مشاهد من حلب الغربية المحتلة

أعزائي القرّاء 

غادرت سوريا عام ١٩٨١ كانت حلب يومها مدينه ذات سلوك راقي واخلاق عاليه وثقة متبادلة بين سكانها،  وقد ضربت مثالا على ذلك  عندما رست علينا انا واخي المهندس غسان  مناقصة لاعمال التكييف والتدفئة المركزية لمبنى السكك الحديدية في حلب وكيف تعامل معنا وكيل شركة شابيه الفرنسية للتدفئه المركزيه السيد أنطوان صباغ بتسليمنا البضاعة بقيمة ٢٥٠٠٠ دولار دون ان ندفع له قرشا واحدا كدفعة مقدمة  . هكذا كان تعامل الشعب السوري  مع بعضه بصورة عامه ، والمثال السابق هو  واحد من امثله عديدة  كانت  تسود المجتمع السوري .

بعد عام ١٩٨١ زرت وطني مرة واحدة  كان ذلك في عام ٢٠٠٦ وقد دونت حوادث هذه الزيارة في  ٣ حلقات كل حوادثها التي صادفتني  لايمت  إطلاقا للماضي المشرف الذي كان يملكه الشعب السوري .

اخواني ...

سوريا لم تعد وطنا 

سوريا تحولت  الى مجموعة مزارع يحيط بهذه المزارع  مزرعة كبيرة بمساحة الوطن يملكها الأسد والعصابة المقربه منه .

هكذا أصبحت سوريا .

يومها  حدثني صديق  مقيم في حلب  قائلا :

بالامس  أقام احد منتسبي مجلس الشعب الأسدي الممثل لمدينة حلب حفلة عرس لابنته في مزرعته والتي كانت قطعة من غابات افريقيا ولكن بشكل حضاري وتكنولوجي . 

نوافير المياه والشلالات بلا عدد ...أشجار تتدلى منها  نجفات الكريستال بلا عدد.... ألعاب مائية ... ومزحلقات...  وكأنك في والت ديزني الامريكية الشهيرة ....حيوانات  مفترسه في أقفاصها  ثم يصادفك في المقدمة مسرح كبير مشعشع بالأنوار  أمامه مقاعد راقية ممدودة للحضور من اصحاب الحظوة وضباط رجال المخابرات ..مغنيين ومغنيات  راقصون وراقصات 

خدم وحشم طباخون وطباخات  وساقيات 

اكمل صديقي :  هذا نموذج واحد لاحتفالات ابطال الصمود والتصدي .

الْيَوْمَ اتساءل : هذا العميل القذر كيف بامكانه ان يقف مع ثورة الشعب السوري المطالَب بحريته ؟ بالله عليكم كيف له ولامثاله ان يشعر بالوطنية والكرامه .؟ 

اخواني :

وافقت زيارتي لمدينتي حلب  بطولة العالم لكرة القدم  يومها كانت خلاصة الفرق  وهي أوروبية تجري تصفياتها في ألمانيا . 

التصفية الاخيرة كانت بين الفريق الايطالي والفريق الفرنسي ، وفِي اُمسية التصفية النهائية ركبت السيارة مع العائلة نتنزه في شوارع حلب الغربية   ونرصد ردود افعال بعض سكان أهاليها ، 

فوجئت أن الشرفات تعج بالإعلام الإيطالية والفرنسية حتى قلت لام لوءي مازحا :

هل احضرت معك جوازات السفر لابد اننا وصلنا الحدود الإيطالية او الفرنسية .!

هكذا تم الهاء شعبنا 

اعمل كل شيء  اسرق اي شيء عِش الف ليله وليله 

تجار بكل الممنوعات 

كل شيء مباح 

ولكن إياك ثم إياك ان تقترب من العصابة الحاكمة 

بينما النظام يريحك و يهتف نيابة عنك : سوريا قلعة الصمود والتصدي .

لقد افسد هذا القذر ونظامه  كل شيء في سوريا وباع الوطن لكل من يدخل في كرسيه صاموله وقلاووظ لزيادة متانته .

عدت من زيارتي  لنيويورك ،قلت لام لوءي : 

والله ان سوريا بحاجة لألف ثورة 

كان ذلك عام ٢٠٠٦ 

اخواني 

نظفوا ثورتكم ووحدوا قواكم 

فالثورة ليست عسكرية فقط 

ثورتنا عسكرية -سياسة - اخلاقية 

مع تحياتي

وسوم: العدد 700