يمسك بزمام أحد أهم أركان النظام القمعية وهو مكتب الأمن الوطني الذي يشرف على جميع العمليات العسكرية التي تستهدف الشعب السوري، ولم يأت من فراغ تعيينه بهذا المنصب خلفاً لـ اللواء " هشام بختيار" الذي قضى في ما عُرف بــ" تفجير خلية الأزمة " عام 2012، بل هو نتيجة طبيعية لولائه المطلق لعائلة الأسد واعتماد اسرائيل وأمريكا عليه ، فقد ساهم " مملوك" بشكل كبير في تحويل الدولة السورية إلى منظمة بوليسية سرية تطارد كل من يحاول أن يطالب بحقوقه أو يفكر بانتقاد ما تؤول إليه الأمور، فكان وراء اعتقال الآلاف من السوريين وزجهم في سجني صيدنايا وتدمر بعد إصدار أحكام عليهم من خلال محكمة أمن الدولة بدمشق بموجب محاكمات صورية تفتقر إلى أدنى ضمانات التقاضي أو المحاكمة العادلة، إلى جانب إصدار أحكام الموت بحق الكثير من معتقلي الرأي وتنفيذها بدم بارد، إضافة إلى العديد من الاجراءات القمعية الصارمة التي مارسها ضد الشعب السوري ليساهم من خلالها في التحكم بالحياة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والسياسية بما يتناسب مع مصالح عائلة الأسد، وتغييب القانون وانتهاك حقوق الإنسان وحرية التعبير والاعتقاد، وافساد القضاء والإعلام وكافة مرافق الدولة من خلال نشر الفساد الإداري والمالي والأخلاقي. 

مازالت اسرائيل وأمريكا وروسيا تضع خطا احمر على الاقتراب من على مملوك فاسرار موءامراتهم  عنده والصندوق الاسود في حوزته 

وكل اللعبة اليوم على هذا الصندوق المخابراتي ومن سيرثه 

مع تحياتي

وسوم: العدد 685