إلى إخواننا وأحبابنا أبناء وطننا الباب

الشيخ حسن عبد الحميد

أينما كنتم ، وعلى أي أرض مشيتم  ، في الشرق كنتم ، أم في الغرب عشتم ، 

أخاطب فيكم النخوة الإسلامية ، والشهامة العربية ، والنزعة البلدية ، والحمية الدينية 

مدينة الباب سباقة كما أعلم إلى المكرمات ، هم من أصول عربية دأبها إغاثة الملهوف ، وإكرام الضيوف .

أخاطب الأغنياء ومن يذهبون إلى العمرة إدفع ماتبذله للعمرة في شراء كاسحة ألغام أو قطعة سلاح لأبناء بلدك  .

إن نبيكم عليه الصلاة والسلام قال ونِعم ماقال ، وصلى الله عليه وسلم كلما قال وهدى : ( إن الاشعريين إذا أرملوا ( افتقروا ) في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة  جمعوا ماكان عندهم في ثوب واحد ( أي من الزاد ) ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية ، فهم مني ، وأنا منهم ) متفق عليه  .

ولما دعا عليه الصلاة والسلام لتسليح جيش العسرة أتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ماله ، وجلب سيدنا عمر رضي الله عنه نصف ماله ، وأتى عثمان بمال كثير ، وكثير جدا ، فقال عليه الصلاة والسلام وهو يقلب تبرع عثمان فرحا ( اللهم ارض عن عثمان فإني راض عنه ) 

وكان اليهود يحتكرون ماء الشرب في المدينة المنورة لأنهم يملكون بئر رومة ويبعيون الماء للمسلمين بثمن ، فاشترى سيدنا عثمان رضي الله عنه بئر رومة ليشرب المسلمون الماء مجانا على حساب ذي النوريين رضي الله عنه  .

يا أبناء الباب ، يا أغنياء الباب  ، ياحجاج الباب ، ياتجار الباب :

في حلب وأوربا وأمريكا وتركيا ، إلى كل بابي تحت نجوم السماء : بلدكم في خطر ، الألغام تحصد ارواح البشر ، تيتم أطفالا ، وترمل نساء ، وتبكي الشيوخ ، إن شراء كاسحة ألغام وكاشفات ألغام أهم من بناء مسجد ، واعلموا أن في مال المسلم حق سوى الزكاة 

( ها أنتم هولاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ، والله الغني وأنتم الفقراء ، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ٣٨ سورة محمد 

اقرأ الآيات الكريمات ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) ٢٤٥ البقرة 

أيها الأغنياء ، أيها التجار المال لله سبحانه وتعالى انفقوه في الخير ليضاعف لكم الثواب :

( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء )  البقرة ٢٦ 

وقال المصطفى عليه السلام ( ولجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عالم بخيل ) الترمذي 

ومن حق الدولة المسلمة أيام المجاعات والأزمات أن تصادر كل أموال الأغنياء لصالح الفقراء والشهداء ، ومن يقتل في لغم فهو شهيد ، ودمه في رقاب الأغنياء والعلماء :

 الاغنياء لم لم يبذلوا !! 

والعلماء لم لم يصرخوا !!

أيها الاغنياء ان تقاعستم عن شراء كاسحات الألغام صرتم عند الله قتلة .

( ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ٣٢ المائدة .

 آمل أن يتسابق أغنياء البلدة في البذل ومد اليد لأهل البلد بعد أن وصل الفقر إلى ماوصل إليه ، دمار ، والغام ، يقول مولانا : 

( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) ١٣٣ ال عمران .

هيا أيها الأحبة اقتحموا العقبة ، ( وما أدراك مالعقبة ،١٢فك رقبة ١٣ أو إطعام في يوم ذي مسغبة ١٤) البلد

افرغوا الخزائن أيها التجار ، بيعوا البيوت والأراضي ، انقذوا إخوانكم من الموت بالألغام ، وهذا النداء من ربكم جل شانه .

إن نبيكم عليه السلام كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، ويقول عليه السلام ( مانقصت صدقة من مال ) الترمذي .

نعم أقولها دماء شهداء الألغام في رقاب الأغنياء البخلاء ، وديات الشهداء في رقابهم إن قصروا ؟

أيها الأحباب سارعوا إلى مغفرة من ربكم ، فالمال الذي في أيديكم هو مال الله مودع عندكم اشتروا به السلاح وكاسحات الألغام وانقذوا النفوس ، واعدوا لأعداء الإسلام مااستطعتم من قوة  .

أيها الأحباب يجب أن يتدرب كل شباب البلدة على السلاح وحمله ، يجب ألا يخلو بيت من بندقية ،

 إن نساء الخصوم القرامطة تدربوا على الهبوط بالمظلات وهن نساء ، ونحن لا نعرف استخدام المسدس؟

أطالب أولياء الأمر في البلدة أن يحصروا أسماء الأغنياء ، وأن يفرضوا عليهم المشاركة في بناء ماتهدم ، وأن يشاركوا في الكشف عن الألغام التي زرعها من لايخاف الله ولا يرعى في دماء المسلمين إلا ولا ذمة .

أيها الأحرار ، أيها الرجال إن صرخة وامعتصماه حركت جيشا خرب ديار الظالمين  .

ألا هل بلغت اللهم فاشهد .

ربنا لا تؤاخذنا إن قصر البخلاء منا ، وعوض ربنا من بذل المال في سبيلك .. وفرجك ياقدير  .

والله أكبر والعاقبة للمتقين

وسوم: العدد 713