بماذا يستقوي المالكي على السعودية ؟؟

يونس الهيتي

من حين لآخر يطلق رئيس الوزراء العراقي تصريحاته الإعلامية العدائية ضد السعودية محملا إياها الوضع المتأزم في العراق ، ولعل التعليق الأبرز والأصح على ذلك هو الذي سمعناه من القيادي الكردي مسعود البرزاني قال فيه إن الدافع وراء ذلك هو الدعاية الانتخابية .

 إن ذلك يعني أن المالكي يعرف تماما مزاج قطاع شعبي من لون طائفي محدد يرتكز عليه حزب المالكي ألا وهو اللون الشيعي ، وإذا ما تمت الانتخابات وفاز المالكي فيها فان ذلك سيعني أننا أمام دليل آخر على الحقيقة التي يتهرب منها العقلاء وهي أننا أمام انقسام شعبي كبير في العراق وهو انقسام يغذيه الصراع الطائفي في المنطقة الذي أججه حلف طهران في العراق وسورية ولبنان ، ولنتذكر انه في الانتخابات السابقة في العراق قبل 4 سنوات أطلق بهاء الاعرجي احد قادة التيار الصدري تصريحا عدائيا ضد الصحابي الجليل أبو بكر الصديق فكانت مكافأته إعادة انتخابه نائبا !!

أننا أمام نموذجين مختلفين من الزعامات في العراق احدهما يعرف تماما البوصلة الشعبية لقاعدته الانتخابية فيسرع بدغدغة عواطفها بتصريحات وأفعال لا  يهمه مشروعيتها ، وهو ما يمثله المالكي ، ونموذج قيادات السنة في العراق الذين يعتقدون فيه أنهم يستطيعون كسب مؤيدين من الطائفة المقابلة باعتمادهم خطابا سياسيا عن العراق وعن الوطنية والأخوة ونبذ الطائفية !!!!

متناسين أننا أمام انقسام واقع لا تنفع معه هذه الأوراق المكشوفة بل المحروقة منذ سنوات، وهذا الخطاب انتهى ولم ينفع ولن ينفع .

 إن التوصيف السليم للمشكلة العراقية هو أول مراحل الحل وامتلاك القوة الرشيدة هو الذي يفرض الاحترام على الآخرين  وهو حق مشروع وخصوصا في واقع فوضوي لا دولة ولا قانون فيه، فيا عقلاء السنة لا تعولوا على احد إلا الله ثم على أنفسكم .