الإبداع في زمن الحصار

في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات كان النظام في عهد الاسد يفرض حظرا تجاريا وصناعيا غير معلن على الشعب السوري

فكانت الاستيراد يعتمد على رخصة . والرخصة يجب ان تودع كامل المبلغ في حساب المصرف التجاري السوري لبقى المال اشهرا طويلة حبيس البنك حتى يسمح للتاجر بالاستيراد 

وأصبحت التجارة مهددة بسبب طريقة التعامل والرشاوي التي تدفع لتقريب الدور او تجاوز القانون

اضطر التجار السوريون لايجاد عشرات الطرق التي تلتف على القانون او ربما تخرقه او تنسفه

وكان اكثر الناس ضررا هم اصحاب المصانع القديمة والتي توقف العشرات منها بسبب عدم السماح لهم باستيراد قطع الغيار اللازمة لاستمراية المصانع وماكيناتها

ولكن رب ضارة نافعة 

اصبح الصناعي السوري بداية يصلح بعض قطع الغيار لينتقل لاحقا الى تصنيعها ثم الى تصنيع كامل المكنة 

حتى غدت حلب قلعة صناعية كبرى وبامكانيات ضعيفة بل ربما معدومة الا امكانية العقل السوري المبدع في زمن الحصار 

المدرسة الرقمية Digitalschoolsy خرجت من تحت الرماد والحصار ومن الضعف الشديد وقلة الحيلة 

ولكن الابداع في زمن الحصار كان وليد فكرة المدرسة الرقمية 

ملايين من ابنائنا فقدوا التعليم بسبب الحرب والنزوح او اللجوء 

المدارس دمرت والمدرسين كما هم الطلاب من شتات الى شتات واصبحت اللكارثة التعليمية حقيقة لا مفر منها 

وفكر المخلصون كيف يمكنهم تلافي هذه الكارثة وكيف سينقذون اجيالنا من الجهل والتجهيل المتعمد

فاجتمعوا وبصدقهم قرروا .. عملو فابدعوا ... واصلوا الليل بالنهار .. امكانيات ضعيفة ولكن مع صدق وعزم واصرار .. وبمواكبة للعصر وتطور التكنولوجيا الحديثة 

واخيرا ... 

خرجت الى النور .. المدرسة الرقمية  Digitalschoolsy . التي حوت جميع المناهج الدراسية من الابتدائية الى الثانوية 

مناهج دراسية مجانية .. لتسد فراغا  كبيرا بالتعليم وتتابع الرسالة التعليمية لابنائنا وبناتنا  ليتمكن الطالب متابعة تعليمه من تحت بيته المهدم او بلدته المحاصرة او في شتات الارض

هذا الابداع و غيره هو جزء من ابداع شعبنا في زمن الحصار 

شعب لا يعرف الوهن والانكسار 

تحيتي الى تلك السواعد اباءا واخوة وابناء 

من يريد التعرف على المدرسة الرقمية فليتابعها في اول تعليق

وسوم: العدد 735