ترويض مشاعر المسلمين.. هل يفضي إلى الإقرار بتقسيم الأقصى؟

هيئة علماء فلسطين

ترويض مشاعر المسلمين..

هل يفضي إلى الإقرار بتقسيم الأقصى؟

سياسة "خطوات الشيطان" الواردة في آيات الكتاب المجيد والتي يتبعها إبليس في إغواء البشر وصرفهم عن ‏جادة الحق هي نفس السياسة التي يتبعها ساسة بني إسرائيل لتهويد القدس والأقصى المبارك كي لا تتسبب ‏خطوة غير محسوبة منهم في إيقاظ المارد الإسلامي وتهييج عش الدبابير عليهم..‏

كثير من الغافلين المتقاعسين عن نصرة مسجدهم وقبلتهم الأولى طاب لهم النوم في "العسل" والتوهم بأن "لا ‏خطر حقيقي على المسجد" وأن "للبيت رب يحميه"، وما درى أولئك أن الخطر الحقيقي يحدق بهم من كل ‏جانب أن يلقوا الله تعالى وفي صحائفهم أن المسجد الأقصى قد احتل دون تحرك من قبلهم، ودنِّس من قبل ‏اليهود دون أن يبذلوا شيئاً، وأنه – لاسمح الله – هدم وهم ينظرون ويتفرجون.‏

إنها سياسة "الخطوة خطوة" التي يتبعها شياطين بني صهيون التي تجعلهم يشتغلون بلا توقف وضمن خطة ‏طويلة الأمد من أجل تقويض أساسات المسجد الأقصى بهدوء وتهويده بلا ضجة قد توقظ النائمين.. ‏ونخشى أننا قد وصلنا اليوم إلى المراحل الأخيرة في ذلك المخطط الإجرامي الذي يستهدف قلب أمتنا ‏النابض..‏

ما لا يخفى على العارفين ببواطن الأمور أن هناك سياسة خبيثة تقضي بتكثيف الاقتحامات اليهودية ‏للمسجد الأقصى حتى يعتاد المسلمين عليها وتتبلد الأحاسيس تجاهها ثم يتم فرض تقسيم زمني لزيارة ‏المسلمين للأقصى وزيارة اليهود له، يتبع ذلك أو يتزامن معه تقسيم مكاني يحصر فيه المسلمين بالمسجد ‏القبلي ومسجد قبة الصخرة وتقسم الساحات بين المسلمين واليهود ويقام كنيس أو اثنين فيهما. وضمن هذا ‏المخطط المدروس جيداً بأبعاده ومآلاته يتم الآن تنفيذه بتسارع كبير انتهازاً لما تمر به المنطقة من حالة ‏اضطراب شديد عقب الانقلاب العسكري في مصر والتآمر العالمي على ثورة الشعب السوري وتشرذم ‏الدول وانكفائها على نفسها. ‏

قامت جماعات الهيكل المزعوم وبتأييد من الكنيست الصهيوني بالتحضير لما يعرف بعيد الفصح التوراتي، ‏والذي يأتي بتاريخ 15-4-2014، ويستمر حتى يوم 22-4-2014، وقررت تلك الجماعات مجتمعة ‏متحدة القيام بتنفيذ أكبر الاقتحامات للمسجد الأقصى وبحماية شرطية كاملة. وفي خطوة استفزازية ذات ‏دلالة قام بعض أتباعهم بإلصاق منشور كتب عليه بالعبرية: "انتم مطالبون بإخلاء منطقة "جبل الهيكل" ‏وذلك بسبب أعمال بناء الهيكل وتجديد مكان تقديم القرابين والتجهز لتقديم قربان الفصح، إننا نشكركم ‏على حسن تعاونكم!!! التوقيع ”الشعب اليهودي“."‏

وبإحصائية بسيطة يتبين مدى خطورة ما يجري وتسارعه فقد أثبتت الإحصائيات أن اقتحامات العام الماضي ‏للمسجد الأقصى المبارك كانت الأكبر في تاريخه منذ احتلاله.. ففي عام 2010 اقتحم المسجد الأقصى ‏نحو 5,792 مستوطن يهودي، و401,872 سائح "إسرائيلي"، وفي العام 2012 اقتحم المسجد ‏الأقصى 7,724 مستوطن يهودي، و312,302 سائح "إسرائيلي"، لكن العام 2013 شهد اقتحام ‏‏8,528 مستوطن يهودي، و282,012 سائح "إسرائيلي" وهو ما يشير إلى تصاعدٍ كبير في الاقتحامات ‏الاسرائيلية للمسجد الأقصى.‏

أما مدير المعهد الحاخام المتطرف “يهودا غليك” فذكر أن عدد الذين اقتحموا المسجد الأقصى من اليهود ‏خلال عام 2013 بالإضافة إلى الجنود الصهاينة واليهود العلمانيين والمتدينين بحسب إحصائيات "منظمات ‏المعبد" بلغ أكثر من 20000 يهودي. ويعتبر هذا الرقم وهذه الأعداد هي الأكبر في تاريخ المسجد ‏الأقصى منذ احتلاله عام 1967م. ولفت مركز هليبا "الإسرائيلي" إلى أنه يعدّ خلال هذا العام 2014 ‏برنامجاً لتمكين كل اليهود من اقتحام الأقصى، وتحفيزهم على ذلك بكل الوسائل.‏

في مقابل ذلك فإن الفعل المضاد يكاد يكون محصوراً في مقاومة المرابطين في المسجد الأقصى وتصديهم ‏لجرائم الاحتلال بكل مسمياتها التي تصبو إلى تغيير الواقع على الأرض لصالح اليهود على حساب المسلمين ‏في أرضنا المقدسة وهو ما يفرض على كل مسلم أن يشد من أزرهم ويمد لهم يد العون ويتبع ذلك بتحرك ‏يليق بقدر ومقام مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء.‏

وكخطوط عريضة لتحرك مقترح نورد نماذج يمكن أن يبنى عليها عمل مثمر بإذن الله تعالى ومن هذه ‏المقترحات العملية لنصرة المسجد الأقصى المبارك:‏

‏- عقد لقاءات ووقفات جماهيرية من اعتصامات ومظاهرات نصرةً للمسجد الأقصى المبارك في الساحات ‏والميادين العامة.‏

‏- إصدار البيانات التعريفية الكاشفة للمخططات الإجرامية التي يدبرها الصهاينة لمسجدنا الأقصى الحبيب ‏وما يرافق ذلك من دعوات للتحرك وبذل الوسع كاملاً كل حسب موقعه واختصاصه وما يمكن أن يجود به.‏

‏- إقامة الندوات العلمية والشرعية التي تستضيف العلماء الصادقين الغيورين على مقدسات المسلمين ليبينوا ‏الواجب الشرعي تجاه المسجد الأقصى المبارك، وطرح آليات عملية للشعوب والحكام لمواجهة الهجمة ‏الصهيونية القائمة والقادمة.‏

‏- نشر فتاوى العلماء والدعاة عما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر وواجب الأمة تجاهه في المواقع ‏والصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.‏

‏- تفعيل الجانب المعرفي للقدس والمسجد الأقصى عبر نشر المعارف المقدسية المتعلقة بتاريخ القدس وواقعها ‏الحاضر ومكانتها والواجب تجاهها.‏

‏- إقامة المسابقات القرآنية والثقافية التي تعزز العلاقة بالقدس والمسجد الأقصى.‏

‏- التوسع في الإعلان عن "توأمة" بين المساجد الكبرى والمسجد الأقصى المبارك يتم من خلالها تخصيص ‏خطب ودروس ودورات للمعارف المقدسية  وندوات ثقافية وشعرية عن المسجد الأقصى في تلك المساجد ‏إضافة إلى حملات التبرعات الخاصة بدعم المشاريع المقدسية.‏

‏- طباعة صور المسجد الأقصى المبارك مرفقة بالدعاء له وتوزيعها بكافة اللغات. ‏

‏- إطلاق مشروع كفالة مرابط في المسجد الأقصى وتخصيص حملات دعائية وإعلامية لجمع التبرعات المالية ‏له على أوسع نطاق لتشمل منابر المساجد والفضائيات والإذاعات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.‏

حفظ الله المسجد الأقصى المبارك من كل مكروه وطهره من كل دنس يعلوه ورده إلى أمة الإسلام عزيزاً ‏شامخاً وردّ عنه كيد بني صهيون وكل حاقد مأفون وعمره بالراكعين الساجدين وملأه بالمصلين المتطهرين ‏وشرَّفنا بنصرته والذود عنه وجعلنا جنوداً وحماة وأدرعة له.‏

هيئة علماء فلسطين في الخارج