حلب تتقدم الصفوف رغم كل معاول الخذلان وفكرة التجنيد التطوعي

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

حلب تتقدم الصفوف

رغم كل معاول الخذلان وفكرة التجنيد التطوعي

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

[email protected]

ثوارنا وأبطالنا على كل الساحات لهم أباء وأمهات وعوائل وبيوت وأفواه بحاجة من يسد رمقها ، وينفق عليها ، ومع كل التقصير تجاههم فهم يُقدمون دمائهم والتضحيات المجانية ابتغاء وجه الله تعالى وخدمة الوطن وإعلاء شان المواطن السوري ، وبناء المستقبل الواعد لشعبنا السوري الحبيب ، ولأجل ذلك علينا التفكير والبحث عن تأمين قوت يوم مقاتلينا وعائلاتهم ، والتكفل بأسرهم بعد استشهاد أي منهم ، وعلاجه عند إصابته ونحو ذلك .

وقد يأتي السؤال من أين نأتي بالموارد ؟ فأقولها بكل صراحة بامكانية تأمينها من جهتين لاثالث لهما ، حيث ثوارنا يُسيطرون على أكثر من 60% من الأراضي السورية ، وهذه الأراضي فيها الكثير من الموارد التي إن استطعنا وضع اليد عليها كثوار وثورة إذا ماتوحدت الجهود للعمل المشترك والتنسيق المطلوب ، نكون قد أمّنا جزءا مهماً من الإيرادات ، وما ينقصنا نتوجه به الى الدول الحليفة للثورة السورية ، ولانعتقد أنها ستبخل علينا إن أحسنا العرض ولزوم الأشياء ، وقدمنا الجداول والبرامج والمطلوب صرفه بهذا الخصوص ، ليكون هذا ضمن ميزانية تُرصد ، وأموال تُدفع نضمن لهم بعدم وصولها الى إرهابيين يضعون هم عليهم الخطوط الحمر ، فإيران الفارسية المللية وباعترافها ، هي تقدم الأموال والدعم اللوجستي والتسليحي والمالي على نظام الإجرام الأسدي ، وهي من ينفق على مرتزقة الحالشيين والحشاشون الجدد الطائفيون ، ومن ينتسبون الى الحرس الثوري الإيراني ، فهل ستبخل تلك الدول الحليفة عن تقديم مثل هكذا دعم بحدّه الأدنى ، والذي من خلاله ندعو الى التجنيد التطوعي للسوريين إذا ما أمّنا هذا الدعم ، ليكون المحفّز لانخراط الشباب السوري من اللاجئين والنازحين ليصبوا في خانة الثورة ، بدلاً من أن يكونوا عالة ، وبذلك نستطيع رفد الثورة بالمخزون البشري الكثيف ، على أن نؤمن لهم مايلزمهم من السلاح ومستلزمات المواجهة 

وأخيراً سأشير الى حلب التي تأخرت عن الركب لكونها كانت رافداً مالياً مهماً للثوار ، وكذلك كانت تحتضن الأسر المنكوبة من المحافظات الأخرى ، عدا عن كونها كانت تحت وطأة القبضة الإرهابية الأسدية الأشد عليها ، وعندما دُعيت لفتح جبهتها ماقصّرت فقصمت ظهر نظام الإجرام الأسدي ، ولازال مناضلينا فيها يقاومون بأسلحتهم وعتادهم المحدود ، ويحققون الانتصارات المهمة ، وهي ومنذ أشهر تقصف ببراميل الحقد والتدمير الشامل ، ولا نرى الوقفة الحقيقية ممن دعوها لتكون في المقدمة ، وممن علت أصواتهم وانتقاداتهم على أهل حلب حينها ، ولا من المعارضة السورية الممثلة بالإئتلاف لتقديم مايجب لأكثر المدن كثافة وتضرراً ، عدا على دورانهم في الحلقة المفرغة ، بحيث لم يُقدموا على تحرك حقيقي لوقف قصف ماتبقى من هذه المدينة وقتل ساكينها ، وربّ سائل يسال وماذا عليهم أن يفعلو ؟ فأقول الكثير من الأوراق السياسية يستطيعوا القيام بها ولكنهم لم يفعلوا ، لغياب الخطط عندهم ، واستراتيجيات التحرك بما يضغط لوقف هذه الجرائم بحق الإنسانية ، وهذا ليس على حلب فحسب ، بل على مساحة القطر السوري ، وإن كانوا عاجزين فعليهم أن يستقيلوا كتعبير عن العجز أو الاحتجاج على اقل تقدير.