جواب اعتراض اياد قنيبي ومن خلفه على ميثاق الشرف

عبد الله المنصور الشافعي

جواب اعتراض اياد قنيبي

ومن خلفه على ميثاق الشرف

عبد الله المنصور الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى وهو العليم الحكيم (و ان قلتم فاعدلوا) ان الله عز وجل لم يتعبد عباده بالخوارق و لم يطالبهم أن يكونوا -سوبرمان- بل أناسا عاديين لا يتميزون الا بالايمان و يتحلون بالصبر و مكارم الأخلاق و يتسلحون بعد التقوى بما استطاعوا من قوه و أجاز لهم أن يفروا ان كان عدوهم أكثر من ضعفهم عددا بل أجاز بعض الفقهاء فرار الواحد عن صنوه إذا كان أعتق جوادا وأجود سلاحا،فإننا ولله الحمد أمة عمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون ) وواقعية في نصب الهدف وتحصيله (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضُعفا )و(ضَعفا )و(ضِعافا ),وقد قال المولدون اللغويون بأن الضعف بضم الضاد في الجسم وبنصبها في الرأي .هذه الواقعية التي باتت تسترها عند البعض وتطغى عليها حماسة نابعة من ايمان بلا اتزان .فليس الاسلام دين تحقيق المعجزات ودرك المستحيلات بكلمة التوحيد كما الخلق بكن ,بل هو دين الفطرة الخاضع لقوانين الحياة على الأرض والتي جعلها الله سبحانه سواء للعالمين .فلو أن مؤمنا ورعا لا يحسن السباحة وألقيناه في اليم مع آخر من أشد  العباد طغيانا وفجورا وهو يحسن العوم فإن المسلم سيغرق والفاجر سينجو ،وكذلك لو أن رجلا ضعيفا مسلما صالحا هرما واجه علجا قويا بقوة ماك تايزون في ريعان شبابه فإن العلج سينتصر عليه وفقا لسنة الله في الكون مع القطع بأن الله قادر على قلب الموازين بأن يقضي على العلج بخثرة دم في مهجة فؤاده بهذا تعبدنا الله تعالى بالاعتقاد الجازم بأن الله تعالى قادر على أن ينجي المسلم بتهيئة أسباب السلامة له ويغرق الكافر بتعطيل عوامل النجاة عنده ، ولكن ما بهذا أمرنا ربنا أن نعتمد أو نعول بل أمرنا بالايمان بالقدر جملة وبالعمل وبذل غاية الجد على أن يقع القدر طبقا لناموس الأرض تفصيلا مع الاعتقاد كما أسلفت بأن الله تعالى خالق سلسلة الأسباب والعلل وأن الأمر كله بيده سبحانه وتعالى.فمغالبة القدر بالأقدار من صميم الدين ولم نؤمر بالإستسلام للقدر بل بالايمان به كما لم نؤمر بالإعتماد على خوارق الأقدار بل بالسعي إلى معهود الأقدار مع الأخذ بالأسباب ... وقد انهزم المسلمون وفيهم نبي الله في غزوة أحد لأنهم فرطوا في الأخذ بأحد الأسباب التابعة لسنن الله في الأرض . فلم نؤمر بانتظار المعجزات فشتان بين واجبات القلب وواجبات الجوارح ولا تعارض بينهما ولا بد من اجتماعهما .نعم إن نصرة الله تبارك وتعالى تزداد مع الضرورة والإلجاء ولكن من غير أن يكون ذلك مما نعول عليه وإن كنا نأمله وندعو الله تعالى به وإليه ، ثم إن الله سبحانه بعدله وحكمته جعل الدين يسرا سمحا واسعا ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فلم يتعبد الله سبحانه عباده بالمستحيلات ولم يكلفهم قط بما لا يطاق ولم يأمرهم بأكثر مما يسعهم ويغلب ظنهم أنهم عليه قادرون ، فقد أجاز سبحانه للأسير تحت التعذيب وخشية التبيب أن ينطق بكلمة الكفر والتكذيب فإذا جاز مع القهر والإلجاء كفر أصل الدين والتوحيد أفلا يجوز للأمة اليوم حكومة تقبل بها القوى العظمى القاهرة شاء المعاندون أم أبوا أفلا يتدبرون وبتجاربهم يعتبروا، إن صدام حسين كان يمتلك أقوى جيش عربي ولو قدّر له أن يقاتل الجيش السوري لما صمد له أيام ومع ذلك لم يصمد صدام أمام جيش أمريكا أيام بل إن طريق الموت الشهير والذي خسر فيه الجيش العراقي في بضع ساعات 1400 دبابة متطورة يحكي عجز هذه الأمة التي تستمد قوتها (العسكرية) من عدوها ! فهي لا تحسن صناعة سيارة وليس دبابة والعالم يرسل مكوكا فضائيا لاكتشاف كوكب بلوتو الذي يبعد عن الأرض مليار كم بينما يدعونا ناقد بيان الشرف الدكتور الصيدلاني الحائز على الماجستير من جامعة هيوستن الأمريكية الأردني اياد القنيبي !! في بيان اعتراضه على ميثاق الشرف إلى قطع كل العلاقات الدولية مع العالم أي تماما كما فعلت داعش فلا دراسة رياضيات ولا فيزياء ولا حاجة لمحامين بل جل ما تحتاجه الأمة هو إعادة النظر والدراسة في أحكام الجهر بالتأمين والبسملة والنية وهل يكفر الجاهر في النية (على قول ابن تيمية) أم لا وهل يستتاب منها أم يعجل بذبحه من الوريد للوريد (بناء على شبق البغدادي للدماء) !! هذا ما شرحته مفصلا في مقالتي "المملكة البريطانية" من أن الغرب يريد لهذه الأمة أن تبقى ضمن نطاق الخلاف الفقهي والعقدي وتنشغل به عن النهوض بالبحوث العلمية رغم أن أئمتنا رضوان الله عليهم قد كفونا المؤنة ، ثم إن هؤلاء لا يلهجون بشيء أكثر من لهجهم بالخلافة وبحكم الله وقديما لهج بذلك في وجه عليّ (رضي) قوم لم يزد فعلهم عن الفل في عضد الأمة واليوم يطلع علينا هؤلاء بما يطلعون وهم لا يختلفوا عن داعش في نهجها وعقيدتها شيئا إلا أن داعش ارتضت تعجيل العمل بمعتقداتها وهؤلاء رأو التأجيل فإني أقول لهؤلاء مقالة ليست فقهية فهم لا يرون أحدا أعلم منهم ولا أعظم قدرا ولكني أقول لهم إنهم ينفرون الناس عن دين الله تعالى فأقسم بالله العلي العظيم لقد قال لي أحد الأخوة من حماه وهو من المحافظين على صلاة الفجر في المسجد ومن الذين سجنوا في تدمر سنين إنهم باتوا يفضلون حكم الأسد على هؤلاء والرجل مقيم اليوم في حماه وممن معه رجال حفظوا القرآن في تدمر كله, فما يريد بنا خريج جامعة هوستن وهؤلاء ؟ لقد أنكر القنيبي على ميثاق الشرف أن جاء فيه الترحيب بلقائنا وتعاوننا مع الأطراف الإقليمية والدولية (الكافرة طبعا) وأيضا أن يكون الهدف هو إقامة دولة العدل والقانون لا دولة خلافتهم ودولتهم (وليست الخلافة) القائمة على جز الرؤوس وجلد المدخنين وأخيرا ألمح القنيبي إلى تذمره من ذكر داعش في الميثاق وشمر في الانتصار لها ! ولطالما ذكرت أن هذا المرء لا يختلف في فكره عن الدولة وقد كان على نهجها وهو الداعي إلى "تأجيل المواجهة مع الدول المجاورة" وأنها سياسة شرعية يجوز الاختلاف حولها!!! ثم يفصح بما لا يبقي أي مجال للشك بحومه حول تكفير طوائف أهل السنة في الشام ممن يرفض مشروعه ويلوح بالعدوان عليهم قائلا :" إن عدم تعجل المفاصلة معهم -أي الرافضي لمشروع دولته من الشعب السوري والجيش الحر- سياسة شرعية" فهذا الذي تعجلته داعش وارتأى هو تأجيله بما أسماه سياسة شرعية! وذلك أن السياسة الشرعية عند خريج هوستن في حقيقتها ما هي إلا تأخير للمواجهات رغبة احتواء المجاهدين و"الحاضنة الشعبيةعلى حد قوله في فيديو مسجل ولهذا يأمر قادتهم بحسن المعاملة واللين مع أهل الشام من باب التألف !!! فهل حسن المعاملة والذلة للمسلمين لا يكون بغير هذه الغاية ؟ وهل جاء هؤلاء إلى الشام ليدفعوا الظلم وينصروا كما أمر الله تعالى أم لتحقيق مأربهم ليس إلا ؟

إن هذه الفئة من الناس لن تنتهي حتى تعيد على الشام بأسره ما عشناه في حماه عام 82 ولن تنتهي حتى يتناهى مشروع بريطانيا وأمريكا وفرنسا في تغيير قناعات المسلمين إلى أن هذا الدين غير صالح للتطبيق كما فعلوا بنجاح في الجزائر إنهم لن ينتهوا حتى يرضى الشعب السوري ببشار دون داعش وفكر القاعدة ... فالله الله يا مسلمي سوريا في النصرة وغيرها ثوبوا إلى رشدكم ولا تكونوا سبب هلاك أمتكم فإن ما جاوز حده انقلب إلى ضده ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ولم يجعلكم الله تعالى خلفاء ولا أوصياء على دينه ولا طالبكم سبحانه بغير نصر دينه بالحكمة ولم يجعل حسابكم إلا على النية والعمل دون النتائج فأن لا تقوم للناس اليوم ولا في عشر سنين للأمة خلافة أمر لا تحاسبون عليه بل قد تعاقبون عليه في تسرعكم وسوء تصرفكم, ثم اعلموا أن هذا الدين ومع انفتاح العالم على النت والمجاهرة بالحقوق والإنسانية وتقدم البشرية فكرا وسلوكا (ليس الرؤساء) فإن انتصار الإسلام اليوم أحرى أن لا يكون بحد السيف ولم يكنه زمن السيف بل بالقلم والحجة والهدي الصالح والأخلاق العظيمة والقدوة القويمة وإن مجموع من قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم طيلة فترة النبوة لا يزيد عن ألف إنسان أقل من ثلثهم من المسلمين والباقي من المشركين والكافرين وعم الإسلام الأرض وانتشر في 85% في أصقاع المعمورة بالدعوة وليس بسكينكم التي تذبحون بها أعناق أهل الإسلام والسلام ...