اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين يُشارك في تشييع جثمان الشاعر الفلسطيني، أحمد دحبور!

clip_image002_ae05e.jpg

حيفا - لمراسل خاص - شارك، يوم الأحد الماضي، وفد من "اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين"، في تشييع جثمان الشاعر الفلسطيني، أحمد دحبور، إلى مثواه الأخير في مدينة البيرة.

وقد تشكّل وفد اتحاد الكرمل، من الشاعر مفلح طبعوني، الكاتب د. أسامة مصاروة، الكاتب حسين ياسين، المحامية نائلة عطية والكاتب د. محمد هيبي.

بعد أن ووري جثمان المرحوم الشاعر أحمد دحبور في ثرى فلسطين في مدينة البيرة، قام بعض الشخصيات السياسية والثقافية، بإلقاء بعض كلمات التأبين تخليدا لذكرى الفقيد. وقد أجمع المتحدّثون على أنّ رحيل الشاعر أحمد دحبور، هو خسارة للمقاومة الفلسطينية، وللأدب والشعر وللثقافة الفلسطينية عامة.

وبالنيابة عن "اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين"، شارك الكاتب، د. محمد هيبي، بكلمة جاء فيها:

"لم يكن الطريق، من حيفا إلى رام الله، مفروشا بالورد هذا الصباح. ولكنّه سيكون ما دام هناك فلسطينيّ واحد يقاوم. وراحلنا لم يترك المقاومة، ولم يترك حيفا، وإن وصلها ولم يعد إليها، حيث قال:

"وكيف جئت أحمل الكرمل في قلبي

ولكن، كلما دنا بعد؟

حيفا، أهذي هي؟

أم قرينة تغار من عينيها؟

لعلّها مأخوذة بحسرتي

حسرتها عليّ أم يا حسرتي عليها؟

وصلتُها ولم أعد إليها

وصلتها ولم أعد إليها

وصلتها ولم أعد ..."

فقيدنا الراحل عنّا، الشاعر أحمد دحبور، أبا يسار:

سنذكرك في حيفا، وفي "اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين" في حيفا. وستذكرك حيفا، فلم يعد بعيدا الكرمل الذي جئت تحمله في قلبك. وهذه حيفا، رغم حسرتها، لا قرينة لها، والمدن كلّها تغار من عينيها. ستذكرك حيفا وقد تجدّدت حسرتها اليوم عليك، لا منك.

سيذكرك التشرّد واللجوء. كم حاول زعزعتك؟ وكم حاول أن يفتّ من عزمك، ولكنّك رغم طفولتك، أعجزته.

وسيذكر كلماتك الهمّ والجوع:

"فاترك عليّ الهمَّ استأصل غُرابَه

اترك عليّ الجوعَ، هذا الجوعُ ربّاني وعلّمني كتابه".

هذا الجوع علّمك وربّاك أنّك لست وحيدا، وأنّ الهمّ عربيّ فلسطيني، وإنْ ضنّ الإخوة علينا.

سيذكرك المخيّم، لأنك كبرت فيه وبه، حملت روايته وأسمعتها لمن أغلقوا آذانهم وقلوبهم، بعد أن سمعوا واستساغوا رواية الأعداء:

"أسمع أبيت اللعن راوية المخيم

افتح له عينيك وافهم:

هذه الخرائب والمجاعة والخفوت

هذي الإعاشة والصدى الخاوي وأشباح البيوت

فيها كبرت، بها كبرت

وفوّضتني عن جهنم".

ستذكرك المقاومة. فقد أشهرتَ لها سيفك وقلمك، وكنت فارسها الذي رحل واقفا.

وستذكرك القصيدة، والكلمة الرصاصة التي تمرّدت حتى عليك، وظلّت بعدك تقاتل. لا تُضيع طريقها ولا تُخطئ هدفها.

ستذكرك حكاية كل ولد فلسطيني، وعيون الأطفال الذين صمدوا بوجه الضواري. فقد علّمتَهم أنّ اللحم الفلسطينيّ مرٌّ.

ستذكرك أغاني العاشقين، ردّت إلينا الروح، ردّت الروح إلى حُطامنا، وجعلتنا عنقاء تهبّ من الرماد.

وستذكرك الذاكرة إذ تقول:

"لي وجه وذاكرة

ولي في العمق بيت ما تهدم"

ستذكرك الذاكرة، فإنّ من عجز عن هدم البيت في داخلك، سيعجز عن هدمها. فقد تركتَ في ذاكرتنا ما هو عصيّ على النسيان.

ستذكرك فلسطين كلّها. فكم حملتَ عنها همومها، ولم تُغيّبْك الهموم. متَّ واقفا، ولك علينا أيّها الراحل عنّا، الباقي في قلوبنا، وفي وعينا وثقافتنا وذاكرتنا، وفي قلب فلسطيننا، لك علينا أن نذكرك جميعا. فنم قرير العين أنّنا سنتابع الطريق الذي مهدته لنا، فقد كسّرتَ بكلماتك، الكثير من صخوره".

وجدير بالذكر أنّه بعد تشييع جثمان الشاعر الراحل، أحمد دحبور، وفي مساء اليوم نفسه، قدّم وفد "اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين" التعازي لذوي الفقيد في قاعة فندق "أبراج الزهراء" في مدينة رام الله.

وسوم: العدد 715