نصائح إلى المتحاربين على ثرى مدينة الباب !!

الشيخ حسن عبد الحميد

١/ إن التترس بالأهالي وجعلهم دروعا بشرية تُتقى بهم الضربات الجوية يعتبر جريمة خلقية وإنسانية لا يرضاها مسلم عنده دين !!

 وإن زرع الأراضي بالألغام جريمة مابعدها جريمة !!

دعوا الناس أحرارا يذهبون إلى المزارع والقرى ، إلى ملاذ آمن ، هذا المنع ليس من خلائق الرجال ، ومن له عدو فليقاتله وجها لوجه !!

فالذين قتلوا من شهر أنتم قتلتوهم بمنعهم من مغادرة البلد ، وعملكم هذا يعتبر جريمة حرب في نظر القوانين الدولية !!

إن ديننا يقول دخلت إمرأة النار في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض !!

إن حرق الأسير بالنار جريمة ترفضها الشرائع السماوية والأرضية ، جريمة وحشية لايفعلها مسلم ولانصراني ولا يهودي  !!

٢/ إن العناد في الحروب قد يدمر الأمة ، فلا مانع من الإنسحاب !! وقديما خالف قائد الجيش الإسلامي في معركة الجسر أوامر الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه فكانت الماسأة ٤٠٠٠ آلاف شهيد من المسلمين ورحم الله القائد ابا عبيدة  

لقد انسحب سيدنا خالد رضي الله عنه من معركة مؤتة وأنقذ جيشه من مذبحة كاد يتعرض لها ، وانسحبت أمريكا في قتالها مع الفيتنام وهي دولة كبرى  !!!

٣/ وأقول لإخوتنا الأتراك بيننا وبينكم وشائج وقربى ، وكثير من أبناء البلدة هم من أصول تركية ، وجداتنا كان مهرهن المجيدي نسبة للسلطان عبد المجيد ، وكثير من مثقفينا الكبار كانوا يحملون شهادة الرشدية نسبة للسلطان محمد رشاد ، وإن سوق الحميدية في دمشق منسوب للسلطان عبد الحميد وجامعة دمشق كذلك وكان اسمها الجامعة الحميدية ، واكبر سوق تجارية في دمشق هو سوق مدحت باشا .

والمدارس العثمانية تملأ حلب ومنها الخسروية وأنا خريج منها ومدين لخسرو باشا بانيها ، كذلك القرناصية والإسماعيلية والشعبانية والبهرمية والعثمانية والآسدية 

٤/ بيننا وبين الأتراك وشائج وروابط تاريخية واذكر بالفخر لما قامت الحرب بين أوربا والدولة التركية العثمانية تطوع آلاف الأهالي من مدينة الباب وحلب للدفاع عن الدولة العثمانية ، وقتل من أبناء الباب على أرض تركيا المئات ومنهم جدي حسن الخضر المدفون في مقبرة جناق قلعة 

فيا إخواننا الأتراك القصف العشوائي حرام وحرام ، قتل في هذا الشهر أكثر من مائة من كرام الناس وسيمسك كل شهيد بتلابيب من قتله يوم القيامة قائلا يارب سل هذا فيم قتلني !!

ياإخواننا حدووا الهدف بدقة بالغة ، وتجنبوا سفك دماء الأبرياء ، وفيهم شيوخ ونساء والله المستعان .

٥/  أيها القادة كونوا قدوة للجنود في أداء الصلاة ولادين لمن لا صلاة له وتيمووا عند الضرورة ، إياكم أيها القادة والجنود أن تغتصبوا حقوق الناس ، أدووا الأمانات إلى أهلها ، تواضعوا ، تواضعوا ، قدموا الخدمات للناس بعد دخولكم المدينة ..

أما الشهداء فمن حق أهلهم أخذ ديات من الطرفين ، ودية الشهيد مائة ناقة ، وقد دفع الفاروق عمر دية من مات بالزحام في مكة المكرمة من بيت مال المسلمين 

٦/ أيها المهجرون من دورهم وبيوتهم ، يامن يموت أطفالكم من برد الشتاء ، إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يرى المعذبين من آل ياسر فيقول لهم صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة ،

 أيها الناس يامن تنعمون بالدفء وراء الشوفاج وأطفال المسلمين يموتون من البرد القارص  ، قدموا العون والدعم للمشردين والمهجرين من حلب والباب المحاصرة 

وإن ربك بالمرصاد .

كان الله في عون من أخرجوا من ديارهم ظلما وعدوانا ولم يجدوا من إخوانهم الأغنياء أهالي حلب الجديدة والموكامبو والزهراء والفرقان والشهباء ، إن موت المشردين والمهجرين في رقابكم ، وانتظروا انتقام الله منكم ، ربنا لاتؤاخذنا بما فعل علماء السوء منا ، اللهم سود وجوههم يوم الدين ، وابطش بهم ياجبار إنك أنت القوي العزيز .

٧/ اللهم إنا نرفع إليك أكف الضراعة ارحم الشهداء يارب ، أمطر قبورهم من سحائب رحمتك ، اللهم تقبل شهادتهم ، اللهم اغفر لهم وصبر أهلهم ، اللهم ألحقنا بهم شهداء مقبلين غير مدبرين  .

اللهم نستودعك أهلنا وأحبابنا في مدينة الباب ، اللهم أحرسهم بعينك التي لاتنام ، اللهم أجرنا في مصيبتنا ، فرج الكرب ياالله ، ولانقول إلا مايرضي ربنا وحسبنا الله ونعم الوكيل .

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 700