"مركز الحوار العربي".. تعريف مختصر

لم يكن تأسيس "مركز الحوار العربي"  في 18-12-1994  تقليداً لشيءٍ موجود في أي مكانٍ آخر بالولايات المتحدة الأميركية، إذ كان حالة جديدة وفريدة وسط الجالية العربية.. أيضاً تأسيس "مركز الحوار العربي" لم يكن منافسة لما هو موجود في واشنطن من مؤسسات وجمعيات عربية أخرى ذات طابع سياسي حركي. على العكس، فإنّ وجود "مركز الحوار" أفاد ويفيد هذه المؤسسات كلها، وشكّل لها رافداً لدعم بشري وعملي ومعنوي، كما وفّر لها منبراً تصل من خلاله إلى بعض الفعاليات العربية.

إذ هل يمكن بناء جالية عربية واحدة في أي مجتمع غربي إذا كان أفراد هذه الجالية رافضين لهويّتهم العربية وللتفاعل الإيجابي فيما بينهم؟! وكيف يمكن مخاطبة الآخر غير العربي ومحاورته بالقضايا العربية العادلة إذا كان الإنسان العربي نفسه لا يملك المعرفة الصحيحة عن هذه القضايا؟!

إنّ حال العرب أينما وُجدوا (في داخل المنطقة العربية أو في أوروبا أو أميركا) هو حالٌ واحد: معاناة من غياب العلاقات السليمة بين أبناء الوطن الواحد، وأيضاً بين العرب عموماً المنتمين إلى عدّة أوطان، ممّا أدّى أحياناً إلى الصراعات والخلافات البينية التي تعيق العمل العربي المشترك  وإلى إضعاف اي مؤسسة عربية في الغرب.

إنّ تعميق الهوية الثقافية العربية ومضمونها الحضاري النابع من القيم الدينية، أساس لبناء أي دور عربي مستقبلي أفضل في أي مكان. وهو كذلك بالنسبة للعرب في أميركا، حيث لا يمكن تحقيق دور عربي فعّال في المجتمع الأميركي ما لم نحقّق أنفسنا أولاً. وتحقيق الذات لا يمكن أن يتمّ في فراغ فكري وثقافي، ف"فاقد الشيء لا يعطيه"، ولا يمكن تحسين "صورة" العرب في أميركا ما لم يتحسّن وضعنا أولاً: فكراً وأسلوباً. فتحسين "الأصل" هو المدخل لتحسين "الصورة".

إنّ الشعوب أو الجماعات التي تهمّش دور الفكر في حياتها تُهمّش عملياً دور العقل لتُحِلَّ مكانه الغرائز والانفعالات فتصبح الشعوب أدوات فتن، وتتحوّل الأوطان إلى بؤر صراعات تؤجّحها القوى التي تملك "أفكارا" لتنفيذها هنا وهناك. ثمّ كيف يمكن للعرب أن يخرجوا ممّا هم فيه من انقسامات، وأن يواجهوا ما أمامهم من تحدّيات، إذا كانت هويّتهم الثقافية المشتركة موضع شكٍّ أصلاً، يصل إلى حدِّ الرفض لها أحياناً والاستعاضة عنها بهويّات ضيّقة تسمح للقوى الأجنبية بالتدخّل في شؤونها وباستباحة أوطانها؟!

إن "مركز الحوار العربي" حقق ويحقق الكثير من الفوائد العامة لكل من يتفاعل معه، وللجالية العربية بشكل عام، لكن أنشطته ومطبوعاته تحتاج إلى مواصلة دعم المركز وتوسيع دائرة المشتركين فيه  ..

لذلك ندعوكم للمساهمة في الحملة الهادفة إلى التشجيع على الاشتراك بالمركز وعلى تقديم الدعم لهذه التجربة العربية الفريدة.

يمكنكم الاشتراك في المركز بواسطة بطاقات الأئتمان عبر خدمة PAYPAL   على شبكة الأنترنت وذلك على الموقع التالي:

http://www.alhewar.com/support.html

أو من خلال ارسال القسيمة المرفقة مع هذه الرسالة عبر البريد

 

وسوم: العدد 689