الحرب العسكرية والتدابير الوقائية المصاحبة لها

الحرب العسكرية والتدابير الوقائية المصاحبة لها

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

اعزائي القراء

 دخلت الثوره السوريه كما هو معروف في مراحل عديده فبين المرحله الاولى للثوره والتي كانت سمتها الاساسيه المظاهرات السلميه , والمرحله الحاليه والتي سمتها الحاليه هدير المدافع وازيز الرصاص , فبيين هاتين المرحلتين حصل تطورات عديده ولاشك , ولكن لم نلحظ اي مؤشرات وقائيه ذات تأثير فعلي صاحبت مسيرة الثوره سوى البحث عن السلاح لمقارعة الآله العسكريه الجنونيه التي يتمترس وراءها النظام واعوانه, كون الثوره اضحت  عسكريه بإمتياز والاستعداد العسكري من طرف الثوار هو المطلب الاكثر الحاحا لمجابهة العدو ..ولكن الثغره التي بقيت مهمله الى حد كبيرهو كيف نستطيع ان نؤمن الحد الادنى من الاستقرار للمواطنين ضمن ظروف المعركه العسكريه الغير مسبوقه . 

لا نلوم احدا لعدم اتخاذ مثل هذه الإجراءات في المرحله الأولى من الثوره حيث لا احد كان يتصور شراسة العدو ودعم الدول المختلفه له مما جعلت هذه الحرب تطول دون ضوابط بل دون رادع دولي اخلاقي للقاتل للالتزام  بقوانين الحروب على الأقل, فاستفاد العدو من هذا الاهمال الدولي بمحاسبته فركز كل ثقله على ضرب المدنيين لاحداث صدمه موجعه لاعادة الحسابات من حانب الشعب وبالتالي هرولته  الى بيت الطاعه الا ان هذا لم يحصل, فإهتم الثوار بتسليح انفسهم  قدر المستطاع  للدفاع عن انفسهم واهلهم وابناء وطنهم ولم يقصروا ضمن امكاناتهم, ولكن كان هناك تقصيرا من الشرائح الاخرى الداعمه للثوار واخص منهم اولئك الذين اخذوا على عاتقهم قيادة المعارضه , هذه المعارضه مع الاسف لم تحسن توظيف نفسها فكيف ستحسن توظيف الآلاف المؤلفه من الخبرات المنتشره في الداخل والخارج للإستفاده منها باحداث تغييرات وقائيه واجتماعيه تصب في صالح الشعب لجعل المعركه ضد العدو متكامله!..  

امامي امثله واقعيه وبسيطه لدول خاضت حروبا داخليه وحروبا مع دول معاديه لها حاولت قدرالامكان تطبيقها لتوفير بعض الاستقرار لشعوبها اثناء الحرب  فمثلا"

العمل على تنفيذ مراكز فنيه لحرق النفايات ليست بالضروره مكتملة لكل الشروط الفنيه ولكنها على الاقل مكتملة للشروط الصحيه.

التوسعه بتوليد الطاقه الكهربائيه بإستعمال الطاقه الضوئيه حيث حصل تقدم كبير في هذا المجال مع تدني في كلفتها.

احداث نظام المدارس المتنقله ( تريللات ) ومد فترة الدراسه فيها على زمن اطول لاستعاب ورديتين من الطلاب.

توعية السكان وخاصة في البيوت الشعبيه على استعمال مياه الامطار بجمعها من اسطح بيوتهم وجريانها الى خزانات ارضيه.

 الغاء التجمعات الكبيره وتحويل الاسواق ومراكز التحمعات الى الاسلوب المتنقل فهناك عربات خاصه تمر امام البيوت تحوي كل السلع الضروريه من  خضار وفواكه والبسه وخبز...

المساعده على تجهيز ملاجئ  او اعادة  صيانة الملاجئ الحاليه في كل الحارات المعرضه للخطر.

 احداث شبكة  انذار للغارات الجويه واستخدام المآذن لنصب المكبرات عليها.

 تخصيص امكنه في كل حاره لحفظ  بعض الادويه الاسعافيه الاوليه واجهزة اطفاء حريق ومعدات مساعده لازالة الانقاض.

 اصدار فتوى دينيه في المناطق الخطره جدا بجواز صلاة الظهر بدلا عن صلاة الجمعه في الجوامع وذلك كون الجوامع في صلوات الجمعه  هدف سهل يسيل له لعاب العدو . 

هذا موجز لما قرأته لكم من تجارب بعض الشعوب.

اعزائي القراء

احببت ان الفت النظر الى ان بعض الامور الوقائيه والتي لا تكلف كثيرا توفر ارواح المئات بل الآلاف من اهلنا فهذا ما فعله الفيتناميون وغيرهم من الشعوب. فنحن نخوض حربا شرسه مع عدو شرس قل نظيره,  وقد تنتهي هذه الحرب غدا وقد تطول..فكل فكرة تصب في تقليل خسائرنا وتثبيت شعبنا في ارضه هو مطلب واجب.. وعلينا ان لا نستهين به.