على هامش سقوط حلب !!!

الشيخ حسن عبد الحميد

أدباء كبار كتبوا لنا قصصا على لسان الحيوان ومما قالوه : 

أن دبا تحدى الأسد وقال له نازلني وسترى أني أصرعك ! قال الأسد : أنا الأسد ملك الغابة إن نازلتك وغلبتني فهو عار الأبد سيقال دب غلب أسدا ! وإن غلبتك فلا فخر أسد غلب دبا !

إن انتصار الطيران العالمي على فقراء ونساء وأطفال الصاخور والشعار والميسر ليس نصرا ! بل هو هزيمة ! 

ومع ذلك رب العزة والجلال انتقم من المنتصرين فأسقط طيرانهم في البحر الأسود 

المجاهدون خرجوا من حلب وانسحب الآبطال من معركة لا تكافىء فيها وليس هزيمة لفكر الجهاد ، فهاهم حملة الراية يملأون السهل والجبل والوديان حول حلب ، وأصوات تكبيرهم يصل إلى عنان السماء  .

حلب مرتع صباي فيها درست وتعلمت ، ومن نمير مائها شربت ، في شوارعها خطوت في الطربوش ، وفي العمامة الأنيقة مشيت في مظاهراتها ضد فرنسا 

 وفي القرناصية في أول الفرافرة رأيت رشدي الكيخيا وناظم قدسي حيث مقر حزب الشعب ، وإلى جانب القرناصية كان يصلي بجانبي المجاهد فاتح المرعشلي وهو تركي من مرعش .

حلب وفيها جامع العثمانية وفيها مدرسة من أعظم ماتركه آل عثمان في حلب ، وفيها جامع الإسماعيلية مقر علماء حلب وأنوار عبد الله سراج الدين تملأ الشرفات .

حلب وفيها الكلاسة وفيها أبطال كالمقرىء الشيخ أحمد الجاموس أراد قرمطي أن يذلها فأخذ من شبابها مائة أوقفهم على الجدار وأطلق النار على رئيسهم 

حلب مدينة القاضي الكبير الالتونجي وهو حجة في الأحوال الشخصية ، حلب بلد الوزير عمر الاميري سفير سوريا في الباكستان جعل من السفارة مركزا ثقافيا للإسلام دخل عليه شيخ درويش يقال له تاجر بسيط قال له السفير من أنت ؟ قال أنا من حمص بلد الشيخ أبو النصر فوقف السفير الوزير الهمام على قدميه قائلا حمص وشيخها على طربوشي 

 وصار الأميري سفيرا لسوريا في السعودية ثم عزله صلاح البيطار تلميذ ميشيل فما توقف جهاده وهو مؤسس دار الأرقم عند مخفر باب النصر  .

حلب وفي مدرستها الخسروية درس ودرّس أعلام الفقه والجهاد الدواليبي والنبهان والسلقيني والجبريني والأدلبي وبلنكو وسلطان والسخيطة ، كل عمائم الباب وسلقين وسرمين وكفرنبل والمعرة واريحا درسوا في خسروية حلب .

حلب استوردت من مدينة الباب بعض علمائها : عبد الوهاب سكر وبكري الرجب فكانوا في حلب نجوم هداية ورايات مجد علمي

حلب لم تستطع فرنسا أن تذلها واقتحمها الفرس والمجوس في غفلة من الزمان ، واهمال من الإنسان فجاسوا خلال الديار ، وصفق لهم الصالحون الأغنياء ؟

حلب على أبوابها ينتشر التاريخ : باب الفرج ، باب الحديد، باب قنسرين ، باب المقام ، باب جنين ، باب النصر 

حلب كانت محتلة من جنود السنغال يحملون العلم الفرنسي قذفناهم بالحجارة فأطلقوا علينا الرصاص وهربنا نحن الصغار وجنابي منهم ، الرصاص يلعلع ونحن نركض حتى وصلنا المتحف ، والرصاص كالمطر فوق الرؤوس ، قرب شارع بارون لاحقني فرنسي أسود رأيت دارا فاقتحمت بابها دون استئذان شرعي وأنا صغير دون الحلم ، وتابع الملاحقون سيرهم وكتب الله لي أن أعيش لأكتب عن حلب المجد ، حلب المفاخر ، حلب القلعة ، حلب خالد بن الوليد ، حلب دار الارقم  .

وجلت فرنسا عنا وتركت الفرنسيسكان واللاييك والفرير وهي التي اسمت جبل القرامطة بجبل العلويين !

حلب لي فيها ذكريات وذكريات طلبنا من اخينا البزيعي أن يغدينا فادخلنا إلى مطعم حمص ، كل دقيقتين يقول لي أدم ، أدم ! فلما لم استجب له مسح الصحن بكفه ودهن به وجهي قائلا اشبع !  وصرت فرجة ومسخرة ، رحم الله عبد الله الأحمد وأسكنه فسيح الجنات  .

حلب منبع الفستق الحلبي الأخضر  ولتسقط مهلبية ليس عليها فستق حلبي !

أقول وأنا مطمئن أن مدينة خالد بن الوليد وعمر الأميري وعبد الوهاب الالتونجي وفوزي حمد ومحمد النبهان وعبد الفتاح أبو غدة ومعروف الدواليبي وإبراهيم السلقيني وعبد الله علوان ورشدي الكيخيا وعبد القادر الكرمان وابن اخيه عبد الرحمن  لن تسقط !

حلب بلد الرجال الكبار أمثال نور الدين عتر والسبسبي وعلي الزكور وخالد الخطيب وعبد الرحمن علاف وبقية حملة أمجاد حلب لن ولم ولا يمكن أن تسقط ، لن تسقط ، ولم تسقط ! 

إن البطل خالد وتلميذه سيف الدولة قادم يزمجر في الغد القريب وسيلملم المد الشيعي خيامه وأعلامه ويعود إلى حبيبه أبو لؤلؤة ! 

وياعيب الشوم ياحمدان قرمط لبنان ضللت الطريق كنت ذاهبا إلى القدس لحمايتها فوجدت نفسك في حلب !

في اللغة هناك مايسمى أسماء الأضداد ، وأحيانا يسمى في حلب ومصر يسمى الأقرع شعراوي ! 

ومنه اسم من خان وطنه وكان بُح صوته من هتاف ياعمال العالم اتحدوا ! وقوله الأرض لمن يعمل بها ! هجرّوا أهل تل رفعت ونهبوا بيوتها والعلم الأحمر ذو المنجل والمطرقة على رؤوسهم ؟ 

اين سكان تل رفعت نزحوا تحت كل نجم ببركات من سمي بصالح ! وهو ليس بصالح ! 

أما أخوه فاسم على مسمى مصطفى مسلم داعية يعتز بانتسابه للاسلام .

أيها الحمر ياأصحاب المنجل والمطرقة اطمئنوا لن ينبت لكم نبتة في أرض سوريا ، قبل ان تحكموا أهلكتم الحرث والنسل ، فكيف اذا حكمتم ستفعلون وماتفعلون في الشيشان ! 

لاتفرحوا أيها الغزاة بنصر على حفاة عراة في الصاخور وتل رفعت !

 إن كلمة الله أكبر ستهز العروش والكراسي ، أيها الروس والمجوس ارحلوا قبل أن ينزل بكم غضب الله وغيرته على النساء والأطفال والشيوخ ، ارحلوا ولاتنسوا حمدان قرمط عند الشيخ يبرق الذي قال إن هذا المقام لا يستاهل كل هذه الدماء المراقة ؟ 

ياحمدان قرمط عظم الله أجرك ! لاسمح الله ! فليس لك أجر بل عليك الوزر واللعنة إلى يوم الدين على دماء الأبرياء التي سفكتها من أجل أهوائك ؟

إن تهديدك بنش قبر رجلين قال عنهما عظمينا محمد عليه السلام هما السمع والبصر ، فكل مسلم في العالم سيهب للدفاع عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قمة تاريخ العرب والمسلمين .

ألا شاهت وجوه الظالمين وشاهت وجوه  القرامطة ، شاهت وجوه الظالمين ، وسيطوى للأبد بساط التشيع في حلب ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله  .

ارحلوا أيها الروس بلا رؤوس عن بلادنا ، ارحلوا قبل أن يتعافى الرجل المريض وتهب قوة الإسلام في رجال باب النيرب والكلاسة .

 ارحلوا وقد اعذر من أنذر فنحن جند محمد ، نحن جند الله ، والله معنا ولن يخذلنا ، وهبي ياريح الإيمان وكوني اعصارا ، فلعل الأسرى في الأرض تغدو أحرارا 

وإلى أهالي حلب إن حالة الطوارىء أعلنت في السماء بإذن الله ، ابشروا وابشروا فان صيحة من جبريل عليه السلام ستمسح كل القرامطة الأرض .

والله أكبر والعاقبة للتقوى 

والله أكبر والعزة للإسلام  .

وسوم: العدد 705