الوزير.. الذي طبّق على موظفيه "نظام منضمّ"!

في ربيع 1966، وأنا نزيل دمشق أنتظر صدور قرار بنقل وظيفتي من حلب إلى العاصمة، اتفق أن زرت جماعة من أصحابي كان بينهم زوجان من موظفي "وزارة الإصلاح الزراعي".

روى أحد هذين الزوجين، أنّ وزيرهم الجديد دعا - لحظة دخوله الوزارة - الموظفين إلى اجتماع في البهو الرحيب، وأمرهم أن يصطفّوا في "نظام منضمّ" أربعة أربعة، وأخذ يصيح بهم: «استااارِحْ... استاااعِدْ» يكرّرها، صنيع مدرّب يتعامل مع الملتحقين حديثا بالخدمة الإلزامية، وقد اختلطت "مراتَب" الموظفين، من "آذن" يقدّم القهوة... إلى كبيرهم الذي كان يسمّى "أمين عام الوزارة" (استُبدل بالتسمية فيما بعد مصطلح "معاون وزير"). وبدا الوزير متخفّفًا في لبسه، ومنتعلا "الشاروخ" الذي يمسك القدم العارية من إبهامها... وبعدئذ أخذ يعطيهم الأوامر بكيفية العمل!

لم يكن الزوج من روى، لكنها الزوجة التي استغرقتها التفاصيل الدقيقة... ونحن، السامعون، ما عرفنا أنضحك، أم نأسى!

وأما الوزير فقد كان من زملائي في "ثانوية المأمون" بحلب العام الدراسي 1943-44، قد جاء من بلدته طالبا "داخليا" قبل أن تعمّم حكوماتُ الاستقلال المدارس الإعدادية والثانوية في كل أنحاء البلاد.

وسوم: العدد 712