يا عمدة مدينة وجدة كأنك لم تقرأ ولم تسمع ولم نكتب ولم نقل

جميل جدا أن يبادر عمدة مدينة وجدة فور فوزه بمقعد في البرلمان بمساءلة رئيس الحكومة وتنبيهه إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة بعاصمة المغرب الشرقي وما حولها ، وأجمل من ذلك أن ينصت هو الآخر  إلى النداءات الموجهة إليه عبر المنابر الاعلامية التي تسائله عن أوضاع المدينة من قبيل انتشار الحفر والأخاديد في شوارعها والتي تسبب عنتا للراكب والراجل . لقد بلغت من هذا المنبر الإعلامي  وجدة سيتي إلى السيد العمدة نداء كي يتدخل لحل مشكل الحفر والأخاديد إلا أن ندائي كان صرخة في واد وبلا رجع صدى . ولقد بلغني أن برنامجا إذاعيا حاول الاتصال بالسيد العمدة لاستفساره عن مشكل الحفر والأخاديد التي تشوه شوارع المدينة ، وظل هاتفه يرن دون أن يستجيب لإلحاح رنينه ، وظل البرنامج الإذاعي يناقش مشكل الحفر والأخاديد دون حضور من يعنيه الأمر والذي يمكنه أن يجيب عن استفسار المستفسرين  بخصوص  هذا المشكل الذي بات يقلق ساكنة المدينة.

وإذا كان السيد عمدة المدينة يصم أذنيه عن نداءات الساكنة التي تشكو سوء حال شوارع المدينة والتي صارت كأنها ترتدي آخر موديل من سراويل الجينز المفتوقة على الركب والسيقان ، فرئيس الحكومة والمسؤولون في المركز سيكون أشد صمما خصوصا وأن الجهة الشرقية لا تعرف جهة في الوطن ما تعرفه من إهمال  وتهميش  لأن قدرها وحظها كان وجودها في منطقة حدودية . ومشكل غلق الحدود مع البلاد الجار غير خاف على المسؤولين، ولا تخفى عليهم تداعياته ،وما يترتب عنه من أزمة اقتصادية  خانقة بسبب انعدام فرص الشغل خصوصا في أوساط الطبقات الهشة التي لا تجد مصدر عيش يسد الرمق، ويحفظ الكرامة، وفي ذلك صيانة للأمن والسلم الاجتماعيين . إن الوضع الاقتصادي للمدينة وما حولها جعل ساكنتها ضحايا استفحال البطالة التي تفرخ  الجريمة و،السطو والنهب ،وتوفر الجو المناسب لعصابات السرقة والإجرام التي تبرر جرائمها بانعدام فرص الشغل، وهي تنتقم من الساكنة البريئة بالسطو على ممتلكتها .

فإلى متى سيظل المسؤولون في المدينة والمسؤولون في المركز يحمل بعضهم  بعضا مسؤولية سوء الحال في مدينة الألفية ؟ إن تقاذف المسؤولية بينهم كأنها كرة قدم لا يمكن أن يحل مشكل تردي الأحوال ، ولهذا لا بد أن تحصر وتحدد مسؤولية كل طرف ، وأن يبرر كل طرف براءته مما آل إليه وضع المدينة بالحجة والدليل والبرهان القاطع . ومعلوم أن المدينة تعرف يوميا وقفات احتجاجية أمام الإدارات، ويرفع المتظاهرون عقيرتهم بالاحتجاجات، ولكنها  لا تعدو في النهاية أن تكون مجرد صرخات في واد . وأحيانا يعطي بعض المسؤولين وعودا كاذبة لمجرد امتصاص غضب المتظاهرين والمحتجين لتعود الاحتجاجات من جديد، ويسجل إخلاف  هؤلاء المسؤولين وعودهم ، ويحسبون عند المواطنين كذابين لا مصداقية لهم، ولا يثق فيهم أحد من بعد ، ولا تقبل منهم وعود .

يا سيادة العمدة المحترم يجب أن تقابل ثقة الناخبين فيك بما يقابلها من حرص على الصالح العام ،  علما بأن الفضل يعود بعد الله عز وجل إليهم في وصلوك إلى البرلمان حين أعطوك أصواتهم ولما يتجاوز عدد  الذين رجحوا كفتك الثلاثين ولولا أصوات هؤلاء  لصار المقعد البرلماني إلى منافسك الأقرب ، ولما استطعت أن تسائل الحكومة ورئيسها . وإن كنت تسائل الحكومة ورئيسها، فيجب أن يتسع صدرك لمساءلة ساكنة مدينة وجدة .

ويا سيادة العمدة المحترم  إن عدم الرد على من يناديك من أجل الصالح العام لا يعني أن من ناداك لا خلاق له  ينطبق عليه قول الشاعر :

فلسنا لئاما بلا خلاق حين ننبهك يا سيادة العمدة  إلى  مشكل حفر في شوارع المدينة تؤذي الراكب والراجل على حد سواء ، وتشوه مدينة تفخر بساكنتها وهي بهم جميلة قبل أن تكون جميلة بفضاءاتها .

وأخيرا نأمل أن تأتي استجابة سيادتكم هذه المرة فورية، وأن يرن جرس هاتفك فتجيب من يطلبك على الهواء ، وتجيب من يطلبك عبر المنابر الإعلامية ، وتجيب من يطرق باب مكتبك . ولقد جاءك الذكر الحميد بين يديك يطلب ودك ،فكن  وفقك الله في مستواه ،واظفر به، وبرضى الله عز وجل، وبرضى الضمير وبرضى ساكنة المدينة  قبل أن تحاسب أمام الخالق والمخلوق يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلم سليم .  

وسوم: العدد 745