معهد واشنطن يطالب بدعم حركة "حزم" باعتبارها نموذج للمجموعة القتالية الاحترافية

معهد واشنطن يطالب بدعم حركة "حزم"

باعتبارها نموذج للمجموعة القتالية الاحترافية

يرى المحلل العسكري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، جيفري وايت أن حركة حزم التي تلقت أسلحة أمريكية متقدمة لمواجهة قوات الأسد ربما تتمتع بالمميزات التي تجعلها مرشحا جيدا للحصول على المساعدات، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة “القدس العربي”.

فهي بحسب الكاتب في مقال تحليلي نشره الموقع، لديها رؤية علمانية ومنظمة من المنظور العسكري ولديها عتاد جيد من الأسلحة الثقيلة، ولديها وحدات تعمل في كل أنحاء ســوريا ولديها سجل جيد في مواجهة قوات الأسد. وباختصار تقدم الجماعة إجابة وإن جزئية عن السؤال الذي يقلق بال الدول الداعمة للثورة الســورية، مع أي من جماعات المعارضة على واشنطن التعامل معها وتقديم السلاح الثقيل؟ وتعتبر الحركة على ما يبدو في نظر وايت وبعض المسؤولين العسكريين مرشحا جيدا في الوقت الحالي بعد دعوات تسليح جبهة ثوار ســوريا التي يقودها جمال معروف، وقبلها تبني الولايات المتحدة والدول الغربية للواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان الجيش الســوري الحر والذي عزل من منصبه قبل شهرين تقريبا وعين مكانه العميد عبد الإله البشير النعيمي.

وتعود بدايات حزم إلى شهر كانون الثاني/يناير عندما قررت 21 مجموعة قتالية مسلحة الاندماج.

وبحسب بيان الإعلان عن الجماعة فهي منظمة ثورية وسياسية بجناح عسكري تعمل على الإطاحة بالنظام الســوري وتعمل على إعادة الحرية والكرامة للشعب الســوري. ولا تقدم أدبيات الحركة الكثير من المعلومات حول برامجها لا في البيان ولا المواد المتوفرة على الإنترنت، لكنها على ما يبدو مهتمة أكثر بمقاومة النظام أكثر من الاقتتال الداخلي الذي عانت منه المعارضة السياسية والعسكرية على حد سواء. وما يؤكد هذا المنظور هو طبيعة القيادة التي تقود الحركة، فهي مزيج من الضباط العسكريين والمدنيين.

فالقائد العسكري هو عبدالله عودة “أبو زياد” فيما يشغل رئيس المكتب السياسي حمزة الشمالي “أبو هاشم”.

وعلى الأقل فإن اثنين من قادتها الثلاثة الذين ظهرت أسماؤهم لديهم سجل وخبرة عسكرية سابقة، فأبو زياد كان يقود في السابق كتائب فاروق الشمال، وهي واحدة من الوحدات العسكرية التي اندمجت في حركة حزم.

ويرى الكاتب أن الجماعة منظمة عسكريا بشكل جيد، ولديها فرعان محددان، المنطقة الشمالية، وتضم محافظات حلب وحماة وإدلب فيما يضم القاطع الجنوبي محافظة حمص وريف دمشق، ومدينة دمشق ومحافظة درعا.

ويقود المنطقة الشمالية الملازم مرشد خالد “أبو المعتصم” أما الجنوبية فيقودها محمد الضحيك “أبو حاتم” ويقوم كل واحد منهما بوضع خطط في المناطق الخاضعة لسيطرته ويتابع أمور القادة الذين يتبعون لإمرته ويديرون محافظات ومناطق معينة.

ومنذ إنشائها حققت الحركة سجلا جيدا في المعارك في محافظات حلب وإدلب وحماة وحمص، وسجلت حضورا جيدا في العاصمة دمشق وريفها وكذا محافظة درعا مع أن التقارير حول هذه الأخيرة لم تؤكد. ويكتب وايت عن بنية الحركة والتي يقول إن لديها على ما يبدو إطارا من التخصص، فهناك وحدة المدرعات والقوات الخاصة وربما وحدات دفاع جوي.

وعندما اندمجت المجموعات في حزم وافق كل فصيل على التخلي عن اسمه والقبول باسم “حزم” وشعارها الذي جاء على شكل سيف يحمل اسم الحركة.

ومن الحركات الأصلية كتائب فاروق الشمال والفرقة التاسعة التابعة للقوات الخاصة واللواء أول مدرعات، لواء الإيمان بالله وكتيبة أحرار السلمية وكتيبة أبو الحارث، كتيبة الشهيد عبد الرحمن الشمالي وكتيبة الشهيد بكر بكار وكتيبة أحباب الرسول وكتيبة الشهيد حمزة زكريا وكتيبة الرشيد وكتيبة أبو أسعد النمر، إضافة إلى لواء أحباب الله وكتيبة الفاتح ولواء الستين وكتيبة عباد الرحمن وكتيبة الشهيد عبد الغفار حاميش وكتيبة فاروق الزعفرانة وكتيبة الشهيد عبد الله بكار وكتيبة شهداء الرستن وكتيبة الشهيد عمار طلاس فرزات وسرايا صوت الحق.

ولا يعرف عدد عناصر حركة حزم حيث يقدر البعض عددهم بحوالي 15.000 مقاتل، وتظل رغم عتادها وقدراتها من أصغر الجماعات التي ظهرت على الساحة الســورية في الآونة الأخيرة.

هذا عن تكوين الحركة من ناحية القيادة والوحدات، أما عن قدراتها العسكرية فيقول وايت إن حزم لديها قدرات عسكرية قتالية ثقيلة، وفي حالة افترضنا أن هذه الأسلحة تملكها الحركة بشكل عام، فستكون قادرة على نشرها بدون أن تجد قيودا نظرا لكونها مملوكة من جهة بعينها أو أفراد.

وكشفت أشرطة فيديو عن حجم الترسانة التي تملكها الحركة والتي تضم عربات مدرعة قتالية تي-72 وتي-62 وتي-55 وعربات مشاة من نوع بي إم بي-1 والتي تستخدم في مجال الدعم وقطع مدرعة متحركة.

وأظهرت أشرطة الفيديو أنه تم استخدام عربة واحدة في كل معركة. وتضم الترسانة قطع مدفعية وقذائف الهاون ومنها مدافع هاوتزر دي-30 (وقطرها 122 مليميترا) و130 مليميترا أم-46 مدفعيات و82 مليميترا و122 مليميترا قذائف هاون، وصواريخ غراد.

ويتم استخدام المدفعيات الميدانية للعب دور مباشر، وقذائف الهاون للعب دور غير مباشر. وهناك أسلحة مضادة للدبابات والتي تضم أر بي جي- 7 وربما أر بي جي -29 وصواريخ كونكور وساغار وتي أو دبليو الموجهة. وتم استخدام هذه الصواريخ بفعالية ضد قوات النظام، تحصيناته وعرباته.

وتشمل الترسانة أسلحة مضادة للطائرات وتضم رشاشات دوشكا، ومدافع زيد بي يو -2 وزيد يو-23 وأس-60 وهناك إمكانية لنظام دفاع جوي متحرك من نوع أس إي-16.

ويظل من الصعب تحديد حجم ترسانة حركة حزم لأنها قد تكون تملك قطعة واحدة منها مثل المدافع من نوع زيد اس يو- 23/4. وتقدم الحركة معلومات عن الطريقة التي تحصل من خلالها على الدعم العسكري من السلاح الثقيل، وهي ثلاث، دعم خارجي وشراء وغنائم من الجيش الســوري.

وتعطي هذه الأسلحة مجتمعة عندما يتم نشرها في ساحة المعركة، القدرة على خوض معارك ضد قوات الأسد وعلى قاعدة متساوية مما يسهم في تحسين قدراتها القتالية، وتزيد من الضغط على النظام في حرب الإستنزاف التي يخوضها ضد قوات المعارضة. وتعطي الأسلحة قوة للحركة لمواجهة العناصر الإسلامية المتطرفة في الثورة الســورية.

وتعتبر الأسلحة المتوفرة لدى حزم مناسبة للحرب والعمليات القتالية المتحركة التي تركز على تكبيد العدو أكبر الخسائر بدلا من تحقيق انجازات على الأرض. وفي تحليله لأساليب حركة حزم يتوصل إلى أنها تعتمد على الوحدات المتحركة.

فهي تركز إضافة لسيطرتها على شاحنات وعربات نقل تقوم باستخدام عدد جيد من الشاحنات الصغيرة (بيك أب) والحافلات الصغيرة وعربات من نوع سيدان لنقل المقاتلين والمعدات. وتم تعديل هذه العربات التي تستخدم لأغراض مدنية للإستفادة منها لأغراض عسكرية.

ولدى الجماعة معدات لنقل الدبابات للحفاظ عليها من العطب، وبهذه الطريقة تستطيع الحركة التأثير على ساحة المعركة والوضع السياسي في عدد من المناطق وبطريقة سريعة.

ولاحظ وايت أن حزم لديها قدرة وفعالية كقوة عسكرية، فقد أظهرت أنها قادرة على تحريك مقاتليها وتركيز أسلحتها، بشكل مكنت المقاتلين على ضرب أهداف مباشرة بدلا من الضرب العشوائي، حيث يطلق النار في أي اتجاه ويأمل أن تصيب.

كما قدم سائقو المدرعات قدرة جيدة على قيادتها وإطلاق النار، حيث يتم قيادة قطع المدرعات من فريق تلقى مستوى من التدريب على التعامل مع هذه الأسلحة. وعندما يطلق المقاتلون صواريخ مضادة للدبابات ففي الغالب تصيب أهدافها. ويضيف أن قدرة الحركة وسيطرتها على مواقع جديدة تقترح وجود مستوى من التخطيط الدقيق وتنسيق العمليات العسكرية. وكل هذا يؤشر للخبرة العسكرية التي تتمتع بها الجماعة والتي من الممكن البناء عليها وجعلها أكثر فعالية.

وفي قراءته لسجل الحركة يقول إن لديها سجلا جيدا في المواجهات مع النظام والتي تضم مواجهات استنزاف يومية تهدف لإجهاد قوات النظام وليس تحقيق أهداف بعينها من مثل ضرب الخطوط الأمامية للجيش أو خطوط الإتصال أو منشآت بعينها، وقد خاضت الحركة معارك يخطط لها بدقة ومدروسة.

وتهدف هذه المواجهات لقتل جنود النظام والحصول على غنائم وذخيرة والسيطرة وإن بشكل مؤقت على مناطق، ومن الهجمات الناجحة ما قامت به في شباط/فبراير من الهجوم على ما يعرف باسم حاجز الدواجن لقربه من مؤسسة الدواجن عند بلدة مورك في محافظة حماة.

وتقول الجماعة إنها خاضت معارك في الأحياء الشمالية من مدينة حلب وفي شمال حماة وشمال حمص.

وبناء على هذا التحليل والقدرة العسكرية المتميزة التي تتمتع بها حركة حزم، تنظيما وعتادا وقدرة على إدارة المعارك يعتقد الكاتب أن حركة حزم لديها الكثير من النقاط الجيدة تؤهلها لتلقي الدعم الأمريكي وهذه متعلقة بالأيديولوجيا، فهي حركة معتدلة وعلمانية وليست منظمة جهادية متطرفة.

كما ويعطيها شكلها وبنيتها والعدد الجيد من الوحدات والمقاتلين والعتاد الثقيل وزنا سياسيا وعسكريا، وكونها تعمل في غرب وشمال ســوريا يعطيها مساحة للتأثيرعلى النزاع ومساره.

كل هذا مضافا للقدرات العسكرية والتاريخ الذي يحمله قادتها والسجل القتالي الذي سجلته في ساحات المعركة، فحزم ليست كما يقول وايت وحدة قتالية على يوتيوب تقوم باستغلال نشاطاتها على الإنترنت بل حركة تعمل في الميدان. وتتميز أيضا بالتعاون والتنسيق بين كافة وحداتها وتعمل مع بقية الجماعات مما يعطيها تأثيرا سياسيا واسعا.

وعلى خلاف الوحدات القتالية الأخرى فحزم لديها تسلسل قيادي ومركزا يصدر الأوامر. وهذا يعطيها انسجاما، وتتميز بالإستمرارية والقدرة على تجنيد المقاتلين. وفي النهاية يظهر تقدم حركة حزم نموذجا عن الجماعات التي يمكن للولايات المتحدة أن تدعمها بطريقة جيدة وتزودها بأسلحة فتاكة، لانها تتوافق في هيكلها ومواقفها مع العديد من المعايير السياسية والعسكرية.

فوجود جماعة معتدلة وعلمانية يتوافق مع ما تريده الولايات المتحدة أي التخلص من نظام الأسد الذي يحقق تقدما وإن كان بسيطا، ومواجهة قوى القاعدة والجماعات الإسلامية المتشددة التي تملك اليد العليا في عدد من مناطق ســوريا، وعليه فدعم حركة حزم سيسهم في تحقيق ما تريده واشنطن.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نقلت يوم الاثنين الماضي عن عودة تأكيده على هوية الحركة ودعوتها لدولة ديمقراطية خالية من الديكتاتورية، ورفض جماعته لأمراء الحرب وتأكيده الطابع الحرفي والمهني للمقاتلين باعتبارهم جنودا يقاتلون النظام ولا يهتمون بالنشاطات الأخرى مثل النهب وبناء مناطق نفوذ لهم.