مآسي حلب وصمة عار في جبين التاريخ والإنسانية المعاصرة

مأساة حلب دليل على سقوط المجتمع الدولي والنظام العالمي

وتأكيد بوجوب تغييرهما ..والإنابة إلى نظام العدل الإلهي !

مأساة حلب الرهيبة ..وما شاكلها من وحشية وهمجية تأنف منها ما يسمونه العصور الوسطى- بل العصور الحجرية – حتى وحوش الغاب –وأراذل الخلق!-..- تلك المآسي دليل قاطع على سقوط ما يسمى المجتمع الدولي ..والنظام العالمي ..إلخ.. – وكل من كان بإمكانه منعها – بأية وسيلة –ولم يفعل- بل وقفوا- جميعا- متفرجين..مكتفين ببعض الأقوال والتصريحات والاستنكارت التي – كثيرا – ما تبطن- أوتعني [ التشجيع] ولو غير المباشر ..أو المتفق عليه سرا أو علنا.. باطنا ..أو ظاهرا!!! ودليل أيضا -على فشل تلك المسميات والادعاءات ..ووجوب تنحيها عن العبث الدولي .. وإخلاء السبيل لحضارة قيمية إنسانية ربانية .. لا يسمح فيها بتجاوز الحق والعدل والإنسانية ..

  ..كما أن التعبئة النفسية والعقلية التي تشوه أنفس المجرمين- الذين يرتكبون جرائم حلب وأمثالها- الذين [ لا يحللون ولا يحرمون] ..بل شُحِنوا بطاقات هائلة من الحقد والوحشية والآنانية والإجرام ..بدعوى [ الثار والثارات] ..في مقولات مزيفة غير منطقية ولا أساس لها .. تلك ثقافة قذرة ..متوحشة .. استئصالية .. فاسدة ..يجب أن تزول ويزول كل منظريها ومحرضيها وأصحابها .. فهم داء خطير ووباء كبير وانحطاط حيواني ..لا يجوز أن يتحكم ..أو أن يبقى في اوساط البشر !!

   .. منذ زمان ..وقبل أن تترجم تلك الأفكارالمشوهة والأحقاد الدامية إلى صور واقعية بشعة في كثير من أنحاء العراق والشام واليمن وغيرها..وقبل ان تعقد [احتفالات لتكسير رؤوس وجماجم أطفال [النواصب] وهم أحياء ] – انتقاما لمقتل الطفل الهاشمي عبدالله بن الحسين – في كربلاء- ..منذ 15 قرنا!!!- .. وقبل ما رأينا ونرى وسنرى من جرائم وحشية تقشعر لها الأبدان .... ومنذ أكثر من30 عاما- قال لي أحد المثقفين البسطاء الفاهمين الذين عاشروا هؤلاء القوم ..وناقشوا بعض مراجعهم وملاليهم – وبلاهم وخبرهم عن كثب-.. قال: إن الحل ..أن يستأصل كل أؤلئك المضللين الذين يدعونهم أئمة ومرشدين..وأسيادا ومراجع وآيات- ..وأن يعاد تنشئة الأجيال على صراط مستقيم من كتاب الله تعالى وتعاليم الإسلام السمحة الأخوية الإنسانية والأخلاقية –والخالية من الأحقاد والشتائم والتحريض ضد الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت ومن تابعهم ..من المسلمين إلى ما شاء الله- ..وإلا ظل أؤلئك المشوهون نفسيا وعقليا خطرا على الإنسانية!!

..وهذا ما رأيناه في حلب وغير حلب ..وما زلنا نراه في كثير من مدن العراق وقراه وسوريا كذلك ..عمليات إبادة وحشية بلا رحمة ولا شفقة ..ونهب وتدمير ونذالة وسقوط..واستعمار إجلائي إبادي إحلالي – على الطريقة الصهيونية – بل وأبشع! .. فيطرد أهل البلاد ويشتتون ويقتلون .. ليحل محلهم مرتزقة أشقياء من حثالات المجرمين والأعاجم من أفغان وهنود وفرس ومجوس من مختلف الأصقاع .. لتنشأ دولة طائفية للقلة المتسلطة المجرمة - أسميناها [ إسرائيل الجديدة] .. ويظنون ..أنهم – إذا وجدوا الظهير من هنا او هناك ..أنهم سيخلدون ..وسط موج بشري هائل غلاب .. يرفض كيانهم – كما يرفض الكيان الصهيوني ..وأن التاريخ لينبؤهم بمحاولات سابقة استقوى يها المنافقون والمرتدون والكفرة على المسلمين.. وتبجحوا وأكثروا في الأرض الفساد!.. وما كان من عواقبهم المشؤومة من فشل ذريع.. لكن كان المسلمون يعفون عنهم ويبقونهم آمنين مما يشجعهم على معاودة الكرة كلما ضعف المسلمون!!.. ولكن هذه المرة قد يختلف الأمر ..ويختلف المصير!! والله أعلم

.. إن هذه الأمة..ما عدا عليها عاد ..وتطاول متطاول – مهما أمد الله له وأملى – إلا كات نهايته شر نهاية .. وسيكبه الله على وجهه في الدنيا – قبل نار جهنم- ..والتاريخ شاهد ..وسنن الله غالبة ! "والله غالب على أمره..ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

.. إن مآسي حلب وغير حلب .. تنادي بأعلى صوت ..أن لم يعد لحضارة الزيف والقشور والإيدز والدجل ..مكان..وإن عليها أن تتنحى جانبا ..وتترك لحضارة القيم الإنسانية الحقيقية العامة – وليس التي تفصل لشعوب دون شعوب – ككثير من قيم الحضارة الغربية - .. لكن حضارتنا هذه للبشرية كافة – رحمة ونور- ..كما ثبت بالواقع التاريخي التطبيقي المشهود .. تلك هي الحضارة المؤهلة لاستلام دفة توجيه البشرية ..والشهادة عليها .. بما أراد خالقها ومكونها والذي يرجع الكل إليه – كما منه بدأوا ! حضارة الإنسانية لأنها من رب الإنسانية كلها دون تمييز أوتفريق ! " لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"

..إن إرادة الله لن تُغلَب ..وأمر الله غالب قاهر قادر ..وإن توهم أصحاب القوة والغطرسة أنهم فوق الإكوان والخلق ..وفوق الإرادة الإلهية .. ولكن لهم أجل ينتهون إليه ..ولا بد من عودة الحق إلى نصابه – مهما حاولوا أن يراوغوا ..وأن يؤجلوا القدر المحتوم .أو أن يقفوا في طريق السيل الكاسح .. القادم لتطهير البشرية من كل تلك [ الخزعبلات والوحشيات والنفاقيات والأكاذيب]..

..." ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون"

"وقل جاء الحق وزهق الباطل..إن الباطل كان زهوقا".

وسوم: العدد 698